انطلقت الأنشطة الافتراضية والعادية، بداية من شهر جانفي، مع إحياء ذكرى يناير، لتتواصل رويدا رويدا وفقا لتداعيات الأزمة الصحية وموجات الإصابات، لتكون الانطلاقة الفعلية، بداية من شهر سبتمبر المنصرم، خاصة في ما يتعلق بالمسرح الوطني الجزائري، قصر الثقافة مفدي زكريا والبعض من المؤسسات الجامعية والجمعيات الثقافية، حين ثم الإعلان عن الدخول الثقافي والأدبي، شهر نوفمبر الماضي. دبّت الحركية من جديد في المشهد الثقافي بالعاصمة بعد الركود دام لأكثر من سنة ونصف، فرضه تفشي فيروس كورونا وإجراءات البرتوكول الصحي من حجر وإلغاء للمواعيد والملتقيات والمهرجانات وغلق للمؤسسات الثقافية، وفرض التباعد الاحترازي. وعادت الأنشطة إلى الواجهة تدريجيا، وكان أهمها فعاليات الطبعة الأولى من المعرض الوطني للكتاب الذي احتضنه قصر المعارض الصنوبر البحري تحت شعار «الكتاب حياة»، بين 10 و20 مارس، والذي كان بمثابة متنفس لدور النشر المشاركة بعد جمود نشاطها وإشراف الكثير منها على الإفلاس. وسجلت قبل ذلك فعاليات الملتقى الوطني لنوادي وفعاليّات القراءة تحت شعار «القراءة في مواجهةِ الإكراهات»، أين كانت الفرصة متاحة لأول مرّة لشباب النوادي لطرح انشغالاتهم وفرض وجودهم في المشهد الثقافي، من خلال تقديم مشاريعهم الرائدة في مجال تشجيع الفعل الثقافي الأدبي في أوساط الشباب والناشئة، خاصة بمناطق الظل. ونظم الملتقى بتأطير أساتذة وأكاديميون وكتّاب، وشمل ورشات ومنصات ومحاضرات ومعارض، في الفترة الممتدة من 30 جانفي إلى 04 فيفري 2021 بقصر الثقافة «مفدي زكرياء» والمكتبة الوطنية بالحامة وفيلا عبد اللطيف بالعاصمة. تميّز بعدها إحياء شهر التراث بتسطير عدد من البرامج الثقافية والفنية وفتح النقاش هنا وهناك في المؤسسات الثقافية والمتحفية المحروسة، حول أهمية الموروث المادي واللامادي وكيف يمكن حمايته والتصدي لكل محاولات السطو عليه وتخريبه. وأيضا حول أهمية الاستثمار في المتاحف كمؤسسات اقتصادية وثقافية ناجعة. مسرح بشطارزي: العودة إلى الركح بقوة بالرغم من الجمود والغلق عاد النشاط المسرحي بالعاصمة إلى الواجهة، إذ تألق مرة أخرى المسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي بعرض مسرحيات من إنتاجه ومن إنتاجات مسارح جهوية أخرى، ومن أهم العروض المقدمة مسرحية «رمادة 19» التي اقتبسها الكاتب عبد الرزاق بوكبة من رواية «ليليات رمادة» للكاتب واسيني لعرج، وأيضا مسرحية «جي بي أس»، التي افتكت مؤخرا جائزتين بتونس، ناهيك عن الندوات والمعارض وإقامات الكتابة المتعددة. حفلات فنية ومعارض بدار الأوبرا لم ترجع الحركية إلى دار الأوبرا بوعلام بسايح، إلا خلال الثلاثي الأخير من هذه السنة، والتي شهدت تنظيم بعض من الحفلات الفنية الوطنية والأجنبية، كان أبرزها العروض الفنية بمناسبة ذكرى نوفمبر 1954 المجيدة، وحفلين لتكريم عمالقة الأغنية الجزائرية في خمسينيات وستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وهما حفل تكريمي على شرف سيدات الغناء والموسيقى الجزائرية، سفيرة الطرب الجزائري السيدة سلوى رحمها الله، وكل من الفنانة نرجس، نادية بن يوسف وسليمة ماديني، والحفل التكريمي الثاني على شرف عمالقة الفن الجزائري الراحلين رابح درياسة، محمد العماري وعبد الرحمان عزيز. كما عرفت دار الأوبرا تنظيم معارض فنية وتراثية كان آخرها معرض «الهدايا» بمناسبة نهاية السنة. قصر رياس البحر مواعيد متعددة حول التراث والحرف من بين المؤسسات الثقافية التي عادت إلى الواجهة بقوة مركز فنون وثقافة بحصن رؤساء البحر، الذي تعددت فيه المواعيد وتكثفت فيه اللقاءات الفكرية والعلمية، سنة2021، سواء في إطار المناسبات الوطنية والدينية أو دونها، فمن احتفالات يناير وإطلالة على تراث منطقة شنوة، إلى