شرعت وحدة مكافحة السرطان التابعة لمستشفى محمد بوضياف بالبويرة، منذ بداية شهر أكتوبر الجاري، في إطار أكتوبر الوردي في حملات تحسيسية وتوعوية تهدف إلى الكشف المبكر ضد سرطان الثدي في أوساط النساء عبر تراب الولاية، وذلك عن طريق تنظيم قافلة طبية تجوب مختلف أرجاء الولاية خاصة في مناطق الظل، أين تنعدم ثقافة الفحص والكشف عن هذا الداء الخبيث في أوساط النساء الريفيات، وفق رزنامة زمنية ومكانية محددة بالتنسيق مع المؤسسات الصحية الجوارية والجمعيات المعنية بمرض السرطان وكذا السلطات المحلية. تسعى هذه القافلة الطبية ضمن برنامج عملها إلى الكشف المجاني لهذا المرض الخبيث الذي يفتك ككل سنة بعشرات النساء في الجزائر وخاصة في السنوات الأخيرة، أين استفحل بشكل رهيب، حيث تتضاعف الأرقام والإحصائيات في ظل غياب الوعي بدرجة الخطورة خاصة لدى المرأة الريفية لظروف متعددة. وتعرف الحملة التحسيسية إقبال لافت للانتباه وبدرجة متفاوتة في معظم المناطق التي حطت فيها الرحال، لاسيما في المناطق النائية والريفية حيث مست كل بلديات الولاية، ويرجع ذلك إلى الدور الكبير الذي لعبته وسائط التواصل الاجتماعي خاصة الفايسبوك، والحملات المكثفة التي تقوم بها مصالح الصحة العمومية بمرافقة من فعاليات المجتمع المدني المهتمة بهذا المرض الخبيث. وفي هذا السياق، فقد أوضح مختصون خطورة هذا المرض وتأثيره السلبي على المجتمع، خاصة فئة النساء باعتبارها الفئة المستهدفة منه، حيث كشفت الطبيبة النفسانية « توهامي « بمستشفى البويرة، أن كلمة سرطان تثير الرعب وخوف في المجتمع، خاصة عند إعلام شخص معين عن إصابته به حيث يصاب بصدمة كبيرة وإحساس بالخوف من الموت. ويتحول القلق إلى اكتئاب، لذلك تنصح المختصة النفسانية بضرورة إتباع طرق سليمة وصحيحة عند إخبار المريض، وترى أن أفضل طريقة يجب أن تكون في جو عائلي حتى يشعر المريض بالدعم النفسي من محيطه المباشر أي العائلة، وهذه الأخيرة تتدخل بشكل إيجابي حتى يستطيع المريض المقاومة والحفاظ على توازنه النفسي. من جهة أخرى، وفي نفس الوقت أوضحت الطبيبة المختصة «بوعنان»، أن هذا المرض يصيب شريحة النساء الكبار في السن خصوصا اللائي تجاوزن 60سنة، وغالبا ما يكون السبب الرئيسي عن طريق الوراثة، إضافة إلى أسباب أخرى لذا ينصح بضرورة القيام بالتشخيص والكشف المبكر عن طريق «الماموغرافي»، فقد أثبتت الإحصائيات حسبها كل 10نساء تتعرض 8 منهن إلى الإصابة بهذا الوباء الخبيث، وتبقى الوقاية خير من العلاج، وهذا ما تهدف إليه الحملات التحسيسية والتوعوية التي تقوم بها مصالح الصحة العمومية عبر بلديات ولاية البويرة.