الشعب ضد المتربصين والجيش عصيّ على المتآمرين قال رئيس المجلس الشعبي الوطني إبراهيم بوغالي، إنّ الجزائر الداعية دوما للسلام والتعايش السلمي والاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان، هي نفسها الجزائر التي لا تستكين ولا تلين في الدفاع عن حق الشعوب في الحرية والسيادة وتقرير مصيرها بنفسها، وترفض الاستعباد والظلم وسلب الأوطان بالقوة، وإذلال الشعوب واحتقارها وتشويه حقائق التاريخ والجغرافيا. أوضح بوغالي في كلمة ألقاها خلال اختتام الدورة البرلمانية، أن الجزائر لم تكفّ يوما عن سعيها للمّ الشَّمل الفلسطيني وتوحيد صفوف الفصائل وما قام به الرئيس تبون مؤخرا إلاَّ دليل على هذا التوجه. مبرزا أن قضية الشعب الصحراوي المقاوم للاحتلال والاستعمار ووقوف الجزائر إلى جانبه حتى تقرير مصيره، ما هو إلاّ دليل آخر على صدقية النهج والتوجه، مهما حاول المستعمرون أو من يساندهم من مزوري الحقائق والأحداث والوقائع التاريخية والذين يسبحون ضد تيار الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، وهم الذين يغيرون مواقفهم حسب ما تمليه عليهم أهواؤهم وتواطؤهم المفضوح مع الظلم والاضطهاد، طبقا له. وأشار الرجل الثالث في الدولة، إلى أن «الجزائر شهدت ديناميكية التحول النوعي، وهذا تكريسا للخيارات الإستراتيجية المعتمدة وللانتقال إلى مرحلة أقل ما يقال عنها إنها فترة أعادت الأمل للشعب الجزائري، وسجلت من المواقف الشجاعة التي أكدت ثباتها على الحق، بعيدا عن الرضوخ للضغوطات والإملاءات، مثبتة أنّها سيدة قرارها الذي لا تخضع فيه إلاّ لضميرها وإرادتها السياسية التي جسدتها قيادتها برئاسة عبد المجيد تبون، رئيس الجمهورية، واحتضنها الشعب الجزائري الذي برهن أن له من الوعي والتفطن ما يفوت الفرصة في كل مرة على المتربصين، مضيفا «شعبٌ يعرف كيف يجمع كلمته ويحدّد أهدافه ويلمّ شمله، ويصنع من لحمته الوطنية ما يبهر به غيره، منصهرا بكل مكوناته تعلقا بوطنه وتشبثا بوحدته، متطلعا إلى غد واعد، متجاوزا كل العثرات والإخفاقات، شعب يتناغم مع جيشه الباسل حامي الحمى، والذائد عن الأرض والعرض، وهو العصي على المتآمرين الذين دأبوا على استهداف الأوطان وزرع الفتن وتمزيق الشعوب؛ جيشٌ له من الحصانة التاريخية والحضارية ومن التحكم والقدرة والجاهزية ما جعله قوياً مؤهلاً لصون الوطن والحفاظ عليه في كل الأحوال والظروف». وشدد رئيس قصر زيغود يوسف، على أنّ «التحولات التي يشهدها محيطُنا الإقليمي، المتسم بالتوتر والطافح بالتهديدات والمخاطر، يفرض علينا التحلي بالوعي والعزيمة لتفويت الفُرص على المتربصين بأمننا واستقرارنا، والجزائر الوفية لمبادئها لن تتخلى عن التزامها ووفائها المعهود للأشقاء ولن تبخل عليهم بالمساعدة والنصيحة والبقاء على مسافة واحدة من الجميع لتوفير الشروط المثلى لرأب الصدع وتوحيد الكلمة والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، لأن الجزائر ستكون أقوى بتعافي ليبيا واستقرار تونس واستتباب الأمن بمالي». من جهة أخرى، كشف بوغالي أن العمل التشريعي، الرقابي أو الدبلوماسي، كان حافلا خلال الدورة البرلمانية التي اختتمت، الأسبوع الماضي، حيث تمت مناقشة والتصويت على 35 مشروع قانون، منها مخطط عمل الحكومة والنصوص القانونية التي جاءت لتُواكب الإرادة السياسية المعبر عنها سواء بتكييف بعض النصوص مع التعديل الدستوري، أو تجسيد إستراتيجية الدولة لتحقيق الإقلاع الاقتصادي. أمّا ما تعلق بمسألة التكوين، فقد أكّد بوغالي أن المجلس أولى أهمية للأمر، من خلال تنظيم 11 يوما، 5 منها كانت بمبادرة من اللجان الدائمة، و6 أيام قامت بها المجموعات البرلمانية، فيما بلغت البعثات الاستعلامية 28 بعثة، استهدفت الكثير من القطاعات وغطَّت معظم ولايات الجمهورية. كل هذا الجهد يُضاف إليه حجم الأسئلة الشفوية والكتابية التي طرحها النواب على أعضاء الحكومة والتي قاربت 3000 سؤال. أمّا على صعيد العمل الدبلوماسي، يقول بوغالي فقد شهد نشاطا كبيرا طوال العام، سواء فيما يخص الاستقبالات التي بلغت 40 استقبالا ما بين رؤساء برلمانات ووفود وسفراء معتمدين بالجزائر وشخصيات، كما شارك المجلس في أكثر من 80 مهمة، نصفها كان عبر تقنية التحاضر عن بعد، وتمّ تنصيب 50 مجموعة برلمانية للصداقة، واستضافة الدورة 47 للجنة التنفيذية لاتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي يومي 13 و14 مارس 2022.