في الفاتح نوفمبر ,1954 انتفض الشعب الجزائري عن بكرة ابيه ضد الاستعمار وضد الظلم، فاعلنها ثورة شعبية بلا هوادة حتى خروج الاستعمار الفرنسي من ارضه الطاهرة. الشعب الجزائري لم يرفض الاستعمار ساعتها، اي بعد ان تمكن الاستعماريون الفرنسيون من بلادنا التي احتلوها سنة ,1832 لكن غرة نوفمبر ,54 كانت ساعة الحسم وساعة اعلان الرفض المنظم ضد الاستعمار. وتذكر صفحات التاريخ المشرق للثورة المجيدة، ان قيادة الثورة حين حسمت امرها، اتخذت قرارا قويا لا رجعة فيه، مفاده انها لن تهادن ولن تفاوض الاستعمار الفرنسي الا مرة واحدة حين خروجه. كان هناك اجماع لا نظير له من كل أطياف الشعب الباسل على قيادته التي راهنت على الكفاح المسلح السبيل الوحيد لنيل الاستقلال.. دون السقوط في مهاترات التنازل. ثورة اول نوفمبر ككل الثورات ضد الاستعمار والهيمنة.. كانت مهمة لحركات التحرر في افريقيا، في انغولا، وغينيا بيساو والموزمبيق واريتيريا في كفاحها المرير ضد الاستعمار البرتغالي، والاثيوبي يستنكرها شعوبها اليوم بعد ان اصبحت دولهم مستقلة، كما يستنكرها المقاومون الفلسطينيون والمقاومون العراقيون. فالمقاومة شرف، وليست ارهابا كما اراد ان يصورها الاحتلال الفرنسي بالامس، ويريد ان يصورها الاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، ومرتفعات الجولان السورية ومزارع شبعا بلبنان، والامريكي للعراق ويسوق لها عملاء الاحتلال. المقاومة ارادة والارادة تأخذ شرعيتها من الوطن. في مثل يوم الفاتح من نوفمبر يستنكر التاريخ المجيد شواهد وعبر لا لمجرد تصفح اوراقه بل للعبرة. ففي فلسطين اليوم ما زال اسلوب الاحتلال الاسرائيلي في حق ابناء الشعب عقابا للمقاومة، وفي العراق يحدث لابنائه نفس الشيء. الجزائر، اليوم، وبعد هذا الرقم النضالي وعدد الشهداء (مليون ونصف المليون شهيد)، تجد نفسها مجبرة على المحافظة على مكتسبات الاستقلال، فالقهر الذي يأتي من الاحتلال ليس مثله قهر. وقد شهدت منطقتنا العربية كل اصناف الاحتلال، من الانتداب الى الاستعمار مرورا بالاستعمار الاستيطاني البغيض لهذا علينا كعرب ان نتعلم من التاريخ، فاذا كان الاستعمار يعيد اسلوب تعامله معنا في العراق وفي فلسطين فلماذا لا نعيد نحن وفي نفس الخارطة اسلوب الممانعة والثورة ضد الاستعمار. ------------------------------------------------------------------------