لايزال العديد من تلاميذ قرى ولاية تيزي وزو يعانون من مشكل النقل المدرسي ورغم المجهودات المبذولة من طرف وزارة التربية وكذا السلطات الولائية، إلا أن المشكل لا يزال قائما بالولاية، فلم يتمكن مسؤولو الولاية من تغطية العجز القائم في بعض الأماكن، فطوابير من الأطفال تضطر لقطع عشرات الكيلومترات يوميا للالتحاق بمؤسساتهم التربوية، وهذا دليل على الواقع المزري للنقل المدرسي الذي يعاني منه أطفال ولاية تيزي وزو عبر بلدياتها البالغ عددها 67 بلدية، ورغم مساعي أولياء التلاميذ من أجل توفير حافلات تقي أبناءهم حر الشمس وبرودة الشتاء، بالإضافة إلى المخاطر الأخرى التي قد يتعرضون إليها من اعتداءات وسرقة وحوادث سير نتيجة امتطاء الأطفال حافلات مهترئة أو حتى شاحنات إلا أن كل نداءات باءت بالفشل. هذه الوضعية لا تقتصر على التلاميذ القاطنين بالقرى البعيدة عن الولاية، فالقرى التابعة لبلدية تيزي وزو هي أكبر مثال على ذلك على غرار تلاميذ قرية بترونة التي تبعد بحوالي 5 كلم عن مدينة تيزي وزو، الذين يضطرون يوميا للنهوض علي الساعة السادسة صباحا للتنقل للمدرسة بواسطة مركبات النقل الخاصة التي أثقلت كاهل الأولياء نظرا لغلاء تسعيرة النقل من جهة، وغياب وسائل النقل الخاصة من جهة أخرى، ما يجعل المتمدرسين يلتحقون بمؤسساتهم التربوية في ساعات متأخرة، ورغم الشكاوي العديدة لأولياء التلاميذ والجمعيات التي تهتم بهذه الشريحة، إلا أن الأمر لم يتعد مجرد الشكوى التي بقيت حبيسة أدراج البلدية دون أن يتم وضع حد لهذا المشكل الذي أنهك التلاميذ مع كل دخول مدرسي. غياب النقل المدرسي يتسع للعديد من قرى الولاية على غرار قرى بلدية «ذراع الميزان»، وقرية اقني قغران بواضية وكذا قريتي عطوش وتزرارت التابعتين لبلدية ماكودة وغيرها من المناطق والقرى التابعة لبلدية تيزي غنيف، فلا حديث وسط السكان سوى النقل وكيفية التنقل نحو المناطق الأخرى، وكيفية وصول التلاميذ إلى مدارسهم والعمال إلى عملهم، ومشاكل أخرى لا تعد ولا تحصى خاصة بالنقل ومتاعبه اليومية. النقل المدرسي مشكل عويص يواجه التلاميذ وأولياءهم، حيث تعود أضرار غياب وسائل النقل خاصة المدرسي منها على التلاميذ الذين يجدون صعوبة بالغة في التنقل إلى مدارسهم، فغيابها يجبر أولياء التلاميذ على أخذهم بنفسهم للمدرسة، خوفا من تعرضهم لمختلف حوادث المرور بسبب سيرهم لمسافات طويلة للوصول إلى مكان تحصيلهم الدراسي الذي يقل من سنة لأخرى بسبب مشكل النقل، فضلا عن خوفهم من تعرض أولادهم لمختلف الاعتداءات نتيجة خروجهم من المنزل صباحا للالتحاق بالمدارس التي في الكثير من الأحيان ما تكون بعيدة عن مقر سكناهم. هذا وقد أبدى جل سكان قرى ومداشر ولاية تيزي وزو استياءهم وتذمرهم الشديدين تجاه النقائص التي يزاول تلامذتهم خلالها دراستهم، وهو ما يؤثر سلبا على تحصيلهم الدراسي، وفي هذا الصدد يطالب أولياء التلاميذ من السلطات المعنية توفير النقل المدرسي من أجل إراحة أبنائهم من العناء اليومي والمشقة التي يتحملها التلاميذ. مطالبة السلطات المحلية بالتدخل ونتيجة لحدة المشكل، فإن العديد من التلاميذ وكذا اوليائهم قاموا مؤخرا بتنظيم عدة حركات احتجاجية للمطالبة بتوفير النقل المدرسي على غرار تلاميذ الثانوي بوسط مدينة عين الزاوية الواقعة على بعد 45 كلم جنوب مقر ولاية تيزي وزو، الذين قاموا بغلق الطريق الوطني رقم 30 إحتجاجا على نقص النقل المدرسي بمنطقتهم، حيث جاءت نتيجة معاناتهم المستمرة مع وسائل النقل المدرسي في كل موسم دراسي، ما دفع بهم إلى إنتهاج لغة الشارع بهدف لفت انتباه السلطات المحلية التي بحسبهم تجاهلت انشغالاتهم بالرغم من الشكاوى العديدة التي رفعوها إليها في السنوات الماضية. نفس الحركة الاحتجاجية نظمها سكان قرية مكيرة التي تبعد بحوالي 60 كلم جنوب مدينة تيزي وزو، حيث أقدم المئات من الثانويين المتمدرسين بذارع الميزان على غلق مقر البلدية للمطالبة بالنقل، حيث أكد التلاميذ أنهم مجبرون يوميا على دفع 60 دج ثمن النقل للالتحاق بمؤسساتهم التربوية، مشيرين إلي أن المشكل كان مطروح منذ سنوات، لكن لم يتم أخذ معاناتهم بعين الاعتبار أين تفاجأوا بذات المشكل، وأكد أولياء التلاميذ أن الوقت قد حان للمسؤولين المحليين بأخذ مطالبهم بعين الاعتبار لتوفير الظروف الحسنة لتدريس أبنائهم الذين يصلون لمؤسساتهم التربوية يوميا والإرهاق قد أنهك أجسادهم ما يؤثر سلبا على تحصيلهم العملي. وفي السياق ذاته فإن المشكل لا يقتصر فقط على تلاميذ بلدية مكيرة بل يمس العديد من قرى البلديات الأخرى على غرار بلدية واضية التي هي الأخرى تعاني من ذات المشكل، فتلاميذ واضية لا يملكون سوى حافة واحدة للنقل المدرسي والتي تشكو يوميا من الضغط الكبير، حيث يضطر بعض التلاميذ لاستقالة حافلات النقل الخاص، نفس المشكل يعاني تلاميذ قرية عطوش وتزرارت ببلدية ماكودة اين قام التلاميذ بتنظيم حركة احتجاجية للمطالبة بالنقل المدرسي. وأمام هذا وذاك، فإن تلاميذ قرى ولاية تيزي وزو يناشدون الجهات المعنية بالتعجيل في توفير وسائل النقل المدرسي مع الحرص على ضرورة أن تكون مخصصة فقط للتلاميذ، إلى جانب ضرورة تغيير وسائل النقل المدرسي المعتمد عليها حاليا بحافلات جديدة على غرار ما استفادت به بقية مناطق الولاية. وحسب ما أكده بعض أولياء التلاميذ، فإن القضاء على مشكل النقل المدرسي، يكمن أساسا في دفع وتيرة أشغال إنجاز مشروع الثانويات ومؤسسات تربوية إستفادت منها العديد من البلديات مؤخرا والتي لم يتم فتح أبوابها إلى غاية اليوم.