هل يمكن تقييم المباراة التحضيرية التي أجراها المنتخب الوطني يوم الأربعاء الماضي أمام نظيره البوسني بصفة منطقية أولا؟ ذلك هو السؤال الذي ما فتئ يطرحه الاختصاصيون على مدار الساعات التي اعقبت اللقاء، بالنظر للوضعية الخاصة التي عاشها لاعبونا على أرضية الميدان، والتي لم تكن منتظرة من طرف المدرب وحيد هاليلوزيتش الذي أراد اختتام التربص بصفة جيدة واعطاء النقاط لكل واحد من اللاعبين الذين بامكانهم المشاركة في الدورة النهائية لكأس إفريقيا للأمم المقررة في جانفي القادم بجنوب إفريقيا. ففي الوضع الحالي يمكن القول أن الناخب الوطني سيكون في وضعية حرجة لاخراج القائمة النهائية ل23 لاعبا الذين سيمثلوننا في العرس القاري، بحكم عدم وجود تواريخ أخرى تعطيه الفرصة لاعداد تشكيلته كون الرزنامة لا تقترح تاريخا آخر »فيفا« الى غاية شهر جانفي القادم وعلى بعد أيام فقط من انطلاق الدورة.. وبالتالي على هاليلوزيتش متابعة اللاعبين فرادا للحكم على مردود كل واحد منهم. وتبدو الأمور غير مستقرة تماما منذ فترة، والتي أثرت حقا على التركيز الذي أبداه المدرب البوسني منذ توليه المنصب. حلول ضيقة.. فالاصابات المتتالية لعناصرنا الوطنية انقذت التوازن الذي سارت عليه التشكيلة في الأشهر الماضية، وبدا واضحا من خلال اللقاء الودي الذي جرى يوم الأربعاء الماضي أن الناخب الوطني حاول » سد ثغرات« في بعض المناصب وتجريب لاعبين قادرين على تعويض المصابين.. لكن دون أن يكون الاختيار واسعا، والذي يتمثل في ايجاد حلول على المستوى المحلي فقط، لأن القوانين لا تسمح استدعاء المحترفين في أوروبا في آخر لحظة. وبالتالي، وحسب رأي كل الذين تابعوا مباراة الجزائر البوسنة، ورغم تلك »المهزلة« التي كان بطلها أرضية الميدان، إلا أن امكانيات بعض اللاعبين كانت واضحة حتى في الأوضاع الصعبة، خاصة بالنسبة لمنصب ظهير أيسر أين شد اللاعب بن موسى الأنظار بلياقته البدنية المميزة وامكانياته الفنية.. وبما أن اللاعب الأساسي في هذا المنصب مصباح يعاني من اصابة وغاب عن العديد من مقابلات ناديه منذ انطلاق الموسم، فإن الحل قد يكون لاعب اتحاد العاصمة، خاصة وأن حتى كادامورو يعاني من اصابة.. لذا فإن الفرصة كانت حقا مواتية لبن موسى لحجر مكانه ربما في قائمة ال 23.. كما أن وسط الدفاع عرف استقرار واضحا بالثنائي مجاني بلكالام، لاسيما هذا الأخير الذي كانت له مهمة كبيرة جدا، وهي عدم ترك لدزيكو مساحات كبيرة والتصدي لمحاولاته.. وفعلا، فإن مدافع شبيبة القبائل وقف الند للند أمام مهاجم مانشيستر سيتي، الذي لم يجد ضالته أمام حنكة بلكالام، والذي أضاف تلك القوة التي كنا ننتظرها في الدفاع، وبدأ الانسجام يتحسن مع مجاني، الذي حافظ على مردوده الطيب الذي يقدمه منذ عدة أشهر. دوخة.. إرتياح وكانت الأمور منحصرة في مركز حارس المرمى عند نقطة واحدة اسمها »مبولحي« مند مدة طويلة، كون هذا الحارس أضحى رقم واحد ويقدم مستوى كبير باستمرار منذ المونديال الماضي.. وبالرغم من أنه لا ينتمي الى أي فريق فإنه حافظ على مستواه.. لكن في المدة الأخيرة طالت مدة عدم لعبه لأي فريق، فكانت الفرصة مواتية لحارس اتحاد الحراش دوخة... الذي كان ضمن أحسن الأمثلة في مباراة البوسنة، حيث تصدى بأعجوبة لعدة محاولات كانت واضحة، وبالتالي أعطى حلولا لهاليلوزيتش، الذي يكون قد اطمأن على هذا المنصب في حالة عدم وجود حلول لمبولحي، وفي نفس السياق قدم منافسة جديدة تدفع كل واحد الى بذل مجهودات أكبر لشغل المنصب. في حين أن الهجوم، وبما أن الظروف كانت صعبة لمداعبة الكرة بصفة جيدة، فإن الأمور لم تكن واضحة بالنسبة لأغلب المهاجمين الذين لعبوا يوم الأربعاء ماعدا عودية الذي أثبت مهارته في المناورة وخلق مساحات لنفسه ولزملائه، الذين كادوا أن يصلوا الى مرمى المنافس.. بالاضافة الى الدخول الموفق لساعد تجار، الذي يجد دائما ضالته في الفريق الوطني بفضل امكانياته الفنية. وربما، بالرغم من الشيء القليل الذي ظهر في مباراة يوم الأربعاء، فإن»الكوتش وحيد« له نظرته في القائمة التي سيحددها في الأسابيع القليلة القادمة، على ضوء الظروف الصحية للاعبين والمردود الي يقدمونه، خاصة وأن الوجوه الجديدة التي تمنى وضعها في القائمة توجد في »دائرة التردد« على غرار بلفوضيل، الذي صرح مؤخرا أنه لا يمكنه المشاركة في كأس افريقيا بسبب التزاماته مع ناديه بارما.. في حين أن براهيمي لم يحدد بعد وجهته، بالرغم من المستوى الكبير الذي يقدمه مع نادي غرناطة.