تمكن المنتخب الوطني لكرة اليد لأقل من 19 سنة من الفوز بتأشيرة المشاركة في بطولة العالم لهذه الفئة، بعدما حقق المركز الخامس ضمن الطبعة الثامنة عشرة من بطولة أمم إفريقيا التي احتضنتها العاصمة الرواندية كيغالي من 30 أوت إلى 06 سبتمبر 2022، جاء ذلك بعدما فاز الخضر على أوغندا في المباراة الترتيبية لتحديد صاحب المركز الخامس والسادس، والتي انتهت بنتيجة 44 مقابل 31. بما أن البطولة الأفريقية مؤهلة لبطولة العالم حيث يتمكن أصحاب المراكز الخمسة الأولى من التواجد ضمن هذا الحدث الكبير الذي سيجري في كرواتيا، سنة 2023، وبالتالي فإن المنتخب الوطني حقق الهدف المباشر له من خلال كسب التأشيرة، بالرغم من صعوبة المأمورية، أين دخل اللاعبون البساط وعينهم على الفوز لا غير، الأمر الذي جعلهم يقدمون كل ما لديهم، لأنه لم يبق شيء يخسرونه بعدما فشلوا في بلوغ المربع الذهبي بالنظر إلى قوة المنافسين. بالعودة إلى احتساب النقاط، فإن المنتخب الوطني احتل المركز الثالث في المجموعة الثانية بعدما انهزم أمام مصر وفاز على مدغشقر، وفي الاخير تعادل مع رواندا، وبهذا بقي لديه هدفا واحدا تمثل في اللعب على المركز الخامس ضد أوغندا، وبالفعل تمكن الشباب الصاعد من تحقيق ذلك بجدارة أداء ونتيجة ليضمنوا بذلك تواجد المنتخب لأقل من 19 سنة في البطولة العالمية القادمة وساروا في نفس طريق منتخب أقل من 21 سنة الذي بلغ النهائي والأكابر الذين تأهلوا في المركز الخامس، وبهذا فإن اللاعبين حققوا الإنجاز من خلال إعادة الكرة الصغيرة الجزائرية إلى المشاركة العالمية في كل الفئات العمرية، بعد غياب طويل، وبالرغم من المشاكل التي تحيط ببيت الاتحادية. للإشارة، فإن المدرب بلغيث الذي يشرف على الفريق الوطني لأقل من 19 سنة، قام بعمل رائع رفقة المجموعة التي انتقى خلالها أفضل الأسماء التي تنشط في الدوري الجزائري، وبالرغم من انه لم يقم بتربصات ذات مستوى عال واكتفى بالتحضير في أرض الوطن، من خلال التركيز على العمل الجماعي والتنسيق حتى يكون تلاحم بين عناصر المجموعة، وفي نفس الوقت قام بعمل رائع في الجانب البسيكولوجي حيث حضر لاعبيه، كما يجب بدليل أنهم كانوا مركزين جيدا فوق البساط وتعاملوا مع الأمور بكل احترافية بالرغم من الفارق في الجانب البدني إلا أنهم حققوا الأهم بالتأهل لبطولة العالم 2023. بهذا فإن المسؤوليين الحاليين يجب أن يعيدوا النظر في الأمور من خلال تحديد برنامج تحضيري يليق بالمنافسة العالمية، من خلال تحديد الرزنامة من الآن. كما يجب أن تعود عجلة البطولة الوطنية من جديد الى الدوران وفي أقرب وقت حتى يتمكن جل اللاعبين من كسب اللقاءات واستعادة مستواهم قبل الدخول في غمار المنافسات التي ستجري سنة 2023، لأن مونديال السويد وألمانيا للأكابر لم يبق يفصلنا عنها الكثير من الوقت، إضافة إلى ضرورة الاعتناء بالفئات الصغرى، لأنها أثبتت امتلاكها لإمكانيات كبيرة وتتطلب المتابعة والعمل المستمر.