يصر المعلّقون على تكرار خطأ شائع حول عدم وجود عمل صريح واضح لمحمّد ديب حول الثورة التحريرية الكُبرى، وهي تهمة لم يسلم منها العملاق الآخر «مالك حداد»، وسلم منها العملاقان الثالث والرابع؛ مولود فرعون (الّذي هو شهيد رصاص المستعمر) ومولود معمري صاحب الرّوائع البديعة المعروفة... بقدر ما يصر المعلّقون المتسرّعون على هكذا تهمة بقدر ما يجيب محمّد ديب بهدوئه المعهود: «أنا سليل الثورة التحريرية وكلّ ما فعلته يُحسب لها قبل أن يُحسب للغة الفرنسية أو أن يُعُد لي أيّ فضل»/(لوموند1978)...والواقع هو أنّ طريقة التعبير عن موضوع ما تحتمل كثيراً من الإمكانيات، وطرح السؤال لكاتب في حجم «محمّد ديب» عن كتابة كِتاب عن الثورة بصراحة مع تسمية المسميات بأسماء واضحة ينطوي على خلفية نقدية مدرسية هاجسها تقديم إجابات جاهزة وسريعة ونهائية حول جوهر الإبداع الّذي هو جوهر فلوت، خفي، عميق...جوهر يُخاتل لأنّه ينتمي إلى عالم التلميح لا إلى عالم التصريح. إنّ الثلاثية كافية في الحقيقة لتبيان شدّة اِرتباط محمّد ديب بالثورة كمفهوم وكقدر محتوم تنبأ به كما يفعل الكُتّاب الكبار جميعًا؛ أولئك الّذين لهم عينٌ على الحاضر وأخرى مرشوقة في كِتاب الغيب...إنّه لمن المُثير التأمل في حجم القلق الّذي زوّد به محمّد ديب سُكان «دار السبيطار»؛ هذا المكان العجيب الّذي هو البطل الحقيقي للرّواية، والّذي هو الجزائر في صيغة مُصغرة مُغلقة وذات حضور رمزي قوي...هذا القلق الّذي كان يتجلّى على مستويات عديدة أهمها أحداث عمر في المدرسة، وما كان يسمعه ويشعر به والأحكام المحيطة بذلك الوجود التعيس، وكذلك الشخصية الرمزية التي تلعب دوراً هامًا بل وأكثر من محوري في توجيه الحدث، المناضل الثائر «حميد سراج» الّذي تبحث عنه السلطات بسبب نشاطه السياسي الّذي يُوصف بالإرهاب وبالفوضوية والشغب...هذا الحميد السراج الّذي تتساءل النسوة في حقه: «والله إنّه لرجلٌ طيب...لا أدري لماذا يبحثون عنه كأنّه مجرم...» (الحريق). أحداث تنطقُ بساعة الثورة يبدو أنّ الأحداث التي من المفروض أنّها تحدث عام 1939 والتي يرويها الرّاوي عام 1954 هي أحداثٌ تمتلك قيمتها من خلال هذا الوعي المُعتمل لدّى النسوة (ومن المفروض أنهنّ أبعد النّاس عن حركة الوعي)... هذه الأحداث تنطقُ بساعة الثورة التي بدأت تدق. نذكر أنّ هذا الجزء قد صدر - صدفةً - قبل شهرين من اِندلاع الثورة التحريرية العُظمى...يقف النُقاد ويقف الكاتب ملياً عند عين الطفل وعيون النسوة أثناء الحديث عن الثورة أو عن إرهاصاتها، لماذا اِختار ديب هذه العيون التي قد لا ترى الثورة كما ينبغي لها -في عظمتها وضخامة حجمها- أن ترى؟...