افتتحت، أمس السبت، في أجواء بهيجة، التظاهرة السنوية "هامغران تمنزوث" أو سوق عيد الخريف ببلدية تكوت، الواقعة على بعد 90 كلم جنوب شرق مدينة باتنة. ميز افتتاح هذه التظاهرة، التي تدوم إلى غاية 29 أوت الجاري، الحضور اللافت لفرق البارود والخيالة وأيضا العروض الفلكلورية المختلفة التي تعكس تنوع الموروث الثقافي لهذه المنطقة من الأوراس. وأكد رئيس المجلس الشعبي البلدي لتكوت، عبد الحفيظ سلطاني، أن سوق عيد الخريف، الذي ينتظره سكان المنطقة بشغف، يعد أكبر تظاهرة اقتصادية وتجارية واجتماعية وثقافية تنظم بتكوت، وقد حافظت على خصوصيتها لمدة طويلة. وتم، وفق مسؤول ذات البلدية، تسخير كل الإمكانات المادية لإنجاح هذه الطبعة بعد ثلاث سنوات من الغياب وبذلت مجهودات من أجل أن "تستعيد التظاهرة بريقها وتكون عودتها قوية ومميزة على أمل أن تتوسع وتساهم في إنعاش التنمية المحلية، لاسيما وأن المنطقة فلاحية بامتياز وتشتهر بمحاصيلها الزراعية". من جهته، كشف عضو المجلس الشعبي الولائي، يعقوب بزالة، بالمناسبة، أن تظاهرة سوق عيد الخريف ستلقى الدعم اللازم من المجلس الشعبي الولائي، انطلاقا من الطبعة المقبلة، مما يسمح بإعطائها دفعا قويا كتظاهرة سنوية تجارية واقتصادية مشهورة بالمنطقة. وكانت انطلاقة المشاركين في حفل الافتتاح من القاعة متعددة الرياضات 2 إلى وسط تكوت بالساحة المقابلة للمقر الجديد للبلدية وسط حضور لافت للجمهور. ولم تغب عن المشهد البهيج الذي يصنع فرحة سكان تكوت منذ قرون، الأغاني والأهازيج التراثية التي ما زالت تؤديها حناجر الرحابة الذهبية على وقع القصبة والبندير، لتضفي مسحة خاصة على المناسبة التي تعدى صداها منطقة الأوراس. فسوق عيد الخريف زاد من شهرة تكوت وجعلها تستقطب التجار والزوار من مختلف المناطق، مما روج لوجهتها السياحة، لاسيما وأنها تزخر بالعديد من المعالم الأثرية التي تعود للفترة الرومانية ويشهد على ذلك خزان المياه في الدشرة القديمة. وتتميز طبعة 2022 بإقامة، ولأول مرة، معرض متنوع للحرفيين من مختلف أنحاء الولاية من تنظيم غرفة الصناعة التقليدية والحرف، إلى جانب نصب ألعاب للتسلية والترفيه لفائدة الأطفال لاستقطاب الأولياء والعائلات لعملية التسوق. ويمكن لزائر السوق أن يجد مختلف السلع والمنتجات بما في ذلك المنتجات الفلاحية بمشاركة تجار ومنتجين من المناطق القريبة من تكوت، على غرار آريس وغسيرة واينوغيسن وكيمل، وأيضا من بعض ولايات الوطن، منها بسكرة وخنشلة والمدية. ويتم على هامش النشاط التجاري، بحسب ما أكده ل«وأج" جمال مسرحي، المختص في التاريخ القديم بجامعة باتنة-1 وابن تكوت، تحديد المهور وإصلاح ذات البين وحل الخلافات العالقة سواء بين الأفراد أو الأعراش، كما تنظم سهرات تحييها فرق فلكلورية، منها خاصة فرقة الرحابة.