تواصل مديرية البيئة لولاية البليدة جهودها لإنجاح تجربة الفرز الانتقائي للنفايات في الأحياء السكنية التي أطلقتها من قبل، حيث قامت بوضع حاويات خاصة بهذه العمليات بأحياء متفرقة عبر عاصمة الولاية. صرّح مدير البيئة وحيد تشاشي، أنّ «أحد المتعاملين الاقتصاديين قام بجلب مادة الحديد لصنع هذه الحاويات على مستوى مؤسسة الردم التقني للنفايات في بني مراد، وهي مؤسسة عمومية ولائية، قامت بصنع 10 حاويات جديدة مخصصة للفرز الانتقائي، والتي سنضعها في الشوارع الكبيرة والأحياء المغلقة، وتم نصبها خلال الأسبوع الجاري». وفي وقت سابق، قامت مديرية البيئة بوضع حاويات خاصة موجهة للفرز الانتقائي في بعض الأحياء على غرار الإقامات الجامعية ومعاهد التكوين المهنين، وبعض الأحياء المغلقة في مدينة البليدة، وذلك بهدف التسيير الجيد للكميات الهائلة من النفايات الناجمة عن الاستهلاك. وحول هذه التجربة يقول تشاشي: «لقد تفاعل المواطنون ايجابيا مع هذه الحاويات، وصاروا يفصلون النفايات عن بعضها البعض، فيأخذون القارورات البلاستيكية، مثلا، ويضعونها مباشرة في المكان المخصّص لها بهذه الحاويات الخاصة، وأصبحت الحاويات تمتلئ في وقت وجيز، مع العلم أن كل حاوية تتسع لقرابة 700 قارورة». وأكّد المتحدّث بأنّ هذه التجربة سهلت من تسيير النفايات في بعض المناطق، وأوضح قائلا: «حاويات الفرز الانتقائي خفّفت الضغط على الحاويات العادية، ممّا سهل عمل مؤسسة «متيجة نظافة» التي تملك عددا محدودا من الشاحنات المخصصة لنقل النفايات، وحتى البلديات تستفيد من تخفيض المبالغ التي تدفعها على اعتبار أنّ حجم النفايات ينخفض عند وزنه بمؤسسة الردم». وأضاف مسؤول قطاع البيئة في الولاية قائلا: «الحاويات الخاصة بالفرز الانتقائي تسهل جمع كميات كبيرة من البلاستيك والألمنيوم، ونخضعها إلى التدوير والتثمين بمؤسسة الردم التقني في بني مراد التي حققت السنة الماضية أرباحا مهمة عن هذا العمل، بل قامت بتصدير شحنات من المواد المرسكلة إلى الخارج». وكشف تشاشي أن بعض مسؤولي المؤسسات التربوية تبنّوا فكرة الفرز الانتقائي بمحض إرادتها، بعزل المواد القابلة للتدوير ووضعها في حاويات خاصة، كما دعا الشباب الناشطين في جمع النفايات وبيعها بشكل عشوائي إلى تنظيم أنفسهم بتأسيس شركات خاصة بهم ليتمكّنوا من توقيع اتّفاقيات مع مؤسسة بني مراد العمومية.