والإجابة هي أنّ هذه العيون تخدم صورة الثورة مرتين: مرّة تجعل المستمع لخطاب الرّواية أو محمول القصّ يصدق الكلام لأنّه كلامٌ حقيقي، فالجاهل كالطفل وكربة البيت البسيطة؛ كلّهم أناس لا يكذبون لأنّهم يعتقدون أنّ الكذب أكبر منهم بكثير؛ كما هي حال الوضع الجزائري الموصوف في الثلاثية. تمنحنا الثلاثية بما فيها من أجواء الاِحتقان نظرة دقيقة للذات الجزائرية في مرحلة يتفق المؤرخون على أهميتها المركزية: منتصف الأربعينيات من القرن العشرين؛ وهي مرحلة اِعتمالٍ كبير، مرحلة نهضة الوعي الجزائري...إنّ محمّد ديب نفسه يقف أمام العسر الاِستعماري للتعبير عن الذات الجزائرية الّذي هو تعبيرٌ عن الثورة بالضرورة، ويقف جيّداً لدّى صعوبة أن يكون الكاتب آنذاك سليل لغة موليير وفولتير ثمّ أنّ يقول الحقائق المرعبة حول هذه الأمة الكبيرة، فيقول: «لم يكن مُمكنًا آنذاك للشباب الجزائريين من هواة الأدب أن ينشروا كُتبًا، أو يطمعوا في إيجاد ناشر يُرحب بهم، لقد كان ذلك عالماً محرمًا. وهذا لا يرجع لكون الكاتب كاتبًا ناشئاً بل لكونه جزائريًا»...وهي أزمة معروفة ستطارد محمّد ديب حتّى آخر حياته، أليس هو الّذي يقول في ضمن ما يقول إنّ ناشره قد طالبه مراراً بالتضحية باِسم محمّد المزعج للأذن الأوروبية؟...ولا يغيب عنّا كون محمّد اِسم الثورة الجزائرية باِمتياز. منذ روايته الأولى «الدار الكبيرة»؛ الجزء الأوّل من ثلاثية الجزائر نجد أنفسنا مع أحداث تدور في دار سبيطار بمدينة تلمسان تجمع مجموعة من العائلات الفقيرة، في مكان سبق له أن كان مستشفى خلال الحرب العالمية الأولى...دار السبيطار، المكان أو الفضاء الّذي نرى فيه بروز شخصية جزائرية ثائرة حدّ النخاع هي «عيني» الأرملة التي تعتني بعائلتها المكوّنة من عمر الصبي وأختيه عويشة ومريم وكذلك والدتها المقعدة. وليس مُخطئًا من يعتبر الفقر والحرمان والعنت الّذي يُسببه الاِستعمار هو البطل الحقيقي للدار الكبيرة التي تقدم لنا منذ البدايات ملامح الثائر حميد سراج... حميد سراج الّذي سيتواجد أكثر وبكثافة أعلى في الجزء الثاني من الثلاثية «الحريق»، وهو الجزء الهام الّذي ينتقل بالأحداث من مدينة تلمسان إلى إحدى القُرى، «بني بوبلان» أين نتعرّف جيّداً على عالم الفلاحين الّذين سلبهم المستعمر أراضيهم وحوّلهم إلى «خماسين»، أي أُجراء فيها. ويُسيطر على الأحداث الغضب الكبير للفلاحين الذين يعانون ظروفًا اِستعمارية غير إنسانية تنتهي بهم إلى قرارٍ يُشبه الثورة على أكثر من صعيد: تنظيم إضراب ثمّ حرق الأكواخ في حركة اِحتجاجية عميقة، كلّ ذلك يحدث ونراه بعيون «عمر» بطل الثلاثية المعروف، وتظهر هنا نشأة وعيٍ ما، هذا الوعي الثوري الّذي بدأ يتسرّب إلى الجميع في ما يُشبه حركة تمهيدية للثورة الكُبرى. وفي الجزء الثالث من الثلاثية النول (Le métier a tisser)، والّذي ظهر عام 1957. نجد عمر وقد أصبح شاباً يعمل بمصنع النسيج، هذا الفضاء الروائي الهام الّذي يُدخلنا إلى عالم العُمال الّذي يبدو بوضوح كاِمتدادٍ لعالم الفلاحين الّذي