أعلنت الأممالمتحدة، أمس السبت، مغادرة المستشارة الأممية للشأن الليبي ستيفاني وليامز، منصبها اليوم، وذلك في مؤتمر صحافي لنائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، بمقر المنظمة الدولية في بنيويورك. قال المتحدث الأممي: «تغادر المستشارة الخاصة للأمين العام المعنية بالشأن الليبي ستيفاني وليامز منصبها نهاية جويلية». وأضاف: «نحاول في أسرع وقت ممكن تسمية شخص مؤقت للقيام بالمهمات التي تقوم بها وليامز، ولكن ليس لدينا أحد لتسميته الآن». وأفاد بأنّ البعثة الأممية في ليبيا «موجودة والشخص الذي يتولى المسؤولية (مكان وليامز) هو ريزدون زنينغا، وسيظل هو المسؤول إلى حين تسمية شخص آخر». وأردف: «وليامز قامت بعمل مذهل وفي الحقيقة نحن في الأممالمتحدة كنا نأمل في إمكانية تمديد مدتها أكثر ولكن كما تبيّن فإن لديها التزامات أخرى». وفي 6 ديسمبر 2021، عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، وليامز مستشارةً خاصةً له بشأن ليبيا. وقادت وليامز جهود الوساطة بين أطراف النزاع الليبي قبل عامين ضمن ملتقى الحوار السياسي الذي أنتج السلطات الحالية (حكومة الوحدة والمجلس الرئاسي)، فيما فشلت تلك الجهود في الوصول لانتخابات في 24 ديسمبر الماضي كان ذلك الملتقى قد أقرها. وأدارت وليامز أيضا مبادرة أطلقتها قبل أشهر بتشكيل لجنة من مجلسي النواب والدولة لوضع قاعدة دستورية تقود للانتخابات دون تحقق ذلك حتى الآن. الأسماء المرشّحة لخلافة ويليامز من المتوقع ألاّ تتأخّر الأممالمتحدة في تعيين مبعوث أممي جديد في ليبيا، لوضع حدّ لحالة الفراغ التي سيتركها رحيل ستيفاني وليامز، واستكمال جهود الوساطة بين الأطراف الليبية، من أجل منع انزلاق البلاد إلى حرب جديدة. ومن أبرز الأسماء المرشحة لترؤّس البعثة الأممية في ليبيا، وزير الخارجية الجزائري الأسبق ومندوبها السابق في الأممالمتحدة صبري بوقادوم، وهو على دراية تامة بالملف الليبي، كما يرتبط بعلاقات مميّزة مع كافة الأطراف الليبية، حيث سبق أن زار العاصمة طرابلس ومدينتي بنغازي شرق البلاد وغات جنوبها، عندما كان يشغل منصب وزير الخارجية. في الأثناء، يقود الاتحاد الإفريقي جهودا كبيرا لتعيين شخصية إفريقية في هذا المنصب، ومن بين الأسماء التي يدفع بها الدبلوماسي الغاني محمد بن شمباس، الممثل الخاص للأمم المتحدة لغرب إفريقيا من 2014 إلى 2021، وكذلك وزير الخارجية السوداني الأسبق مصطفى عثمان إسماعيل. كما يفترض أن ينافس كريستيان بوك، الدبلوماسي الألماني والمبعوث الخاص إلى ليبيا، التي عمل فيها سفيرا خلال الفترة من 2016 إلى 2017، على منصب رئاسة بعثة الأممالمتحدة في ليبيا، ومن المتوقع أن يجد دعما من بلاده وكذلك من عدة دول أوروبية. وسيكون المبعوث الأممي الجديد في ليبيا أمام تحدي إيجاد خطّة تقود لإخراج البلاد من أزمتها السياسية والأمنية، وهي مهمّة صعبة، على ضوء الانقسام المؤسساتي والجغرافي الذي تشهده، والتنافس المناطقي على السلطة، إلى جانب التوترات الأمنية. تمديد لثلاثة أشهر للتذكير، صوّت مجلس الأمن الدولي، الخميس، لصالح تمديد ولاية بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا لمدة ثلاثة أشهر. وقالت بعثة بريطانيا لدى الأممالمتحدة على «تويتر»، إن قرار المجلس يتضمّن «رسائل مهمة» بخصوص الحاجة إلى الاتفاق على مسار لإجراء الانتخابات، والعمليات السياسية والأمنية بالبلاد، بالإضافة إلى سلامة المؤسسة الوطنية للنفط. وتعد هذه المرة الرابعة التي يجدد فيها مجلس الأمن تمديد البعثة دون مبعوث أممي لقيادتها، بعد تعذر تسمية مبعوث أممي بدلا من يان كوبيتش، الذي استقال من منصبه في سبتمبر الماضي.