كشف رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة والبحث العلمي مصطفى خياطي أن عدد الجزائريين المتعاطين للمخدرات حسب الإحصائيات الأخيرة لسنة 2012، قد وصل إلى مليون مستهلك أي بنسبة 25 بالمئة، و300 ألف مدمن بمعدل 2 إلى 3 بالمائة وتعتبر فئة الشباب الأكثر تعاطيا لهذه السموم. وأوضح خياطي في لقاء مع “الشعب" أن ظاهرة تعاطي المخدرات قد أخدت أبعادا خطيرة وخاصة أنها تمس فئة الشباب التي تمثل نسبة 75 بالمئة من المجتمع، داعيا إلى تعبئة الجميع من أجل محاربة هذه الآفة ومعالجة هذا الوضع المأساوي الذي سيكون له تأثيرا على الاقتصاد الوطني والتنمية الاجتماعية. من جانب آخر أشار رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة والبحث العلمي أن المغرب تعد المصدر الأول للقنب الهندي الذي يهرّب للجزائر من خلال الحدود الشرقية التى يمر عبرها 300 طنا من القنب الهندي سنويا، باعتبار أن الحدود الجنوبية تشهد توترا. وأضاف خياطي استنادا إلى حصيلة السداسي الأول من السنة الجارية، أنه تم حجز 71 طنا من المخدرات ويتوقع ارتفاع الكمية إلى 120طن، بالإضافة إلى 105 كيلو غرام من الهروين تم حجزها بين بعض المدن ومطار الجزائر، وتعد هذه الأرقام جد استثنائية لم تسجل من قبل. وعلية يقول المتحدث، لابد أولا من إعادة النظر في الإستراتجية الخاصة لمحاربة المخدرات والتي تبدأ من عدة جوانب أولها إنشاء وحدات مشتركة لمحاربة المخدرات تضم في صفوفها وحدات من الدرك الوطني والشرطة والجمارك. ثانيا: إعطاء هده الوحدات الإمكانيات والوسائل الحديثة التى تمكّنها من اكتشاف المهربين بطرق سريعة (كما هوالحال في محاربة الإرهاب) كالمروحيات والنظارات الميدانية ووسائل اتصال لاسلكية حديثة. ثالثا: إعادة النظر في الأطر القانونية من خلال قوانين رادعة، فمثلا هناك قانون يلزم المتعاطي دخول السجن فلماذا لا يغير هذا القانون، فعوض أن يحكم عليه ويزج به في السجن يدخل مصحا لمعالجة الإدمان. رابعا: الوقاية والتحسيس من خلال تحفيز الجمعيات والمجتمع المدني للخوض في ميدان مكافحة ومحاربة المخدرات وإنشاء مراكز متخصصة لاستقبال الشباب في مختلف أنحاء الوطن، والإصغاء لانشغالاتهم وتحسين ظروفهم الصحية والاجتماعية، بالإضافة إلى استعمال أجهزة الإعلام للتوعية بهذه الظاهرة من خلال تجنيد كل المعنيين لمكافحتها من أطباء ومتخصصين وصحفيين وقضاة للحيلولة دون تحول البلاد من مركز عبور إلى دولة مستهلكة بالدرجة الأولى. وأبدى رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة والبحث العلمي ارتياحه الكبير للنجاح الذي حقّقته الحملة التحسيسية التي بدأت في جانفي الماضي والتي تمّ من خلالها زيارة 15 ولاية قام فيها المشاركون من شخصيات رياضية ودينية ونجوم في الفن الجزائري بتقديم محاضرات ونشاطات رياضية لإقناع المواطنين وتوعيتهم بخطورة تعاطي المخدرات، وخصوصا أن هذه الآفة منتشرة في كافة ربوع الوطن، على أن يتم مواصلة العمليات التحسيسية بباقي الولايات في الأيام المقبلة.