تنظم جامعة الجزائر 3، الثلاثاء المقبل، الملتقى الوطني الموسوم ب «إدارة الهوية الرقمية وإشكالات السمعة والخصوصية والاختراق»، بكلية علوم الإعلام والاتصال، ويتمحور هذا الملتقى حول مواضيع هامة بتأطير من دكاترة وأساتذة مختصين من مختلف جامعات الوطن، تتعلق حول السيادة الرقمية والتحول الرقمي، فضلا عن ما يدور في فلك المنصات الاجتماعية من اختراق ومحاولة اقتناص الفرص، وجعله منبرا لكل الشائعات والأكاذيب الملفقة ودوره في استهداف الأمن القومي الوطني، وهذا في إطار محاولة الجامعة الدخول على الخط والقيام بدور مهم في التصدي لكل المحاولات التي تستهدف ضرب استقرار الجزائر في إطار حروب الجيل الرابع، انطلاقا من تحديات الأمن المعلوماتي ومخاطرها على ضوء المعطيات المتوفرة على أرض الواقع. تفتح كلية الإعلام والاتصال بجامعة الجزائر، النقاش أمام الطلبة، بصفتهم «جنود الإعلام « في المستقبل وحاملي مشعل الدفاع عن الوطن، حول الأمن الالكتروني والحروب السيبرانية، خاصة مع تنامي هواة الاختراق سواء للمؤسسات الرسمية أو مواقع التواصل الاجتماعي عن طريق تسخير صفحات خاصة تُدار من خارج أسوار الوطن غايتها دنيئة ومعروفة وهي خوض حرب الكترونية ضد البلاد. التحول الرقمي والهوية الرقمية ولهذا سيكون هذا الملتقى ملما بكل هذه المواضيع ويفتح النقاش واسعا أمام هذه المخاطر، من خلال تنظيم ورشتين، تتعلق الأولى بالهوية الرقمية وكل التحديات التي تواجه ذلك بما فيها دورها في حماية الأمن المعلوماتي، حيث عُنونت المداخلة الأولى ب «الحضور الهوياتي المشرّع للفاعل المؤسساتي، والعائق الافتراضي، مقارباتية في الأنباء، فيما تتمحور المداخلة الثانية حول «السيادة الرقمية والتحول الرقمي التحديات والحلول الهيكلية، وتحمل المداخلة الثالثة عنوان « الهوية الرقمية.. الفرص ومخاطر الاستخدام. وتحت عنوان «اختراق الخصوصية بأسماء مستعارة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تلخص المداخلة الرابعة، وتتعلق المداخلة الخامسة ب «الحلول الرقمية الإبتكارية في مجال حماية الهوية والخصوصية والأمن السيبراني أثناء كوفيد 19» . الشبكات المعلوماتية العملاقة وبرنامج «بيغاسوس» أما الورشة الثانية، فستعرف هي الأخرى خمس مداخلات تتمحور حول عدة مواضيع، أهمها التعدي على الخصوصية وتحديات الأمن المعلوماتي، الشبكات المعلوماتية العملاقة على الويب والدولة.. تحديات السيادة الرقمية، فضلا عن مسألة الهوية في عالم متصل افتراضيا، وتختتم بمداخلة حول «انتهاك حق الخصوصية في العصر الرقمي دراسة تحليلية لبرنامج «بيغاسوس». فيما سيُخصص الملتقى جلستين علميتين تتناولان عدة مداخلات أهمها «الصورة في البيئة الرقمية من إيديولوجيا الاستعراض إلى الكوجيتو الرقمي»، إلى جانب موضوع «بناء الهوية الافتراضية لدى الشباب في ظل البيئة الرقمية، وتوظيف «الأفاتار» كهوية في الفضاءات الرقمية، الرهانات والتحديات، وبناء الهوية الإفتراضية مع قضايا الخصوصية المعلوماتية في ضوء سياسة شبكات التواصل الاجتماعي»، ناهيك عن موضوع، « الصورة وبناء الهوية الرقمية بين الحقيقة والوهم في العوالم الموازية». اختراق المؤسسات الاقتصادية والهوية