تعرفنا عليه سابقًا، وفي هذا المصنع نشهد التصاعد السريع والكبير لكره هؤلاء العُمال لظلم رؤسائهم المعمرين. ونخرج من الثلاثية بصورة بليغة عن الأثر غير المُباشر للثورة التحريرية الكُبرى، الأثر الفني - كما أسلفنا - الّذي يُقدم التيمة بطريقته الفنية الخاصة التي ليست بالطريقة المُباشرة الفجة. لقد أجاب مالك حداد على الأسئلة حول عدم وضوح الموقف من الثورة، أو ما يمكن أن يُوصف بالتناول غير الصريح قائلاً: «إنّك لا تستطيع أن تقول للكاتب: قُل كذا ولا تقُل كذا، الواجب هو أن نبحث جيداً فيما قاله عمّا ترى أنّه من الضروري قوله». جدارية شاملة للجزائر لقد كان تحدّي هذه الفئة من الكُتّاب هي الدفاع عن الجزائري كإنسان لا كمحارب مُجاهد يُقاوم الاِستعمار، لهذا نجد محمّد ديب يقف ضدّ التيار الواقعي صراحةً مُعلنًا فشل التصوير الواصف الّذي يُحاول أن يستعيد صورة ما حدث وأن ينقل مجمل ما قِيل بحرفية فجة، مُعلنًا بوضوح بأنّ «الواقعية» المنتشرة آنذاك لم تعد تستجيب لتطلعاته ككاتب. لابدّ من العودة إلى نشاطه الصحفي وكتاباته الصحفية في بدايات الخمسينيات، على صفحات «Alger républicain»...إذا أردنا أن نواجه الموقف الواضح والكلمات الصريحة مع الجزائر والجزائري ضدّ فرنسا وسياستها وسلوك فرنسيي الجزائر، ولكي نقف على النشاط الثوري - قبل الأوان - لمحمّد ديب... نشاط وانخراط حزبي نضالي سيؤدي بالسلطات الاِستعمارية إلى نفيه من الجزائر كليًا بسبب اِنتشار أثره بين أوساط القُرّاء والمثقفين، وبسبب تحوّله إلى رمز من الرموز غير المرغوب فيها. إنّ الوقوف على كِتاب ديب الّذي ألّفه في خضم الثورة لشديد التعبير عن موقف هذا الكاتب الكبير من الثورة التحريرية، المقصود طبعًا هو روايته «صيف إفريقي» (Un été Africain)؛ وهي الرّواية الرابعة للكاتب الصادرة عام 1959 في فرنسا. في هذه الرّواية يتناول محمّد ديب الثورة الجزائرية بطريقة أقرب إلى الوضوح والنصّاعة التي يحبها النُقاد الّذين ذكرناهم في مُفتتح كلامنا هذا، إنّنا نجده يرسم جدارية شاملة للجزائر بتشكيلاتها البشرية كلها: المثقف، الثائر، المناضل السياسي، الفلاح، العامل البسيط، الموظف، والبسطاء العاطلون، وفي خضم الأحداث يتضح جيداً الموقف من الأحداث التي كانت تملأُ الجزائر آنذاك؛ مثل العمليات الحربية عبر الوطن، المقاومة المسلحة للأفالان، تورط الشعب في هذه الحركات، وكلّ ذلك من خلال تصوير مواقع من الحياة اليومية فيها بأحداث وكلام ووصف لمشاعر النّاس البسطاء. إنّها الثورة التي تسرّبت إلى كلّ شخص وكلّ شيء، وفي ذلك قول الكاتب على لسان أحد الأبطال: «لا أحد منا يستطيع أن يُغير وحده الوضع الكائن، إنّها مهمة الجميع». إنّ هذه الرّواية هي طريقة ديب الخاصة (والشِّعرية إلى حدٍ ما) في تقديم صورة الشعب الجزائري إبان مرحلة الثورة بأسلوب نصفه واقعي ونصفه شاعري