لم تحتكر القائمة الموسعة للمنتخب الوطني الخاصة لكأس إفريقيا 2013 واجهة الأحداث بشكل كبير، عندما أعلن عنها في بحر الأسبوع الماضي المدرب الوطني هاليلوزيتش، كونها قائمة موسعة ووضع فيها تقريبا كل اللاعبين الذين تم استدعاؤهم في المدة الأخيرة، سواء المحليين أوالمحترفين .... ويمكن القول أن منطق القائمة الأولية التي يتم إرسالها للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم تعتمد على توسيع عدد اللاعبين الذين سوف يتم انتقاء ال 23 لاعبا الذين سيخوضون المنافسة، وبالتالي فإن المدربين يضعون كل احتياطاتهم في هذه القائمة لعدم الوقوع في مفاجآت غير سارة .. وهذا بوجود أسماء مضاعفة في كل المناصب، أين يكون الخط بالنسبة للاعب الذي يوجد في لياقة ممتازة ويلعب باستمرار مع ناديه. تراجع في المبادئ ؟ لكن يبدو أن هذه المواصفات الأخيرة لن تكون بالضرورة لدى اختيارات هاليلوزيتش، الذي بالرغم من أنه قال في ندواته الصحفية الأولى حين تم تعيينه أنه لن يستدعي اللاعب الذي لا يشارك مع ناديه أبدا، إلا أن حقيقة الميدان فرضت عليه أمورا تعكس تماما ما قال، وهو مضطر في كأس إفريقيا القادمة الإعتماد على لاعبين ليس لهم نادي ولا يلعبون باستمرار، على غرار الحارس مبولحي الذي يتدرب فقط، ومدحي لحسن ورفيق حليش ومصباح .... هذه الوضعية فرضتها عدة أمور لم تكن في صالح »الخضر« في المدة الأخيرة، كون أعمدة المنتخب الوطني لم تجد ضالتها في أنديتها، وفي العديد من الأحيان اضطر »الكوتش« إلى الإستنجاد باللاعبين المحليين لتغطية العجز؟! والسؤال الذي يطرحه الشارع الرياضي الجزائري يدور حول النسبة التي يمكن أن يعتمد عليها هاليلوزيتش فيما يخص عدد اللاعبين المحليين، في الوقت الذي أعلنها صراحة أنه غير راض على مردود البعض منم بعد مباراة البوسنة، التي كشفت له بعض الأشياء، رغم الظروف التي لعبت فيها. فبالرغم من أن هاليلوزيتش أعطى الثقة للاعبين شبان على غرار بن موسى وبلكالام، إلا أنه تراجع في هذا الأمر وأكد أنه سيعتمد على الخبرة في جنوب افريقيا ... وهنا كانت نقطة التحول الكبيرة في رؤية المدرب الوطني ... مما قدم هذه الوضعية التي تشكل منعرجا حاسما للتشكيلة التي سنراها في بلاد مانديلا بعد أسابيع قليلة. شاوشي ... انتظار ما بعد »الكان« فالمدرب الوطني سوف ينتظر بشغف كبير عودة المصابين إلى مستواهم مع أنديتهم لتحديد القائمة النهائية يوم (9) جانفي القادم، خاصة وأن الطاقم الفني سوف لن تكون له فرصة أخرى لجمع اللاعبين وإقامة مباراة ودية، بعد »تضييع« هذه الرؤية في نوفمبر الماضي. والشيء المؤكد أن منصب حراسة المرمى لن يخرج عن الرباعي ( مبولحي - دوخة - زماموش - سيدريك)، أين يكون للإسمين الأولين حظوظ كبيرة للتواجد في القائمة النهائية كونهما لعبا المقابلات السابقة ... في حين أنه بالرغم من المستوى الكبير الذي قدمه شاوشي، إلا أن الباب أغلق في وجهه، وسوف ينتظر ما بعد كأس إفريقيا إذا حدث وأن أعيد استدعاءه إلى صفوف »الخضر«. في حين أن الدفاع سيتغير كذلك بوجود لاعبين جدد في هذه المنطقة التي لم تكن مستقرة في الأشهر الأخيرة بسبب إصابة بوقرة واعتزال عنتر يحيى ... لذا فإن عودة حليش قد تعطي الشيء الذي ينتظره هاليلوزيتش، الذي قد يشكل به ثنائيا مع كارل مجاني ... هذا الأخير الذي يبدو في أول القائمة بالنظر لما يقدمه وبطريقة مستمرة. بينما وسط الميدان، سيكون هاليلوزيتش أمام اختيارات كبيرة وليس لديه مشاكل في هذا الجانب بسبب وجود عدد معتبر من اللاعبين الذين بإمكانهم شغل المناصب الموجودة. لكنه سيعطي الأولوية للخبرة التي يتمتع بها كل من لحسن وقديورة ولموشية الذي سيضيف لهم المتألقين فغولي وقادير وبودبوز في كل المناصب المتعلقة بالوسط ... بينما يشغل الهجوم كل من جبور وسليماني وسوداني وعودية وجابو، الذين سوف يتنافسون على رقمين في كل مباراة ... لذا فإن هاليلوزيتش، رغم أننا لاحظنا أنه في »ورطة«، إلا أن الأمور قد تتحسن في الأيام القادمة كونه أخذ احتياطات كبيرة في القائمة الموسعة، خاصة أنه وضع فيها فرضيات وجود بلفوضيل وغولام اللذان قد لايشاركان، لا سيما بلفوضيل الذي أعلن صراحة أنه سيركز على ناديه بارما في الوقت الحالي ... المحليون ... على خطى سليماني لكن معرفتنا الجيدة لهاليلوزيتش ورؤيته المستقبلية، فإنه بهذه القائمة يحضر بدون شك للمقابلات التي ستعقب كأس افريقيا، وهي تصفيات المونديال أين يحتاج للاعبين آخرين قد يعطون الإضافة الضرورية للهدف القادم »للخضر«، لاسيما اللاعبين المحليين الذين ينتظرون فرصتهم كالتالي استغلها سليماني لفرض وجوده، ونعني بهم كودري وحشود وقاسمي وجاليت وبولمدايس، الذين بالرغم من أن حظوظهم ضئيلة للتواجد في قائمة ال 23، إلا أن ذلك لا يمنعهم من الإحتفاظ بمعنويات مرتفعة كونهم في القائمة الموسعة للمنتخب