مراعاة المعايير والمقاييس العالمية في التّصنيع 800 مشروع استثمار بنسب تقدّم تتراوح ما بين 70 و80 بالمائة تحقيق مبدأ (رابح - رابح) للفلاح ومصنع الزيت على حد سواء كشف وزير الصناعة أحمد زغدار، الخميس، من فرجيوة بولاية ميلة، أن القطاع الصناعي العمومي قد عرف ''انتعاشا فاق 8 بالمائة خلال السنة الجارية 2022''. أوضح زغدار لدى معاينته الوحدة الإنتاجية للمدافئ المنزلية ''سوناريك'' بفرجيوة، في إطار زيارة عمل وتفقد يقوم بها إلى هذه الولاية، للاطلاع على واقع قطاعه بها، أنّ الهدف هو بلوغ نسبة انتعاش ما بين 10 إلى 15 بالمائة، وذلك وفقا لتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. وأكّد الوزير خلال تلقيه شروحات حول المنتجات التي تصنعها الوحدة الإنتاجية للمدافئ المنزلية بفرجيوة، على أنّ المنتجات الجزائرية ومنها منتجات مؤسسة "سوناريك" من مدافئ وسخانات الماء والمراجل ''منافسة ومطلوبة في الأسواق'' ما يستدعي - حسبه - فتح فضاءات تجارية دائمة حتى في دول أجنبية لتسويقها على غرار موريتانيا والنيجر والسينغال باعتبارها من الأسواق ''الواعدة'' التي يجب دخول المؤسّسات المصنعة الجزائرية إليها. كما أشار في ذات السياق، إلى وجود جالية جزائرية مقيمة في عدة دول من العالم تطلب المنتوج المحلي. وشدّد الوزير بالمقابل على مراعاة المعايير والمقاييس العالمية في التصنيع، مؤكدا على مرافقة الدولة من خلال محاربة الغش والمنافسة غير الشريفة، كما أبرز جهود التنسيق مع وزارة التجارة وترقية الصادرات ومصالح الجمارك لاستحداث مخابر مراقبة الجودة وتفعيلها على مستوى الموانئ لضمان دخول منتجات مطابقة. كما حثّ الوزير على إتقان العمل مع مواصلة البحث ومواكبة التطورات "تلبية لرغبات المستهلكين لإرضائهم وضمان التواجد والاستمرارية في الأسواق". كما دعا زغدار القائمين على هذه المؤسسة الاقتصادية لتحقيق وتسيير الصناعات المترابطة التي تتبع لها وحدة إنتاج المدافئ المنزلية بفرجيوة على رفع قدراتها الإنتاجية لتلبية الطلب على منتجاتها مع الالتزام بمعايير الأمان، وفي مقدمتها كاشف الانبعاثات الغازية الذي شدّد على أنّه "إلزامي في مختلف المنتجات حفاظا على الأرواح"، داعيا إلى العمل مع المؤسسات الناشئة لتصنيعه محليا وضمان وفرته في السوق. ودعا وزير الصناعة أحمد زغدار المستثمرين إلى المساهمة مع السلطات المحلية في التكفل بأشغال ربط مناطق النشاطات والمناطق الصناعية بمختلف الشبكات. وأكّد الوزير في تصريح للصحافة بمنطقة النشاطات 32 هكتارا بشلغوم العيد، أين عاين وحدة لإنتاج الدهان ومواد صيانة السيارات، وسلم 12 رخصة استغلال لمستثمرين وذلك في إطار زيارة عمل وتفقد قام بها إلى ميلة أن مشاركة المستثمرين من خلال تمويل عمليات الربط بمختلف الشبكات الخاصة بالمناطق الصناعية ومناطق النشاطات ''سيسرع وضع الاستثمارات قيد الخدمة، وذلك في إطار تركيبه مالية بين أصحاب المشاريع والسلطات المحلية للولايات والبلديات''. كما أبرز زغدار ''حرص الدولة على مرافقة المستثمرين وتذليل العقبات التي تواجههم''، مشيرا إلى أنّ قطاعه يحصي حاليا ما يزيد عن 800 مشروع استثمار على المستوى الوطني بنسب تقدم تتراوح ما بين 70 و80 بالمائة يجري العمل على دعمها ومرافقة أصحابها حتى تتجسد على أرض الواقع، وذلك عملا بتوجيهات رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، التي "أعطت ديناميكية وسمحت بإزالة مختلف العراقيل التي كانت تعيق الاستثمار". وأبرز وزير الصناعة بالمناسبة أنه يتعين اليوم على