تعرف جل أحياء مدينة البويرة بعد مرور يومي العيد، تكدسا رهيبا للنفايات المنزلية، ما جعل منها منظرا تشمئز منه النفوس وروائح كريهة، نتيجة تراكم النفايات بالرغم من تسخير الإمكانيات المادية والبشرية من طرف مصالح البلدية للتخلص منها. قامت «الشعب» بجولة عبر عدد من أحياء مدينة البويرة، ووقفت على الحالة الكارثية والإيكولوجية بسبب النفايات المنزلية، المترامية في قارعة الطريق، والمتكونة من فضلات وجلود الأضاحي، وهو المنظر الذي أثار سخط المواطنين، الذين ألقوا اللوم على مصالح البلدية، باعتبارها المسؤولة الأولى عن نظافة المحيط العمراني، خاصة في الأعياد والمناسبات الدينية. كما رصدت «الشعب» بعض آراء المواطنين حول هذه الظاهرة السلبية والخطيرة على صحة وسلامة المواطن البويرة. «سمير» شاب يقطن في حي «ليكوتاك»، عبّر بمرارة وسخط كبير ما آل إليه الحي، خاصة بجوار بسوق المغطى الذي تحول إلى قمامة مفتوحة على مصراعيها وأمام مرأى المارة، وتقاعس مصالح البلدية مثل ما يقول. وأشار إلى أنّ «هذه الوضعية المزرية نعيشها منذ يومي العيد»، قائلا إنّ الرّوائح الكريهة القوية المنبعثة من الحاويات، دون أن يتم رفعها والتخلص منها في وقتها المحدد»، مضيفا أنّ هناك نقص فادح في الحاويات المخصصة لرمي النفايات المنزلية، كما أوضح مواطن آخر يقطن بحي الألماني، أن النفايات والقاذورات غزت الطريق أمام محور الدوران مما صعب ذلك على المواطنين وأصحاب العربات اجتياز الطريق المذكور، بالرغم من النداءات المتكررة منذ مدة طويلة، ويشير أيضا إلى أن الوضع أصبح أكثر تعفنا مع حلول أيام العيد الأضحى المبارك، بسبب جلود الأضاحي المترامية على قارعة الطريق، نفس الوضع تشهده عدة أحياء أخرى في كل من واد هوس، 140 مسكن، 120 مسكن، أولاد بليل، رأس البويرة وغيرها. من جهتها، مصالح بلدية البويرة أطلقت قبل العيد نداء للمواطنين، للتعاون والتنسيق لأجل التخلص من النفايات المنزلية، غير أن الإستجابة كانت محتشمة من طرف السكان، ووجدت نفسها في مأزق كبير للتخلص من النفايات المنزلية المتراكمة، بالرغم من توفيرها لكل الإمكانيات المادية والبشرية التي تعمل باستمرار، إلى جانب ذلك قامت مؤسسة «نظيف» بحملة نظافة خلال أيام العيد لاسترجاع جلود الأضاحي، حيث أحصت استرجاع ما يقارب 500 قطعة صالحة للاستعمال بالتنسيق مع مؤسسة فرز النفايات، والحملة لا تزال متواصلة، حيث سخّرت فرقة تتكون من 13ع املا وشاحنات كبيرة للقيام بالمهمة الموكلة بها. ويبقى وعي المواطن بولاية البويرة هو الأساس لرفع النفايات في وقتها المحدد لها، واحترام مواعيد رميها في الأماكن المخصصة لها.