من أبرز ما يحفظه تاريخ نضال الشعب الجزائري في ثورته ضد الاستعمار الفرنسي التحاق الطلبة والطالبات بصفوف جيش التحرير تاركين مقاعد الدراسة وحلم التحصيل بعد أن استبدلوه بحلم تحرير الوطن،وما أكثرهم على غرار الشباب اليانع الذي التحق من الثانويات بوزارة التسليح والاتصالات العامة بوعي كبير وحب صادق للجزائر، لأن القناعة التي كانت راسخة، الجزائر قبل كل شيء، ونذكر منهم خمس مجاهدات لازلن على قيد الحياة ويتعلق الأمر بكل من مليكة حجاج وشلالي يمينة ولويسي عوالي وبريكي سيد خديجة ورشيدة ميري.. مازلن على قيد الحياة يحفظن الكثير من تفاصيل انخراطهن في صفوف جيش التحرير وظروف الالتحاق بوزارة التسليح والاتصالات العامة “المالغ"،ويختزلن كفاحهن ومرحلة هامة من عمر الثورة التحريرية المجيدة في شهادات حية تعيدك إلى مرحلة هامة من عمر كفاح الشعب الجزائري والتفافه حول ثورته بإيمان عميق وتشبث كبير بكل شبر من أرضه. تتشابه ظروف الالتحاق وزمن الانضمام،ويتقاطع الهدف الأسمى الذي حمله كل جزائري،في تلك الحقبة،حيث احتكت أغلبهن بإتحاد الطلبة الجزائريين المسلمين، وأصررن على التواجد في الصفوف الأمامية من أجل تحرير الوطن،وعقب الاضراب التاريخي للطلبة سنة 1956 حظي طلبهن بالقبول من طرف قيادة الثورة للالتحاق ب"المالغ"، وكلهن لا زلن يحتفظن بوثيقة الاستدعاء بتاريخ 15 جانفي 1957ودفاتر تلقي التكوين كمراقبات وانطلاقهن نحو صفوف الثورة كان جد منظم يفصل بين كل واحدة أو اثنتين 10دقائق فقط،وكانوا أنذاك 8 فتيات و9 شبان تم تأطيرهم وتوزيعهم زوجين زوجين على المناطق أي فتاة وشاب لكل ولايتين. وتشترك المجاهدات الخمس في انحدراهن من أسر ثورية،غير أنهن أخفين عن عائلاتهن نية الالتحاق بصفوف جيش التحرير ماعدا لويسي عوالي التي أخبرت والدها ومنعها من اطلاع بقية أفراد العائلة وغمرها بعبارة “حب الوطن من الايمان"،وغادرت بعد ذلك مع الشهيدة عويشة حاج سليمان،وأعمارهن تتراوح ما بين 16 و 17 سنة. واقتصر نشاط أغلب المجاهدات قبل إضراب الطلبة التاريخي على جمع المال والألبسة والمعونات للثورة،وتم إختبارهن من طرف البطل الكبير عبد الحفيظ بوصوف المدعو سي مبروك، حيث إمتحن شجاعتهن ومدى قدرتهن على التحمل وقدم لهن صورة سوداء عن ما ينتظرهن من مخاطر عبر الجبال من جوع وبرد غير أنهن قبلن بدون تردد،ومازلن يتذكرن كيف إلتقين بالرئيس الاسبق هواري بومدين والرئيس عبد العزيز بوتفليقة والمجاهد الرمز بوصوف وكاتبه سي مقران.