يرتقب أن تعرف الساحة السياسية انتعاشا كبيرا خلال الأيام القليلة المقبلة، بفعل تأهب معظم التشكيلات السياسية ودخولها مؤخرا عقب التعديل الجزئي للدستور مرحلة التجنيد والتعبئة تحسبا للاستحقاقات الرئاسية المقبلة. ومع انطلاق حملات التحسيس بشكل فعلي في الميدان والخوض في مسألة انتقاد وترشح الفرسان المتنافسين على مستوى قيادات الاحزاب نكون قد اقتربنا بخطى محسوسة نحو المرحلة الفعلية للحسم في قائمة المتنافسين الذين سيخوضون غمار الرئاسيات المقبلة. بات لا يفصلنا موعد الانتخابات الرئاسية سوى بعض الأسابيع القليلة والجزائر تحرص في كل مرة على توفير أجواء حقيقية من شأنها أن تسفر عن اجراء انتخابات شفافة وهادئة الصراع فيها يكون للبرامج والمنافسة فيها بين الفرسان يتألق في ريادتها الأفضل الأكفأ والأقدر على حمل الجزائر الى بر الأمان والسير بها نحو تسريع وتيرة تنميتها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وكان الوزير الأول أحمد أويحيى قد طمأن ملتزما باجراء انتخابات رئاسية تتكرس فيها الشفافية التامة حيث تم تجنيد نحو 600 ألف عون مع رصد أموال ضخمة تناهز 5 ملايير دينار. وبالنظر الى ما تكتسبه الانتخابات الرئاسية من اهمية لم تمانع الجزائر من حضور مراقبين دوليين في حالة طلب التشكيلات السياسية ذلك نزولا عند رغبتهم لتقطع الطريق أمام المغرضين الذين تضم الكثير منهم المعارضة، وتضع حدا لكل المزايدات التي تعودنا على مشاهدتها عقب كل استحقاق انتخابي بغض النظر عن الفائز فيها. اذا خرجت مؤخرا الأحزاب السياسية عن صمتها وتحركت نشاطاتها بريادة تشكيلات التحالف الرئاسي التي دعت رئيس الجمهورية الترشح لعهدة رئاسية جديدة المحافظة على الاستقرار بمواصلة نهج الاصلاح والتقويم الوطني. وان كان الأفلان سباقا لدعوة رئيس الجمهورية لخوض غمار الرئاسيات المقبلة فإن الأرندي وحركة مجتمع السلم فضلتا تزكية رئيس الجمهورية في حال الاعلان عن رغبته في دخول منافسة الانتخابات الرئاسية، ورفع الحزب العتيد من وتيرة نشاطاته ولم يخف أنه دخل مبكرا مرحلة التجنيد والتعبئة وهو في الوقت الحالي يخوض حملات تحسيسية واسعة، بعد أن انتهى من مرحلة تعبئة منتخبيه المحليين اما بخصوص الأرندي فآخر لقاء عقد مجلسه الولائي بالعاصمة نهاية الأسبوع المنصرم، عكف فيه على التعبئة تحسبا للاستحقاق الرئاسي القادم. ورغم حالة التململ التي تعرفها حركة مجتمع السلم بفعل الخلاف القائم بين أبوجرة سلطاني ومناوئيه في القيادة الا أن أبوجرة سلطاني الأول في حمس لم يخف خيار الحركة والمتمثل في تدعيم رئيس الجمهورية وتزكيته في حالة ترشحه للاستحقاق الرئاسي المقبل. ولكن هذا لا يعني أنه لا يوجد اختلاف في وجهات نظر أحزاب التحالف الرئاسي فالأفلان لم يخف رغبته أن يترشح رئيس الجمهورية تحت راية الأفلان كونه الرئيس الشرفي للحزب العتيد لكن حركة مجتمع السلم والأرندي لم يتحفظا وأعلنا صراحة عن تفضيلهم ترشح رئيس الجمهورية ضمن قائمة المترشحين الأحرار حتى لا يحصر في خانة حزب معين لا يكون مرشح جميع الجزائريين وحتى لا يقتصر الأمر على الأفلانيين. من جهة أخرى ظهرت الأحزاب الاسلامية مرة لتطرح مبادرة التكتل والتحالف بعد ان عصفت بها مطولا الانقسامات والتململات حتى تقزمت وتراجعت شعبيتها، فهل ستقدم هذه التشكيلات السياسية مرشحا عنها في الرئاسيات؟ وان كانت لويزة حنون الأمينة العامة لحزب العمال فضلت التحفظ بشأن الاعلان عن ترشحها من عدمه وترك الأمر الى اجتماع اللجنة المركزية للحزب الا أنه لا يستبعد أن تخوض لويزة حنون الى جانب موسى تواتي وفوزي رباعين اللذان أعلنا صراحة عن ترشحه رئاسيات .2009 ------------------------------------------------------------------------