حمّل «خابرييل روفيان» المتحدث باسم هيئة الإنصاف والمصالحة اليسارية في البرلمان الإسباني، مسؤولية تداعيات قرار الجزائر تعليق معاهدة «الصداقة وحسن الجوار والتعاون» إلى حكومة بيدرو سانشيز. قال روفيان في تصريح لوسائل إعلامية، إن تغيير حكومة مدريد لموقفها بشأن الصحراء الغربية، كان «فقدان وعي رهيب» من طرفها. كما دعا حزبا الشعب وسيودادانوس من سانتشيز، أن يقدّم توضيحا أمام البرلمان، حول عواقب تعليق الجزائر لمعاهدة الصداقة مع إسبانيا. وفي ردّ فعلها على قرار الجزائر، أبدت الحكومة الإسبانية «تأسفها». وحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية، فقد أوضحت مصادر دبلوماسية في إسبانيا أن «الحكومة الإسبانية تأسف لإعلان الجزائر عن تعليق معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون». وأضافت المصادر أنّ إسبانيا «تعتبر الجزائر دولة صديقة، وتجدّد استعدادها الكامل للاستمرار في الحفاظ على علاقات التعاون الخاصة بين البلدين وتنميتها». من جهته، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، أنّ بلاده تدرس تداعيات قرار الجزائر بتعليق اتفاقية الصداقة، وتجميد التجارة الخارجية مع إسبانيا. وبعد تعليق اتفاقية الصداقة وحسن الجوار مع إسبانيا، اتخذت السلطات الجزائرية قرارا بمنع التصدير والاستيراد مع إسبانيا. وبدأ تطبيق هذا الإجراء الذي يخصّ مجمل السلع والخدمات، من تاريخ الخميس 9 جوان 2022، حسب نفس المراسلة. حملة لإسقاط الحكومة في الأثناء، جدّد نواب الكونغرس الإسباني، رفضهم لتغيير موقف بلادهم التاريخي من النزاع في الصحراء الغربية، منتقدين قيام رئيس الحكومة بيدرو سانشيز بالانسياق وراء الخيار الاستعماري الذي يروّج له المحتل المغربي. وحاول سانشيز خلال جلسة في الكونغرس خصّصت لمساءلته حول تغيير موقف إسبانيا بشأن الصحراء الغربية، تقديم مبررات لقراره، غير أنها قوبلت بانتقادات شديدة من قبل أغلب الكتل البرلمانية، خاصة ما انجر عنه من تدهور للعلاقات مع الجزائر. واعتبرت المجموعة البرلمانية لحزب الشعب، ثاني قوة سياسية في البلاد، أن موقف إسبانيا «خارج الإجماع السياسي»، وهو موقف شخصي لرئيس الوزراء وحزبه الحاكم وعلى بيدرو سانشيز «إصلاح العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر في أقرب وقت، كشريك اقتصادي وسياسي موثوق». ورجحت المجموعة البرلمانية لحزب «فوكس»، ثالث قوة سياسية في إسبانيا، تغييرا جديدا في الموقف الإسباني، والذي وصفته بالموقف «الظرفي الذي سيتغير مع الحكومة القادمة»، واعتبرت أن تضرر العلاقة الدبلوماسية بين إسبانيا والجزائر «من شأنه أن يمس بالأمن القومي الطاقوي والاقتصادي» للبلاد. وتبرّأ نواب المجموعة البرلمانية لحزب «بوديموس متحدون» من الموقف الذي أعلن عنه بيدرو سانشيز وقالوا إنه «مرفوض ولا يتوافق مع قرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة». مدريد ستعضّ أصابعها ندما اعتبرت رئيسة المجموعة البرلمانية لحزب «سيودادانوس»، أن موقف إسبانيا من مسألة الصحراء الغربية تضرر العلاقات الدبلوماسية مع الجزائر «يؤكد فشل السياسة الخارجية للدولة الإسبانية تحت حكم الحزب الاشتراكي». وكان البرلمان الإسباني رفض يوم 27 ماي الماضي قرار رئيس الحكومة سانشيز حول الصحراء الغربية، مطالبا بالعودة إلى دعم تقرير المصير. وانتقد البرلمان للمرة الثالثة خلال شهرين دور بيدرو سانشيز، حيث تتحرك الأحزاب الإسبانية بما فيها حزب «بوديموس» اليساري المنتمي إلى الائتلاف الحكومي للتعبير عن رفضها لقرار رئيس الحكومة الأخير حول الصحراء الغربية.