معارض الحرف والصناعات التقليدية، مرورا بإحياء شهر التراث والندوات العلمية حول مكافحة الاتجار به، كما شهد أيضا إحياء الكثير من اللقاءات الأدبية والفكرية في عديد من المجالات وإطلاق معرض دائم حول المدرسة القرآنية، إضافة الى زيارات لشخصيات وطنية ودولية. الدخول الأدبي والاحتفاء بالمقاومة الوطنية عرفت العاصمة أيضا شهر نوفمبر فعاليات الندوة العلمية حول «المقاومة والثورة»، تزامنا والذكرى 189 لمبايعة الأمير عبد القادر المنظمة في المكتبة الوطنية الجزائرية. وكانت هذه الندوة بمثابة الانطلاقة للدخول الأدبي، الذي تميز أيضا بالإعلان الرسمي عن دخول الموقع الإلكتروني «وبوابة الناشرين» وكذلك مدونة الإيداع القانوني، حيز الخدمة. كما سجل خلال شهر نوفمبر العرض الشرفي الأول للفيلم الروائي الطويل «أحلم - ARGU» الناطق باللغة الأمازيغية للمخرج عمار بلقاسمي، بإنتاج مشترك بين المركز الجزائري لتطوير السينما ومؤسسة أجونس فيزوال بدعم من وزارة الثقافة والفنون. وقد عرف قطاع السينما هو الآخر اهتماما كبيرا حيث تعددت اللقاءات التشاورية بين الوزارة والفاعلين في هذا القطاع. إحياء اليوم العالمي للفن الإسلامي بمناسبة اليوم الدولي للفن الاسلامي الذي أعلنه المؤتمر العام لليونسكو يوم 18 نوفمبر من كل عام يوماً دولياً للفن الإسلامي، وذلك في دورته 40 ، المنعقدة في عام 2019، أحيت الجزائر هذا اليوم من خلال تنظيم المكتبة الوطنية بالحامة والنادي الجزائري للخط العربي والزخرفة، معرضا ترجم غنى وتنوع الثقافة الجزائرية ودورها المهم في الحضارة الإسلامية. ديسمبر وزخم المواعيد الثقافية عرف شهر ديسمبر الكثير من المواعيد الثقافية واللقاءات الرسمية حول الثقافة والفن، كانت أهمها أشغال الاجتماع التنسيقي لمدرَاء المسَارح الجهَوية والمسرح الوَطني الجَزائري للسدَاسِي الثاني 2021 بقصر الثقافة مفدي زكرياء. جاء اللقاء لمناقشة حصيلة نشاطات المسارح لسنة 2021، تعزيز القدرات الاستشرافية للتسيير، تثمين المجهودات وتصحيح الإخفاقات، بهدف جعل المسارح قطبا أساسيا يساهم بقوة في الانتعاش الاقتصادي للبلاد، كما أن من بين المواعيد الهامة التي عرفها شهر ديسمبر ثقافيا تنظيم المهرجان الدولي للشريط المرسوم برياض الفتح، إحياء اليوم العالمي للغة العربية، وعدد من المعارض للفن التشكيلي والصور واللباس التقليدي وعروض الأزياء وغيرها. اليوم العالمي للتطوّع أعلن في 05 ديسمبر2021 رسميا بمناسبة إحياء اليوم العالمي للتطوّع أن الجزائر ستحتفي سنويا بهذا الحدث تشجيعا للعمل التطوّعي بين أفراد المجتمع، وقد وثّق الحدث بتنظيم وزارة الثقافة والفنون بقصر الثقافة مفدي زكرياء، لفعالية ثقافية وطنية تحت عنوان «تويزة موروث ثقافي بين الإرث والممارسة». برامج ترفيهية وتوعوية للأطفال عرف الثلث الأخير من شهر ديسمبر العديد من البرامج الثقافية الخاصة بالعطلة الشتوية لفائدة الأطفال المنظمة بقصر الثقافة مفدي زكرياء، شملت عروضا ترفيهية وتوعوية، من تنشيط المهرّج سيمو، حول الإجراءات الوقائية من فيروس كوفيد 19. وأشارت وزارة الثقافة أن هذه البرامج ستصبح تقليدا يمارس في كل العطل المدرسية، إضافة إلى تنظيمها من طرف دور الثقافة والفنون والمؤسسات التابعة للقطاع في جميع ولايات الوطن. وفي السياق ذاته، كان الديوان الوطني للثقافة والإعلام وفيا لنشاطاته خلال السنة، حيث واكب المواعيد والمناسبات بتسطيره للكثير من البرامج الثرية والمتنوعة للبراعم الصغار، كان آخرها البرنامج الخاص بالعطلة الشتوية الذي تضمن يوميا أحدث الإنتاجات المسرحية، ألعاب خفة، عروض مسرحية، ترفيهية - تربوية، بمشاركة فرق فنية لتعاونيات وجمعيات مسرحية وإنتاجات لمسارح جهوية من مختلف ولايات الوطن، عبر العديد من القاعات التابعة له.