المستثمرين "رفع نسبة الإدماج''، مضيفا بأنّ "الجزائر أصبحت اليوم قطبا بمنظومتها القانونية الاستثمارية وإمكاناتها ومقوماتها التي ستسمح بالانتقال إلى مرحلة إرساء صناعة حقيقية بدلا من الاستيراد والتركيب". وعاين زغدار رفقة والي ميلة مصطفى قريش في ختام زيارته المنطقة الصناعية الجديدة ''بوقرانة'' بشلغوم العيد التي تتربع على 247 هكتارا، حيث تلقى شروحات حول الأشغال الجارية لتهيئتها وكذا الاستثمارات التي ستتجسد بها في الصناعات الغذائية والكيميائية والصناعة الثقيلة. مصنع جيجل مصدّر لزيت المائدة أكّد وزير الصناعة أحمد زغدار الخميس من ولاية جيجل، أنّ دخول مصنع ''كتامة آقري فود'' لإنتاج الزيوت الغذائية مرحلة الإنتاج سيكون ''نهاية 2023 ليجعل من الجزائر بلدا مصدرا لزيت المائدة". وأوضح الوزير، خلال معاينته لهذا المشروع الذي يقع بمنطقة بازول داخل ميناء جن جن (جيجل)، وذلك في إطار زيارة عمل وتفقد إلى هذه الولاية، أن هذا المشروع ''الواعد'' سيسمح للجزائر بأن تكون "بلدا مصدرا لزيت المائدة بالنظر لامتلاكنا لكل المقومات لتحقيق ذلك". وذكر وزير الصناعة بأنّ رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قد أكّد خلال إشرافه على افتتاح الطبعة 30 لمعرض الإنتاج الجزائري بقصر المعارض بالجزائر العاصمة، على ''ضرورة تقليص التبعية في مجال زيت المائدة، والذهاب إلى التصدير''. وأبرز الوزير أنّه بدخول هذا المصنع مرحلة الإنتاج ''نهاية 2023''، إضافة إلى دخول متعامل خاص مرحلة الإنتاج خلال الثلاثي الثاني من نفس السنة، ''ستتمكّن الجزائر من تحقيق الاكتفاء الذاتي من مادة زيت المائدة لتتجه للتصدير نحوالدول المجاورة وكذا الدول الإفريقية''. وأرجع زغدار سبب تمديد آجال استلام المشروع إلى غاية ''نهاية 2023'' بعد أن تمّ الإعلان عن موعد سابق في ''نهاية 2022''، إلى أن فتح ملف المصنع الذي تم استرجاعه لصالح الدولة بعد قرار من العدالة كشف عن "وجود تراكمات ومخلفات مع عدد من المتدخلين من جنسيات مختلفة، وتمت مفاوضات طويلة من أجل الحفاظ على حقوق الدولة وحماية الاقتصاد الوطني نتيجة لتضخيم الفواتير في السابق، وكذا حجز المعدات بالموانئ، وغيرها من الأمور التي أدت إلى تأخر الآجال المعلن عنها سابقا". من جهة أخرى، ألحّ زغدار على ''أهمية انخراط المصالح الفلاحية في دعم هذا المشروع من خلال تحسيس الفلاحين بأهمية الانطلاق في زراعة الصوجا، المادة الأولية التي تدخل في إنتاج الزيت للمصنع حتى يكون هناك تكاملا وتحقيق مبدأ (رابح - رابح) للفلاح والمصنع على حدّ سواء''. وتقدّر الطاقة الإنتاجية لهذا المصنع ب 2 مليون و160 ألف طن سنويا، منها 20 بالمائة عبارة عن زيوت نباتية و80 بالمائة أعلاف للحيوانات، استنادا للشروحات التي قدّمت بعين المكان. وستسمح الكميات التي سيتم إنتاجها بعد دخول المصنع مرحلة الإنتاج بتلبية 40 بالمائة من الاحتياجات الوطنية من الزيوت النباتية، و60 بالمائة من الاحتياجات من أعلاف الحيوانات، فضلا عن استحداث 350 منصب عمل مباشر و2500 منصب آخر غير مباشر، حسب ما تضمّنته الشروحات التي قدمت حول المصنع. ومن ناحية أخرى، عاين وزير الصناعة مشروع تحويل الخضر والفواكه وزيت الزيتون الذي يعتبر ثمرة شراكة بين مجمعين عمومين "أغروديف" بنسبة 60 % و«مدار" بنسبة 40 %، ويدخل في إطار إعادة بعث المؤسسات العمومية المتوقفة. وقد حثّ زغدار على ''تسريع وتيرة إنجاز المشروع ودخوله مرحلة الإنتاج نهاية السداسي الأول من السنة المقبلة، لما له من أهمية على الصعيدين المحلي والجهوي".