الرقمية للمرأة وفي هذا المنحى، سيُفتح النقاش كذلك حول «الأمن المعلوماتي واختراق خصوصية المؤسسات الاقتصادية، فضلا عن « الهوية الرقمية للمرأة على شبكات التواصل الاجتماعي... رؤية تحليلية نقدية». وسيشرف على هذا الملتقى دكاترة الإعلام في الجزائر، على غرار الدكتور أحمد عظيمي، والدكتور نصر الدين العياضي، والدكتور صالح بن بوزة وبلقاسم بن روان، محمد لعقاب، طاهر بصيص العيد زغلامي، صبيات نصيرة، صونية عبديش، عبد الحميد ساحل، الحاج سالم عطية، وغيرهم من نخبة الدكاترة في هذا المجال، ليُختتم بتوصيات تقدم الى الجهات المعنية والسلطات العليا في البلاد، كاجتهاد من الجامعة الجزائرية في هذا الوقت التي تنتشر فيه حروب الجيل الرابع، التي لا تعتمد على السلاح والجيوش، بل يتم الاعتماد فيها على الإعلام، الاقتصاد، الإنترنت والهجمات السيبرانية والمنصات الاجتماعية. مشهد إعلامي مغاير قريبا .. كما يأتي تنظيم هذا الملتقى، في وقت تؤكد الحكومة على ضرورة تجند وسائل الإعلام بجميع أنواعها الثقيلة المرئية والسمعية، المكتوبة وخاصة الإلكترونية، لمواجهة الحرب الالكترونية التي تعترض الجزائر والتجند للدفاع عن وحدة البلاد، ومن محاولات اختراق الهوية الوطنية وضرب أصالة وعراقة الجزائريين. خاصة وأن ميلاد قانون خاص بالصحافة الالكترونية على الأبواب، ليعزز المشهد الإعلامي الى جانب تعديل قانون الإعلام والصحافة المكتوبة والسمعي البصري، الذي يشمل أيضا كل هذه التوجهات الجديدة والمتغيرات المتسارعة في القطاع تجسيدا لمخططات الدولة في حماية الأمن المعلوماتي والقومي الجزائري. ولا تتوقف الأجهزة الأمنية في الجزائر من صدّ مختلف الهجمات السيبرانية يوميا، حيث سبق لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون أن دعا بمناسبة يوم الصحافة الوطنية، كل الصحفيين إلى «بذل المزيد من الجهود لاكتساب أدوات التحكم في المناهج والمعارف التي تسمح لهم بالتصدي لحروب الجيل الرابع التي تستهدف البلاد والتصدي لكل المخططات التي تحاك ضدها. وقال «إننا بحاجة إلى المزيد من الجهد لاكتساب أدوات التحكم في المناهج والمعارف للتصدي لحروب الجيل الرابع الهادفة إلى النيل من الجزائر.. وهي حروب تندرج ضمن مخططات متعددة الأوجه والأطراف، تستهدف بلادنا في أصالتها وهويتها المتجذرة في عمق التاريخ وتمعن في حبك المؤامرات الرامية إلى التأثير على انطلاقة الجزائر الجديدة، المصممة على استعادة دورها الريادي إقليميا ومكانتها المستحقة في المحافل الدولية. ونبه الرئيس إلى أطراف التآمر على أرض الشهداء التي تعددت وجندت أساليب الجوسسة والحرب السيبرانية المركزة وعملت على الإساءة إلى تاريخ الأمة وذاكرتها، لكنها كلها محاولات يائسة ستجهضها الجزائر باستماتة واقتدار ويقظة جميع الجزائريات والجزائريين. ليشدد الرئيس على أن « بنات وأبناء قطاع الإعلام الوطني سيساهمون فيها باحترافيتهم العالية والتزامهم الراسخ، وهم يتصدون بوعيهم الوطني لأكاذيب وتضليل عرابي الحرب السيبرانية القذرة والمهيكلة ولعملائهم المنساقين إلى التورط في الإساءة إلى الجزائر الشامخة بتجنيد مواقع إلكترونية انغمست في وحل خيانة الوطن والأمة».