أكثر من 130 مترشحا لجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية نشط الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، ندوة صحافية بمقر المؤسسة العمومية للتلفزيون، تطرق فيها إلى حيثيات الاحتفالات الرسمية برأس السنة الأمازيغية المصادف ل 12 يناير، والتي تحتضنها غرداية تحت شعار «يناير يجمعنا في جزائر واحدة موحدة». وستتضمن هذه الفعاليات الإعلان عن الفائزين بالطبعة الثالثة من جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، التي بلغ عدد المترشحين لنيلها 132 مترشحا. كشف الأمين العام للمحافظة السامية للأمازيغية، سي الهاشمي عصاد، خلال ندوة صحافية أمس الإثنين، عن حيثيات الاحتفالات الرسمية ب»يناير» رأس السنة الأمازيغية 2973، المصادف ل 12 جانفي الجاري، والتي تحتضنها ولاية غرداية. وستتضمن هذه الفعاليات الإعلان عن الفائزين بجائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، التي تشمل أربع فئات: اللسانيات، والأدب المعبر عنه بالأمازيغية والمترجم إليها، والأبحاث في التراث الثقافي الأمازيغي غير المادي، والأبحاث العلمية والتكنولوجية والرقمية. وتضم كل فئة ثلاث جوائز، تبلغ قيمة الجائزة الأولى منها مليون دج. وحسب عصاد، فإن عدد الأعمال المرشحة لنيل جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، في طبعتها الثالثة، بلغت 132 عملا، ينتقى من بينها 12 عملا «من الأعمال الجديرة بالتتويج». واعتبر عصاد أن هذه السنة الجديدة سانحة لتقييم العمل المنجز، خاصة وأن المحافظة السامية للأمازيغية تتكفل بترقية هذه اللغة الوطنية «بشكل هادئ ومتدرج». أما ما أنجز السنة الماضية فيتسم بأولوية البعد الأكاديمي والتعامل بمعطيات الميدان مع التركيز على الطابع الوطني. ونشاطات المحافظة هي أساسا علمية وبيداغوجية وتكوينية، وقد تجسدت كاملة بالشراكة مع العديد من المؤسسات الحكومية والمجتمع المدني. وبالعودة إلى رأس السنة الأمازيغية، فقد تم التذكير بأن «يناير» عنصر هوياتي وتاريخي وتراثي، يندرج ضمن مشروع حضاري وطني متكامل، في إطار الثلاثية الدستورية: الإسلام، العروبة، الأمازيغية. وفي هذا السياق، وقع الاختيار على أن يكون شعار احتفالات هذه السنة «يناير يجمعنا في جزائر واحدة موحدة». كما أن «يناير» برمزيته الاحتفالية، يعكس مدى تجذر الثقافة الوطنية عبر التاريخ، خاصة وأن فعاليات هذه السنة ترتبط بستينية الاستقلال. أما حضور الحرس الجمهوري في هذه الفعاليات، فمن شأنه أن يبرز، مرة أخرى، «تلك الرابطة القوية والمتينة الموجودة بين مؤسسة الجيش الوطني الشعبي والشعب المتشبع بوطنيته (...) والاعتزاز بالانتماء للأمة الجزائرية العريقة في كنف التعايش معا في سلام.» ومن المنظور السياسي، فقد كرست الفقرة الرابعة من ديباجة الدستور الجزائري والمادة الرابعة منه البعد الأمازيغي، وفي ذلك دليل على «اهتمام صادق وصريح توليه الجزائر الجديدة للأمازيغية كمكون أصيل.» وستعرف الاحتفالية إسهام 220 مشاركا من خارج ولاية غرداية، و5 إصدارات جديدة بهذه المناسبة، و17 محاضرة في إطار ملتقى «الأمازيغية والتراث المخطوط»، و19 جناحا مهيئا لاستقبال مختلف المعارض، كالصناعات التقليدية والكتاب والوسائط السمعية البصرية والفنون التشكيلية، وذلك على مستوى فضاء قاعة دار الشباب «الأمير عبد القادر» بغرداية، إلى جانب استعراض شعبي بمشاركة الحرس الجمهوري والحماية المدنية. وحسب برنامج التظاهرة، الذي حصلنا على نسخة منه، سيتم تدشين واجهة مطار غرداية المدونة باللغتين الوطنيتين، وتنطلق مراسم الاحتفالات الرسمية يوم الأربعاء 11 جانفي، ومن ضمنها ندوة علمية حول البعد الثقافي والتاريخي لعيد يناير، ينشطها كل من الحاج أوحمنة دواق، الأستاذ بجامعة قسنطينة، ومحمد الهادي حارش، الأستاذ بجامعة الجزائر 3، وفريد بن رمضان، الأستاذ بجامعة بومرداس، فيما ينشط سي الهاشمي عصاد ندوة صحافية على مستوى قاعة المحاضرات لمتوسطة وريدة مداد. كما تمت برمجة زيارة معاينة للورشات الموجهة لتلاميذ أقسام الأمازيغية من تاشتة زقاغة (عين الدفلى)، بوسمغون (البيض) وغرداية، وكذا درس نموذجي حول عيد يناير، ونشاط معمم على مختلف مدارس ولاية غرداية بالتنسيق مع مديرية التربية الوطنية. أما الخميس 12 جانفي، فيشهد إمضاء اتفاقية شراكة وتعاون بين المحافظة السامية للأمازيغية وجامعة غرداية، يليه يوم دراسي حول «اللغة الأمازيغية في التراث المخطوط»، يتضمن أربع محاور، أولها «الدراسة اللسانية للغة الأمازيغية المستخدمة في المخطوطات»، وثانيها «تحليل أصناف الخطاب الوارد في المخطوطات» (الخطاب الديني، القانوني، التاريخي...) وثالثها «تحليل مضمون النصوص الدينية الأمازيغية المخطوطة» (الجانب اللساني، المضمون الفقهي، التاريخي...) أما المحور الرابع فيتعلق ب»علاقة التراث بالمخطوط المدون باللغة الأمازيغية وسبل الحفاظ عليه وتثمينه.» وتختتم فعاليات هذا اليوم، والاحتفالية عموما، بتسليم جائزة رئيس الجمهورية للأدب واللغة الأمازيغية، وذلك على مستوى قاعة المحاضرات بجامعة غرداية.