كرمت جريدة ''أوريزون'' أول أمس، مجموعة من المجاهدات اللواتي عملن ضمن تنظيم ''المالغ'' خلال حرب التحرير وكانت المناسبة فرصة للحديث عن مسيرتهن وكذلك وقفة للترحم على من سقطن منهن في ساحة الفداء. في كلمتها الافتتاحية أشارت السيدة نعمة عباس مديرة يومية ''أوريزون'' إلى واجب تكريم من ساهمن في صناعة استقلالنا الوطني. مؤكدة أن التكريم هو سابقة في سجل تكريمات رجال ونساء الثورة، حيث بقيت سيدات ''المالغ'' وباختيار منهن يعشن في الظل تاركات للتاريخ مهمة الحديث عن إنجازاتهن. وحيت السيدة عباس تلك السيدات اللواتي فضلن الجهاد على رغد العيش في سن تحلم فيه كل فتاة بحياة وردية. أما المجاهد محمد دباح العضو في جمعية مجاهدي ''المالغ'' فقدم سردا تاريخيا مفصلا عن تاريخ التنظيم وعن ظروف التحاق بنات الجزائر بالعمل الثوري المنظم خاصة في السلاح والمخابرات العامة، ومما ورد فقد كان إضراب الطلبة في 19 ماي 1956 هو بداية التحاق طالبات الثانويات بالثورة منهن اللواتي التحقن بالولاية الخامسة التي كانت تحت إشراف بن مهيدي ثم بوالصوف، هذا الأخير الذي تبنى سياسة التكوين لفائدة رجال ونساء التنظيم ابتداء من سنة 1957 وقد تم إلى غاية الاستقلال تكوين 13 دفعة تضم 925 فردا منهم 122 سقطوا شهداء. حفل التكريم انطلق تحت الزغاريد ليكرم وزير الاتصال السيد ناصر مهل المجاهدة بريكي خديجة ثم كرمت أخريات منهن شلالي يمينة، حجاج مليكة، ميري رشيدة التي سماها بومدين ''العارم''، كما كرمت بعض الشهيدات منهن شلالي خديجة التي صرخت عند استشهادها تحيا الجزائر وكذا حاج سليمان عويشة التي استشهدت وهي في سن ال16 من العمر. بالمناسبة قدمت المجاهدة ميرة رشيدة بعض شهاداتها عن زميلات الكفاح وعن نساء الجزائر في المداشر والقرى اللواتي كن الظهر الذي يحمي الفدائيات وكن يتقاسمن معهن الماء والزاد وذكرت بالمناسبة سيدة تدعى خيرة كانت تحني ظهرها بأحد الوديان على الحدود الغربية كي يمر عبره المجاهدون والمجاهدات. للإشارة فإن التكريم نظم تحت رعاية رئيس الجمهورية وهو المجاهد الذي تربطه أواصر النضال والثورة مع بعض الفدائيات كما توضحه الشهادات والصور التي نشرت بمجلة ''أوريزون'' في عدد ال8 مارس المتضمن شهادات تلك السيدات الرائدات في العمل الثوري، علما أن عطاءهن استمر بعد الاستقلال وهن اليوم لا يحلمن إلا بأن يترسخ هذا الماضي المجيد في أذهان جيل الشباب.