تَلقّى العشرات من الفلاحين والمستثمرين الزراعيين بالوادي، شروحات وإرشادات مستفيضة حول المسار التقني للحبوب والمحاصيل الكبرى، خلال حملة تحسيسية من تنظيم مكتب الإتحاد الولائي للمهندسين الزراعيين، قصد التقليل من الأخطاء وسوء الاستغلال في الزراعة، وكذا التوجّه نحو الاستعمال الأمثل لوسائل البذر والتسميد من مكننة حديثة وآليات تقنية متطوّرة. سَطّر الإتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين بولاية الوادي، قافلة إرشادية فلاحية خاصة بترقية إنتاج الحبوب والمحاصيل الإستراتيجية، ضمن برنامجه السنوي المتعلق بالإرشاد التّشاركي الزراعي معيّة المؤسسات والهيئات العمومية والخاصة، بهدف تنمية القطاع وتطويره بالعمل الميداني والاحتكاك المباشر مع الفلاحين والمنتجين. ويقول رئيس المكتب الولائي لذات الهيئة، المهندس الزراعي بليمة العربي في تصريح ل«الشعب"، أنّ القافلة الإرشادية انطلقت بالتزامن مع بداية موسم الحرث والبذر، مستهدفة عدّة محيطات فلاحية متخصّصة في الزراعات الإستراتيجية بالمنطقة، على أن تتواصل المتابعة التقنية للمستثمرات إلى غاية فترة الحصاد المقبلة. وأضاف بليمة، أنّ فلاحي منطقتي الشارع والعقلة ببلدية بن قشة (150 كلم شمال شرق مدينة الوادي)، استفادوا من إرشادات حول تفعيل المسار التقني للحبوب والمحاصيل الكبرى للتقليل من الأخطاء وسوء الاستغلال في الزراعة، فضلا عن الاستعمال الأمثل لوسائل البذر والتسميد من مكننة حديثة وآليات متخصّصة في المجال الزراعي. كما اعتبر محدثنا، الاستعمال الأمثل لأنظمة السقي المقتصدة للمياه، عاملا مساهما في زيادة المساحات المسقية والمحافظة على جودة ووفرة المخزون الجوفي، تجديد التربة وتخصيبها الدوري تماشيا مع متطلبات الإنتاج المحلي، كون أنّ كثرة السّقي الزائد عن حاجة النباتات تزيد من ملوحة الأرض وإمكانية تسرّب بعض المواد الكيمائية للمياه الجوفية. في سياق متصل، أبرز بليمة العربي، أهمية ترشيد استغلال المبيدات الكيمائية، الذي يعود بالإيجاب والسلامة الصحية على الفلاح والمنتوج على حدّ سواء، يحقق دورة المحافظة على الإنسان والحيوان والحشرات مثل النحل وبعض الكائنات الحية الأخرى النافعة في القضاء على الأمراض والآفات الفلاحية، وذلك من خلال اختيار توقيت المكافحة الحشرية المناسب واحترام مواعيد الرّش والمعالجة قبل جني المحصول. من جانبها تكتسي عملية تحليل التربة ومياه السقي، كما يشير المهندس الزراعي، فعالية إنتاجية هامة، تتيح للفلاح معرفة مسبقة بما يحتاجه النبات من مغذيات معدنية، وطبيعة مكونات وعناصر تربة بستانه حتى لا يخسر الكثير من المصاريف في مجال التسميد، وبالتالي يتجنّب زيادة مستوى الملوحة ويضمن تحسين مردودية محصوله. ووفقا له، ستتواصل المتابعة التقنية للفلاحين المستهدفين بالعملية إلى غاية فترة الحصاد وجني المنتوج، حيث أطّر القافلة الإرشادية ثلّة من إطارات الإتحاد، المعهد الوطني لحماية النباتات المحطة الجهوية بسكرة، مديرية المصالح الفلاحية، تعاونية الحبوب والبقول الجافة، الصندوق الجهوي للتعاون الفلاحي، ممثل عن شركة تراد كورب، مخبر فاتيلاب ومهندسين خواص. جدير بالذكر، أنّ إنتاج المحاصيل الإستراتيجية بالوادي سجّل ارتفاعا ملحوظا في السنوات الأخيرة، ويرتكز أساسا في بلدية بن قشة الحدودية التي تتواءم طبيعة تربتها مع زراعات الحبوب وبعض أصناف الخضروات والفواكه الصيفية.