يعتمد التسريع والتبطيء في عرض الحدث والحوار، بحيثُ تنكسر أُسس الواقعية التصويرية التي كُتِبَت الرّوايتان الأوليان بها... يقوم محمّد ديب بعد ذلك بسنتين بقفزة فنية هامة من خلال عمله الرّوائي الجديد الّذي عاد به مكتوبًا من فرنسا بعد سنوات المنفى التي عاناها بسبب موقف السلطات الفرنسية منه وموقفه منها، تلك النقلة النوعية هي روايته: «من يذكّر البحر» (Qui se souvient de la mer) الصادرة عام 1962. وهو تاريخ شديد الأهمية بالنسبة للموضوع الّذي نحنُ بصدّد عرضه هنا... هذه الأبعاد الإنسانية التي سيصبح ديب معروفًا بها هي نفسها الخيوط التي تسير أحداث الرّواية الأخرى «مسيرة على الضفة المتوحّشة» (Cours sur la rive sauvage) الصادرة أيضا عام 1962. فبعد الرّواية الرمزية «من يذكّر البحر» سنلاحظ ترسخ اتجاه يصفه المعلقون بالإنساني سيعمل ديب بموجبه على طرح قضايا الخير والحب والعدالة والتسامح... وغيرها، دون أن يبتعد عن الجزائر. لقد قِيل عن عالم محمّد ديب الرّوائي بدءاً من هذه المرحلة بأنّه عالم طغت عليه الغربة بحيث صارت صورة الجزائر باهتة لا تتضح بقوّة مثلّما يمكنّنا شمّ رائحتها في أعمال أمثال «الطاهر جاووت» و»مولود فرعون» و»كاتب ياسين»...وهو كلام لا يخلو من حقيقة، إلاّ أنّه - في الوقت نفسه - يطرح الإشكالية طرحاً مغلوطاً، لأنّه من غير المنطقي أن نتخذ لنا تشكيلة تشبه طريقة التحضير ثمّ ننتظر من الكُتّاب إتباعها والصدور عنها حرفيًا...فعوالم ديب هذه لا نستطيع أن ننفي عنها البُعد الجزائري العميق، ولا يمكنّنا نكران سيطرة صورة الوطن بكلّ ما فيها، ذلك الوطن الّذي تحوّل إلى صورة تأتي من بعيد على أمواج الغربة والحنين، وهنا وجب طرح السؤال عن الوطن: تراه المكان الّذي نولد فيه ونُجبر على المكوث فيه؟ أم هو المكان الّذي نرتبط به وجدانيا وعاطفيا ونحمله معنا رغم كُثرة الترحال؟ إنّ معاينة بسيطة لموضوع الرّواية الموالية «رقصة الملك» (La danse du roi) الصادرة عام 1968، تجعلنا نرى محمّد ديب يصر عائداً إلى الحديث عن الوطن بلهجة اِنتقادية شديدة الصرامة، وهنا ينتقل الكاتب إلى الحديث عن الجزائر بعد الاِستقلال. والغالب على الأبطال في هذه الرّواية إنّهم أبناء الثورة مِمَن تحولوا من سهولة الحياة أثناء الثورة إلى التغيرات السوسيو ثقافية الكُبرى لمرحلة ما بعد الاِستقلال. ونُلاحظ أنّ حياتهم قد صارت فوضوية مُعذبة مع أزمات ضمير كبيرة وطرح لأسئلة مصيرية حول غربلة مرحلة الثورة وفهمها، وكذلك وضع اليد على مرحلة ما بعد الثورة بتناقضاتها والنتائج التي أعقبتها. البطلة في الرّواية امرأة / مُجاهدة صعدت الجبال وجاهدت قبل أن تستقل البلاد فتواجه حياة لا قِبَلَ لها بها. تلتقي «عرفية» المجاهدة برضوان المجاهد أيضا فتلفهما أحداث يُغلب عليها الاِستذكار والأحلام في تداخل بديع بين الحقيقة