بمشاركة أكثر من ثلاثين رئيس دولة وحكومة، في مقدمتهم الفرنسي إيمانويل ماكرون والكندي جاستن ترودو والسنغالي ماكي سال، ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل، ونحو تسعين وفداً وسبع منظمات دولية، انطلقت أمس في جزيرة جربة التونسية القمة الثامنة عشرة للمنظمة الدولية للفرنكفونية، وذلك بعد أن تم تأجيلها في العامين الماضيين بسبب وباء كورونا. افتتح الرئيس التونسي قيس سعيد الاجتماعات، في حين تختتمها رئيسة الحكومة نجلاء بودن التي ستقدم توصيات من خلال وثيقة إعلان تونس. القمة ستركز رسميًا على التعاون الاقتصادي، وسينظم على هامشها منتدى اقتصادي تحت عنوان "الاتصال والرقمنة كأدوات أساسية للتنمية". في هذا السياق، أوضحت المتحدثة باسم الفرنكوفونية في كيبيك كاترين بوشيه أن اللغة الفرنسية هي "لغة الأعمال الثالثة في العالم وتفتح لنا الأبواب، في سياق تنويع الأسواق وعمليات التوريد". وشددت الوزيرة السنغالية للفرنكوفونية بيندا مباو على ضرورة تقييم "البلدان الناطقة بالفرنسية على أساس قدرتها على الحد من الهوّة الرقمية في مجتمعاتها". كما أن قمة جربة ستكون أيضًا فرصة للقادة الغربيين والأفارقة لمناقشة الموضوعات الساخنة، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، وهي دولة مراقبة داخل المنظمة الدولية للفرنكفونية، والتي تعتبر العديد من الدول الأفريقية أن أوروبا حشدت لها الدعم سريعاً في مواجهة روسيا، بينما لا تقدم الدعم والتضامن الكافيين للقارة الإفريقية في مواجهة أزماتها. ستكون القمة الثامنة عشرة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية أيضًا فرصة للاحتفال بمرور خمسين عامًا على منظمة تأسست في عام 1970 وتضم 88 عضوًا ليسوا جميعهم من الناطقين بالفرنسية، مثل أرمينيا ومولدوفا وصربيا ومصر والإمارات العربية المتحدة. كما تتزامن القمة مع اختتام الدورة السابعة والعشرين لمؤتمر الأطراف حول المناخ في مصر، وتأتي في أعقاب اجتماع مجموعة العشرين في إندونيسيا الذي هيمنت عليه الحرب في أوكرانيا. إعادة انتخاب الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية، الرواندية لويز موشيكيوابو، المرشحة الوحيدة في السباق، هي أيضًا ضمن برنامج يومين من الاجتماعات بين ممثلي فضاء يبلغ عدد سكانه 321 مليون ناطق بالفرنسية والذين من المقرر أن يصل عددهم إلى نحو 750 مليون بحلول عام 2050، بفضل الديموغرافيا الأفريقية. وأكدت لويز موشيكيوابو أنها ستطلب من الدول الأعضاء "مضاعفة جهودها" في مواجهة تراجع المنظمات الفرنسية. في المنظمات الدولية. هذا، وتظل أولويات المنظمة الدولية للفرنكوفونية ثقافية، ولكنها أصبحت سياسية واقتصادية أكثر فأكثر، حيث تقوم وزيرة خارجية رواندا السابقة بدبلوماسية أكثر نشاطا، تمثلت في قيامها ب94 رحلة في ثلاث سنوات، وحشدها موارد المنظمة لدعم العمليات الديمقراطية في إفريقيا أو في أي مكان آخر. ولا تنوي هذه الأخيرة التوقف عند هذا الحد، حيث تسعى إلى أن تكون ولايتها الثانية فرصة لإكمال العديد من المشاريع التي أطلقتها. لكن المناقشات تعد بأن تكون أقل توافقية عندما يتعلق الأمر بالحديث عن الوضع الأمني في العالم الناطق بالفرنسية، ولا سيما الدور المفترض لرواندا في شرق الكونغو. ويشكّل انعقاد القمة بحسب الكثير من المراقبين، نجاحا دبلوماسيا للرئيس التونسي قيس سعيّد.