شدد المشاركون في ندوة نقاش حول «السلامة المرورية» احتضنها أمس مركز يومية «دي.كا.نيوز»، على ضرورة تطوير مختلف وسائل النقل وفي مقدمتها النقل البحري وبالسكك الحديدية على اعتبار أنها البديل عن استعمال السيارة ما قد يؤدي إلى التحكم في إرهاب الطرقات وما ينجم عنه من خسائر بشرية ومادية. أكد مولود غماتي ممثل الدرك الوطني بأن حوادث المرور لا تقل خطورة عن أفتك الأمراض ذلك أنها تتسبب بنفس الدرجة في حصد الأرواح سنويا، موضحا بأنها في ارتفاع مستمر، واستنادا إلى الأرقام التي قدمها فان عدد الحوادث ارتفع ب2221 حادث خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من السنة المنقضية، بنسبة تجاوزت 18 بالمائة، فيما سجل انخفاض في عدد الضحايا بنسبة 2 بالمائة وبالمقابل ارتفاع في نسبة الجرحى بحوالي 9 بالمائة، وتقع أغلب الحوادث في عطل نهاية الأسبوع وأيام الأعياد والخميس حيث تم إحصاء أزيد من 3 ألاف حادث مرور، وفي شهري جويلية وأوت حيث تم إحصاء 463 و456 قتيل على التوالي. من جهته، تناول محافظ الشرطة الرئيسي عمر نايت لحسين موضوع الحوادث المرورية في المناطق الحضرية، وحسب توضيحاته فانه تم تسجيل انخفاض أكثر لمؤشرات اللاأمن المروري بنحو 60 بالمائة مقارنة بنفس الفترة من العام المنصرم أي من جانفي إلى أكتوبر، بانخفاض الجرحى ب830 جريح ما يعادل 5 . 4 بالمائة، وبانخفاض عدد الضحايا ب30، وإذا كان العامل الإنساني تسبب في 95 بالمائة منها، فان وضعية المركبات بدورها إحدى الأسباب وان كانت بنسبة 2 بالمائة، وتتصدر العاصمة الولايات من حيث عدد الحوادث ب1160 حادث متبوعة بسطيف ب926 وبرج بوعريريج ب603 حدث. وكانت الحصيلة ستكون أثقل لولا الجهود المبذولة من قبل الأمن الوطني، سواء تعلق الأمر بالدروس التي يتم تلقينها، أو من خلال الإجراءات الردعية، وكشف في هذا السياق عن إقامة 133 ألف حاجز أمني ومراقبة أكثر من 4 ملايين سيارة، و5600 دورية و3997 عملية رادار، و 5 ملايين ضريبة جزافية، وأكثر من 109 ألف سحب رخصة السياقة، وتتسبب الفئة ذات الرخص أقل من سنتين وبين سنتين و5 سنوات في 50 بالمائة من الحوادث، وتم تسجيل 471 حالة بدون رخصة أي أقل من 18 سنة. وكشف المدير الفرعي المكلف بالإعلام والإحصائيات بمديرية الحماية المدنية عاشور فاروق، عن تسجيل 61 ألف عملية إنقاذ منها 11 ألف تدخل في شهر أوت، موضحا بأن التدخل يكون على 3 مستويات أولها دراسة المخاطر لاقتراح حلول وقائية وكذا التحسيس والتوعية واستحداث تكوين للمنقذين الهدف منه منقذ بكل أسرة استفاد منه لحد الآن 34 ألف منقذ، ولم يفوت المناسبة للإشارة إلى تسجيل 1541 حادث على مستوى الطريق السيار شرق غرب أسفر عنها تسجيل 2086 جريح و84 قتيلا، وتوقف عند ظاهرة جديدة وخطيرة في الشطر الممتد بولاية عين الدفلى أين تتوقف شاحنات للبيع ونظرا لوجود ضباب بها فان أصحاب السيارات لا يشاهدونها ويصطدمون بها. وتحدث عبد المالك بن لعريبي ممثل شركة الجزائر للتأمينات عن ضرورة إعداد بطاقية للمؤمنين تفرض على المتورطين في حوادث المرور دفع مبالغ إضافية أو تحرمهم من التأمين كإجراء ردعي، لافتا إلى أنه خصص لها 30 مليار دج دون احتساب أموال الضمان الاجتماعي. وخلص المشاركون إلى التأكيد بأن الحل في البديل لأن المواطن في حال توفرت وسائل النقل يمكنه الاستغناء عن السيارة ما سيؤدي إلى التحكم في إرهاب الطرقات، مقترحين التوجه إلى النقل البحري وكذا التركيز على النقل بالسكك الحديدية.