دخل مناهضو التطبيع في المغرب على خط فضيحة التحرش الجنسي داخل مقر الممثلية الإسرائيلية في الرباط، وذلك من خلال المظاهرة الشعبية التي دعت إليها مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، أمس، أمام مبنى البرلمان بالعاصمة الرباط، تحت شعار: «من خزي التطبيع، إلى عار الاستغلال الجنسي». أدانت السكرتارية الوطنية مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، في بيان لها، الفضيحة المدوية المتمثلة في التحرش والاستغلال الجنسي لمغربيات (موظفات محليات). وعبرت الهيئة «بكل سخط وغضب شديدين إدانتها، ليس فقط لسلوك الصهاينة في مكتب الاتصال؛ بل لكل المتواطئين معهم في كل المستويات ذات الصلة». وطالبت ب«فتح تحقيق جدي، وترتيب المسؤوليات وإنزال العقوبات والجزاءات على كل الأيادي التي ارتكبت هذه الجرائم كما يفرض ذلك القانون وواجب حماية الكرامة الوطنية». واستنكرت «شراكة المطبعين الرسميين وغير الرسميين في تخريب الوطن عبر التطبيع والمشاركة في جريمة مكتب الاتصال الصهيوني بإهانة الكرامة الوطنية». وطالبت بالإغلاق الفوري «لوكر مكتب الاتصال والجاسوسية والإجرام الصهيوني»، مستنكرة، صمت المسؤولين المغاربة، خاصة وزارة الخارجية المغربية في شخص ناصر بوريطة المعروف بالهرولة الصهيو-تطبيعية في الفترة الأخيرة». الحكومة المغربية لا تبالي بالفضيحة ورغم تنامي الغضب وسط الشعب المغربي جراء هدر كرامتهم من طرف الصهاينة، نفت الحكومة المغربية، أن تكون قد ناقشت شبهات «تحرش جنسي وفساد» وقعت في مكتب الاتصال الإسرائيلي لدى الرباط. جاء ذلك في مؤتمر صحفي عقده متحدث الحكومة المغربية مصطفى بايتاس الخميس، عقب اجتماع للحكومة في العاصمة الرباط. وردّاً على سؤال حول الموضوع، اكتفى بايتاس بالقول: «الحكومة لم تناقش الموضوع في اجتماعها». وكانت الصحافة الإسرائيلية سباقة لنشر قضية الاتهامات التي وجهت لرئيس بعثتها الدبلوماسية في المغرب دافيد غوفرين والمتعلقة بالتحرش بنساء مغربيات. وفتحت وزارة الخارجية الإسرائيلية، منذ أسبوع، تحقيقا في الموضوع، بالتزامن مع استدعاء غوفرين إلى تل أبيب لتقديم إيضاحات بشأن اتهامات له بالتحرش الجنسي والفساد. وأوضحت وسائل إعلام إسرائيلية أن سيدة مغربية أرسلت في 25 أكتوبر 2021، شكوى إلى المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية للإعلام العربي حسن كعبية، حول «سلوكيات غير مقبولة من قبل غوفرين». وجاء في الشكوى: «كان يتعين على إسرائيل أن تنتقي دبلوماسييها وسفراءها بعناية، فمن غير المنطقي أن ترسل إسرائيل مهووسا بالنساء إلى حد التحرش بهن، هذا أمر مهين ويجب أن يتوقف». وكان وفد رفيع المستوى من وزارة الخارجية الإسرائيليّة قد سافر إلى المغرب للتحقيق في مزاعم عن عددٍ كبيرٍ من المخالفات الجنسيّة والمالية في البعثة الإسرائيليّة التي افتُتحت حديثا في الرباط، بما في ذلك اتهامات بأنّ مسؤولاً كبيرا استغل جنسيًا عددًا من النساء المحليات. كما يجري التحقيق في تقارير تحدثت عن مشاركة رجل أعمال محلي وقيادي في الجالية اليهودية، يُدعى سامي كوهين، وهو صديق لغوفرين، في استضافة عدد من الوزراء الإسرائيليين الّذين قاموا بزياراتٍ رسميّةٍ إلى المغرب، من ضمنهم وزير الخارجيّة ورئيس الوزراء، يائير لابيد ووزيرة الداخليّة، أييليت شاكيد، ووزير القضاء، غدعون ساعر، والوزير مئير كوهين، والمبادرة إلى اجتماعات بينهم وبين مسؤولين محليين، على الرغم من أنّه لم يكن بأيّ شكلٍ من الأشكال مرتبطًا بشكلٍ رسميٍّ بالبعثة.