تم بعد ظهر أمس السبت، بساحة رياض الفتح، بالجزائر العاصمة، تنظيم تجمع ضخم شارك فيه شباب قدموا من مختلف ولايات الوطن، وهذا بمناسبة الاحتفال بالذكرى ال 68 لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة، وذلك بحضور وزير المجاهدين وذوي الحقوق، ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بملف الذاكرة والأرشيف الوطني، والمدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية، ورئيسة المجلس الشعبي الولائي للجزائر العاصمة، والأمين العام لوزارة الشبيبة. وخلال إشرافه على افتتاح هذه التظاهرة، قال رئيس المجلس الأعلى للشباب، مصطفى حيداوي، إن تنظيم هذا التجمع يهدف إلى "التعبير عن ارتباط شباب الاستقلال بتاريخيه العظيم، لاسيما باليوم الأغر الذي صدحت فيه الأصوات عاليا من أجل تفجير ثورة الأحرار". وعشية الاحتفال بالفاتح نوفمبر، أكد حيداوي أن الجزائر اليوم، تعيش مناسبة كبيرة لما لها من رمزية في تاريخها المشرف المليء بالبطولات، وهو ما يجعل شبابها مرتبطا بتاريخه وبوطنه، ما يجعل من المناسبة "محطة وعي فارقة"، ف«الشباب أمس – يقول حيدواي - تشرّب الوطنية في حركة وطنية صنعت مشهد الاستقلال لأبناء الجزائر بأيادي أولئك الذين آمنوا بهذه الساعة، وجسّدوها بتضحيات جسام، ولعبوا الدور الذي كان عليهم أن يلعبوه، وهو المطلوب من شباب اليوم ليكون سيّد مستقبله". وأشار المتحدث إلى أن الشباب اليوم يتطلع إلى جزائر جديدة مبتكرة من خلال اقتصاد المعرفة حتى يندمج في الحركية التنموية والاقتصادية، ليبني وطنه متطورا ومزدهرا ويكون قيمة مضافة حقيقية وفعالة، ومواصلة نفس الرسالة التي حملها شباب البارحة. ودعا حيداوي الشباب إلى "الاستلهام من أمجاد الأسلاف وحمل المشعل لبناء جزائر مزدهرة ومتقدمة على مختلف الأصعدة"، وقال إن تظاهرة "رياض الفتح" تأتي في إطار "تجسيد البرنامج الاحتفالي الذي سطره المجلس لإحياء الذكرى ال 68 لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر التي تتزامن هذه السنة مع احتضان الجزائر للقمة العربية يومي الفاتح والثاني نوفمبر القادم". بدوره، اعتبر مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف والذاكرة الوطنية، عبد المجيد شيخي، هذا التجمع الشباني بمثابة "محطة لتجديد العهد من أجل بناء الوطن ولمّ الشّمل العربي"، معبّرا عن أمله في أن يتمكن العرب من جمع كلمتهم، كما فعلها الشباب الجزائري بالأمس، فالمستقبل للوحدة وفقط، وحثّ شيخي – في السياق - الأجيال الصاعدة على "الاقتداء بجيل نوفمبر الذي كتب تاريخ الجزائر بأحرف من ذهب".واستذكر شيخي، في أثناء حديثه، ليلة الاجتماع الذي التأم في 25 أكتوبر 1954، حين التقى الإخوة الستة واتفقوا على صيغة بيان أول نوفمبر، وحددوا تاريخ ووقت اندلاع الثورة، وقال إنهم "في تلك الليلة أدوا يمينا غليظة بأن عروتهم لن تنفك إلا بعد أن تكون الجزائر المستقلة، وأنهم لن يفشوا أسرار الاجتماع إلى أن يتوفاهم الله، وهو ما ثبتوا عليه على مدى الحياة. وقال شيخي إن مثل هذه الصفات التي تحلى بها مخططو الثورة، هي ما جعل ثورة نوفمبر غير عادية وملهمة، وأصبحت درسا في الأخلاق والعظمة وقوة شعب ثائر لم تنته ثورته إلا بعد رفع العلم الوطني، وإرغام المستعمر على الجلوس على طاولة المفاوضات، وهو ما يدل دلالة عميقة على أن مؤسسي الثورة جسّدوا التزام شباب واع بقضيته، قاد بلاده وشعبه إلى الاستقلال. للإشارة، فقد عرفت التظاهرة مشاركة عديد النوادي العلمية والبيئية والصيدلانية، بالإضافة إلى نشاطات ترفيهية نُظمت بالمناسبة من طرف مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، بالإضافة إلى الكشافة الوطنية.