قفزت أسعار الغاز في بريطانيا الأسبوع الماضي، إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 350 بنسًا لكل وحدة حرارية، بزيادة 520 % منذ بداية العام، وسط ارتفاع الطلب واستمرار مخاوف الإمداد في جميع أنحاء أوروبا هذا الشتاء. بينما انخفضت الأسعار إلى 320 بنسًا للوحدة الحرارية في العقود الآجلة للغاز الطبيعي ظل المؤشر متقدمًا على آسيا. تعكس الأسعار المرتفعة ظروف السوق الحالية في جميع أنحاء أوروبا، وتتبع استمرار حالة عدم اليقين الجيوسياسي والتوترات المتزايدة بشأن خط الأنابيب الروسي «نورد ستريم 2» الذي يبلغ طوله 759 ميل، والذي من شأنه أن يضاعف صادرات الغاز الروسي إلى ألمانيا. تمّ الانتهاء من مشروع الغاز - والذي سيوفّر 55 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا - لكنه ينتظر موافقة المنظمين الألمان، الذين لم يصادقوا بعد على خط الأنابيب. في وقت سابق هذا الأسبوع، أعلنت الهيئة التنظيمية أنه من غير المتوقع اتخاذ قرار بشأن المصادقة على خط الأنابيب في النصف الأول من العام المقبل. وتمّ اتّهام روسيا بالضغط على أوروبا من خلال تقليل الإمدادات إلى القارة، بغرض الحصول على الموافقة لخط «نورد ستريم 2»، مما قد يقلل من نفوذ أوكرانيا في المنطقة. وقد ساهمت أسعار الغاز المرتفعة بالفعل في توقف 25 شركة طاقة بريطانية عن العمل خلال الأشهر الثلاثة الماضية، مع تأثر أكثر من أربعة ملايين عميل بشكل مباشر.