تحيي الجزائر الذكرى الثامنة والستين لاندلاع ثورة التحرير المجيدة في الفاتح نوفمبر 1954، وهي تستقبل الحدث الدبلوماسي الاستراتيجي الهام المتمثل في القمة العربية..وتزامنا مع المناسبتين التاريخيتين سُطّر برنامج ثقافي متنوع يجمع بين المسرح والسينما والملتقيات العلمية الأكاديمية، معارض للكتاب وأخرى حول الفن التشكيلي ومهرجانات للموسيقى وغيرها من الفنون الأخرى..برنامج أقل ما يُقال عنه أن الجزائر تحتفي من خلاله بالذاكرة الثورية والوطنية والانتماء العربي القومي. لقاء الإبداع الأدبي بقصر مفدي زكريا
بين الأدباء العرب والجزائر حكاية حب ووفاء وصداقة طويلة، فكم هي أعداد الروايات والدواوين الشعرية والدراسات الأكاديمية لأدباء وشعراء وباحثين وإعلاميين تتناول صفحاتها الجزائر ومحطاتها التاريخية أو واقعها وموقعها الاستراتيجي أو مواقفها الدبلوماسية الحكيمة وغيرها..ولأن الكتابة هي أجمل وسيلة للتعبير وأقوى جسر للتواصل بين الشعوب والمجتمعات، تنظّم وزارة الثقافة والفنون إلى غاية 04 نوفمبر القادم، فعاليات الصالون العربي للكتاب بقصر الثقافة مفدي زكريا. تشارك في هذا الحدث الثقافي 81 دار نشر، 62 منها جزائرية و19 مُمَثلا جزائريا لدور نشر عربية من 07 بلدان، هي لبنان، الأردن، مصر، الإمارات، تونس، سوريا والسعودية، بمجموع أكثر من 15 ألف عُنوان في كل التخَصّصات. أفلام عربية تحاكي تاريخ الجزائر لا تزال السينما الوسيلة الأنجع لتعريف العالم عامة والأجيال الجزائرية الصاعدة، خاصة بأمجاد وبطولات الشعب الجزائري الأبي ونضاله المستميت ضد الاستعمار الفرنسي الغاشم. إنتاجات سينمائية ضخمة من القرن الماضي تخطّت حدود الجزائر إلى العالمية، وأخرى حديثة الوجود تسلط هي الأخرى الضوء على شخصيات ومحطات نضالية ثورية هامة، هي اليوم في قلب البرنامج الذي سطرته «سينماتيك الجزائر» من خلال تظاهرة «الفيلم العربي بالجزائر العاصمة». وهي الفعالية التي ينظمها المركز الجزائري للسينما في الفترة من 27 إلى 30 أكتوبر الجاري، وتضم ندوات وعروض أفلام وطنية وأخرى من انتاج بلدان عربية، نالت حضورا نقديا وجماهيريا وجوائز في مهرجانات السينما الدولية، من بينها «هلا لوين» للمخرجة اللبنانية نادين لبكي، «المومياء» للمخرج المصري شادي عبد السلام، «المصير» للمخرج المصري يوسف شاهين، «نهلة» للمخرج الجزائري فاروق بولوفة، «يمة» للمخرجة الجزائرية جميلة صحراوي و»طوق الحمامة المفقود» للمخرج التونسي ناصر خمير، وتعرض الأفلام في قاعة سينماتيك العاصمة. يرافق عروض الأفلام ندوات ومداخلات لعدد من النقاد والسينمائيين، نذكر منها ندوة ونقاشات حول «الصورة ومعركة التحرير، والجزائر بالإنتاج السينمائي المشترك»، يشارك فيها محمد بجاوي وسليم اقار ومحمد علال، ندوة حول «نقاط التقارب بين السينما الفلسطينية والسينما الجزائرية والانتاجات المشتركة»، يشارك فيها محمد عبيدو ومداخلة حول «الدبلوماسية الثقافية ومفهوم القوة الناعمة» يقدمها أسامة افراح، إضافة إلى ندوة «قراءات في السينما العربية»، والتي يشارك فيها جمال الدين حازورلي وعبد الكريم قادري. الموسيقى هويّة ضاربة بجذورها في أعماق الصّحراء
لا تقتصر التظاهرات الفنية والثقافية المسطرة في إطار إحياء ذكرى الفاتح نوفمبر 1954 المجيدة على كبريات المدن فقط، بل تنظم أيضا بالولايات الجنوبية، حيت اطلالة وعراقة التراث الوثائقي. وبمناسبة الاحتفالات بستينية استرجاع السيادة الوطنية والذكرى 68 لاندلاع ثورة نوفمبر المجيدة، تحتضن ولاية إيليزي الطّبعة الثامنة من «المهرجان المَحلي للموسيقى والأغنية التارقية»، الذي انقطع تنظيمه منذ الطبعة السابعة سنة 2014، في الفترة الممتدة ما بين 28 أكتوبر إلى الفاتح من نوفمبر 2022، تحت شعار «مَجد الأجداد.. يَتغنّى به الأَحفاد». ويندرج هذا المهرجان في إطار استراتيجية وزارة الثقافة والفنون الرامية إلى إعادة الاعتبار للمهرجانات المحلية، الجهوية والوطنية في الجهات الأربعة للوطن، بالشكل الذي يجعلها تحقق التوازن الجغرافي والفعالية الاقتصادية والثقافية للمنطقة التي تُنظّم بها، وكذا إعطائها زخمًا تاريخيًا. الزّي التّقليدي تعبير عن الهويّة والانتماء
لا يمكن التحدث عن التراث الجزائري دون التطرق للأزياء التقليدية المتعددة والمتنوعة، وهو الموضوع الذي تناوله معرض الفن التشكيلي للفنانة عزيري ثنينة .المعرض يحمل عنوان «فن وأصالة»، من تنظيم مؤسسة فنون وثقافة لولاية الجزائر، ويحتضنه رواق الفنون محمد تمام إلى غاية 03 نوفمبر القادم.