* 125 قتيل في حوادث مرور خلال النّصف الأوّل من رمضان تنامت ظاهرة إرهاب الطرقات من جديد لتعود وتعتلي أولى صفحات الجرائد الوطنية لتدقّ بذلك ناقوس الخطر حول المجازر المرورية التي تتضاعف يوميا بعدما زادت عن حدّها منذ دخول شهر رمضان، يحدث هذا بالرغم من الإجراءات الرّدعية التي تمارسها الجهات المعنية، غير أن ذلك لم يردع المواطنين عن اختراق القانون على حساب حياتهم التي باتت مهدّدة في أيّ لحظة في ظلّ تنامي مسبّبات الحوادث التي سجّلت أعلى معدل لها خلال ال 15 يوما الماضية بعدما قتلت الطرقات ما لا يقلّ عن 125 شخص· سجّلت المديرية العامّة للحماية المدنية في الفترة الأخيرة المتزامنة والنّصف الأوّل من رمضان الجاري مقتل 125 شخص أي ما يعادل ثمانية قتلى يوميا وجرح 281 آخرين في 123 حادث مرور عبر مختلف مناطق الوطن. وأوضح ذات البيان أن الأيّام الثلاثة الأولى من رمضان كانت الأكثر مأساوية، حيث سجّل خلال اليوم الأوّل مقتل 15 شخصا وجرح 24 آخرين و11 قتيلا و28 جريحا في اليوم الثاني، وفي اليوم الثالث تمّ تسجيل 12 قتيلا و42 جريحا، في حين سجّل كلّ من اليوم العاشر والثالث عشر من الشهر على التوالي 12 قتيلا و 22 جريحا و15 قتيلا و22 جريحا· أمّا بخصوص الخسائر المادية فقد أشار المصدر ذاته إلى تسجيل 64 اصطداما و27 انقلابا للمركبات و08 انزلاقات و23 شخصا صدموا وحادث على السكّة الحديدية· وتشير ذات البيانات إلى أنه تمّ تسجيل 57 وفاة خلال أسبوع واحد ما بين الفترة الممتدّة من 7 إلى 13 أوت، في حين سجّل جرح 1192 آخرون في 1192 حادث مرور، وقد تربّعت ولاية سطيف على عرش قائمة أكبر عدد من الوفيات بتسجيلها 6 قتلى و49 جريحا في 47 حادث مرور· من جهة أخرى، أشار بيان للدرك الوطني إلى وفاة ما لا يقلّ عن 6 قتلى وجرح 73 آخرين في 26 حادث مرور سجّل خلال يوم واحد عبر كامل التراب الوطني المصادف للأربعاء الماضي، وتسبّبت حوادث المرور هذه التي سجّلت على مستوى 19 ولاية في أضرار مادية هامّة لحقت ب 42 مركبة· وكان حادث المرور الأخطر قد سجّل على الساعة الثانية زوالا على الطريق الوطني رقم 19 الرّابط بين تنس والشلف بالتحديد في قيصر، حيث كان سائق سيّارة متوجّها نحو تنس حين فقد السيطرة على سيّارته ليصطدم بعربة من الوزن الثقيل كانت تسير في الاتجاه المعاكس، ممّا تسبّب في اصطدام شمل سيّارتين مختلفتين، ممّا خلّف وفاة ثلاثة أشخاص وجرح 5 آخرين تمّ نقلهم إلى مستشفى· وتشير كافّة والمعطيات والإحصائيات إلى أن حوادث الطرقات عادت بقوّة خلال الأشهر القليلة الماضية وبنسبة أكبر خلال هذا الشهر الفضيل، وذلك بالرغم من الإجراءات والقوانين الرّدعية التي وضعتها الجهات المعنية للحدّ من الظاهرة التي أضحت تقتل أكثر من 5 أشخاص يوميا· وتعود أغلب الحوادث المسجّلة في أغلبها إلى عدم احترام قوانين المرور، السرعة المفرطة، التجاوزات الخطيرة، عدم إمكانية التحكّم في القيادة، التهوّر وحالة الطرقات التي أضحت في بعض الأماكن كارثية لانعدام بها الصيانة الدورية، إلى جانب الممهّلات الموضوعة في أماكن عشوائية دون التنبيه إليها عن طريق وضع إشارات لذلك. هذا إلى جانب العديد من الأسباب الأخرى التي تظهر كلّما حلّ علينا هذا الشهر الفضيل منها القلق، النّرفزة وكثرة السّهرات التي يقابلها قلّة النّوم، إلى جانب الإرهاق من تعب عمل اليوم وما يقابله من الافتقاد إلى القهوة والتدخين اللذين يعتبران بالنّسبة للبعض كالمخدّرات، دون ذكر سبب الإفراط في السرعة قبيل موعد الأذان من أجل ربح الوقت والوصول إلى البيت في الموعد قبل الإفطار بدقائق، كلّها مسبّبات وأخرى جعلت من طرقاتنا تعيش أبشع لحظاتها التي تتطلّب جهودا مضاعفة من طرف كافّة الأطراف للحدّ من ذلك·