والوهم، بين ما حدث فعلاً وما يعتقد أنّه قد حدث، وأثناء كلّ ذلك نتعرّف على شخصيات أخرى من أمثال «سليم» الّذي مات من شدّة البرد، وشخصية باسل الّذي اِستشهد أيضا أثناء الثورة بين يدي «عرفية». ويستحضر رضوان ذكريات طفولته الأليمة التي يُخيم عليها حادث رئيس هو: موت والده، كما يستحضر حبّه القديم ل»كريمة» ومغامراته البطولية في الكفاح. ويلتقي لاحقًا كلّ من «رضوان» و»عرفية» برجل قزم يقودهما في خضم أحداث كثيرة متداخلة لحضور عرض للعرائس راويًا لهما كيف أنّه دُعيّ إلى حفلٍ ساهر بالقصر ولم يُفتح له الباب أوّلاً قبل أن يتنكر في زي جميل وفخم ليتمكن من الدخول بحجة أنّه من طبقة غير لائقة، وتنتهي «عرفية» غاضبة صارخة: «الشعب آهٍ له هذا الشعب. إنّه لا يصلح إلاّ للموت في الجبال أو المعاناة الشديدة. لكن أن يستفيد من الحياة. فهو لا يصلح أبدا. ألاّ يمكننا العيش. هل تفهمون؟ القضية بسيطة: السعادة». وينتهي بها الأمر إلى مشادة غريبة تقتل القزم خلالها، فتدخل السجن ثمّ تُتهم بالجنون وتُقاد إلى مستشفى المجانين. رؤية تتجاوز الواقع المحدود لقد طرح محمّد ديب في جميع رواياته (بِمَا فيها الرّوايات الأخيرة التي صارت موضوعاتها غريبة وأجنبية في معظمها) رؤيته لأوضاع الجزائر أثناء الفترة الاِستعمارية وبعد الاِستقلال. ولا يمكننا أن ننتظر من كاتب كبير أن يتقيّد بطريقة اِستعمال خطية نمطية. الكاتب يملك رؤية تتجاوز الواقع المحدود، وتتعالى على الحادثة البسيطة لكي تنظر في صُلب الحياة، ولابدّ من العودة إلى الاِعتبار الّذي كثيراً ما تناوله المعلقون والنُقاد حول عسر الترسيمة التي تجعل الكاتب يكتب بالفرنسية لكي يقول أشياء ضدّ فلسفة الفرنسية العميقة التي قامت بمحو عناصر هُوية أمة كاملة (بدءا من لغتها) لتعوضها بلغة بديلة... يبدو محمّد ديب في منتصف الطريق بين مالك حداد الّذي عالج المرّ بالصوم عن الكلام، وبين كاتب ياسين الّذي فضّل الاِنخراط في عوالم كثيرة متخذا اللّغة التي هي «هدايا مسمومة» على أنّها - على العكس تمامًا - غنيمة حرب... في منتصف الطريق يقف محمّد ديب بنظرة ثاقبة قالت الثورة قبل حدوثها أصلاً، وبنظرة لا تتعامل مع موضوعاتها، ولا مع المواجد التي تزخر بها النفس تعاملاً يتحرى المُحافظة على صورة ملائكية لثورة هي ككلّ الثورات جمالها في التداخل بين عالم الملائكة والشياطين... أليس الكون الّذي اختاره الله سبحانه وتعالى كونًا لنا مليئًا بالاِثنين معًا؟ بقي في الأخير أن نذكر بأنّ كلّ الحكايات أشجارٌ لابدّ من فرز أوراقها واحدةً واحدة قبل الوصول إلى أنّ أهمّ ما فيها يتوارى خلف الظلال لا الأوراق والغصون...ولديب مقولة جميلة في بعض منعرجات «من يذكّر البحر» يُخاطب من خلالها ظله ربّما...يقول: «سِرْ عبر الزمن سِرْ مُغطيًا عيني كأنّي ما بين سيرٍ وبين فرارٍ». عن مجلة «فواصل» - بتصرف .