أكد رئيس جمعية مجاهدي وزارة التسليح والاتصالات العامة المعروفة ب"المالغ" السيد دحّو ولد قابلية أمس أن هذا التنظيم الثوري كان مدرسة لتخرج الكفاءات السياسية والعسكرية ابان الثورة، بالنظر إلى تأطيره المحكم والفروع التكوينية التي كان يلقنها للمجاهدين الملتحقين به. موضحا أن الهدف من وراء ذلك هو ضمان اطارات سامية لبناء جزائر الاستقلال. وأضاف السيد ولد قابلية في الندوة الفكرية التي احتضنها مركز "الشعب" للدراسات الاستراتيجية حول "دور وزارة التسليح والاتصالات العامة في المفاوضات"، بمناسبة احياء ذكرى يوم الشهيد أن هذا الهدف قد أتى أكله لاسيما بعد السنوات الأولى للاستقلال، موضحا أن الاطارات المتخرجة من "المالغ" استطاعت شغل عدة مناصب عليا بالدولة في عدة قطاعات على غرار الوزرات، السفارات، القنصليات، والادرات المركزية كالولاة ...وغيرها. كما أشار المتحدث إلى الصلاحيات والمهام التي تتمتع بها وزارة التسليح والاتصالات العامة في مجال تكوين الأفراد المجاهدين وتنسيقها للمفاوضات والتشاور مع الأطراف العربية والأوربية من أجل تحصيل الأسلحة والمعدات الخاصة للثورة المسلحة، مرجعا نجاح هذا الدور إلى قيادة الولاية الخامسة التي اعتبرها ولد قابلية ساهمت بشكل كبير في تطوير "المالغ" خاصة من سنة 1955 إلى 1962 . دون اغفال دور منسق هذه المصلحة الثورية الراحل عبد الحفيظ بوصوف. وفي هذا السياق، أبرز السيد دحو ولد قابلية المؤهلات الكبيرة التي كانت تتمتع بها وزارة التسليح في هذه الفترة، الأمر الذي جعلها منذ البداية في استعداد لقيادة الولاية الخامسة وتزويدها وتزويد جبهة التحرير الوطني بالرجال الأكفاء لمواصلة العمل الثوري ضد الاستعمار. كما ركز المحاضر على شخص الراحل بوصوف الذي أعطى دفعا قويا لمنظومة التكوين على مستوى "المالغ" في مختلف التقنيات كالاشارة، الاتصالات، الدعم اللوجيستيكي، المواصلات...اضافة للأنشطة العسكرية الاستخباراتية كالتصنت، وتحليل المعلومات. ومن جهة أخرى، اعتبر ولد قابلية أن حل وزارة التسليح والاتصالات العامة من قبل مجلس قيادة الثورة يعود لعدة اعتبارات تخص اعادة النظر في الحكومة المؤقتة، مع جعل مهام "المالغ" تحت سلطة بوصوف من خلال اعادة تقليص المستقدمين وإقامة نظام خاص لاقتناء الأسلحة من الخارج، وأكثر من ذلك، وضع كل نشاط له علاقة بالتسليح تحت إشراف المنسق العام. وفي هذا الإطار، قال ضيف مركز الشعب للدراسات الاستراتيجية أن مراجعة هذه الأمور سمح بإيجاد مصادر تموين جديدة بفضل العقود المبرمة مع الدول فيما يخص التسليح كبلغاريا، روسيا، الصين.. وهو ما مكّن قيادة الثورة من تحصيل ما يقارب 8200 طن من الأسلحة كانت في متناول أفراد جيش التحرير إلى غاية ما بعد الاستقلال.وبخصوص مساهمة "المالغ" في كتابة التاريخ وتخليد الشهادات الخاصة بالثورة، قال ولد قابلية أن العمل متواصل على مستوى جمعية مجاهدي وزارة التسليح والاتصالات العامة من خلال اللقاءات والندوات مع المؤرخين والباحثين في التاريخ، قصد تزويدهم بالمعلومات والملفات الخاصة بالثورة لاسيما نشاطات التسليح والاعداد للثورة، حتى يتمكن المختصون من تسجيل هذه المراحل الهامة من ثورة التحرير المباركة.