وصف كل المعنيين التربص الأخير للفريق الوطني، بأنه ناجح الى أبعد الحدود، بالرغم من عدم إجراء المباراة الثانية الودية أمام المنتخب الكاميروني، حيث أن المدرب هاليلوزيتش تمكن من القيام بكل البرنامج الذي أعده والمراحل التي تخللته والهدف المسطر من هذا المعسكر، خاصة وأنه عاين جل اللاعبين الذين كانوا حاضرين في التربص، سواء في التدريبات أوالمقابلة الأولى أمام تونس والمقابلة التطبيقية لتشكيلتين مختلفتين «للخضر».. وهذا هو الهدف الرئيسي الذي تحدث عنه المدرب الوطني طيلة الندوات الصحفية التي نشطها منذ عدة أسابيع والتي أشار فيها الى أن الفترة الحالية هي تجريب أكبر عدد من اللاعبين الدوليين للوصول الى ضبط القائمة الرئيسية المعنية بالإقصائيات القادمة لكأسي افريقيا والعالم. فالمخطط الذي وضعه الطاقم الفني يسير بصفة عادية، أين يواصل هاليلوزيتش متابعة كل اللاعبين، وتحوله الى قطر هذا الأسبوع لمعانية كل من زياني وبوقرة وبلحاج لدليل على حرصه الوقوف على كل صغيرة وكبيرة عن تعداده، لتجنب أي خلل في عمله، وعدم إعطاء الفرصة للاعب لا يستحق فعلا تقمص الألوان الوطنية. وأكدت بعض المصادر أن المدرب الوطني سيعاين كذلك اللاعب بوضياف والعائد مؤخرا الى الميادين المايسترو مراد مغني. كما أن الرحلة القادمة لهاليلوزيتش ستكون المغرب أين بامكانه الوقوف على مدى جاهزية عناصر من فريقنا الأولمبي المشارك في الدورة النهائية لتصفيات الأولمبياد للإرتقاء الى المنتخب الوطني الأول، خاصة وأن هاليلوزيتش هو الذي “ إكتشف” بونجاح الذي يصنع حاليا أفراح الشباب المدرب آيت جودي، وقد يكون ضمن تعداد “ الخضر “ في المستقبل القريب. عنتر يحيى وبلحاج يعيدان المنافسة.. ولحسن يبهر ولعل الأمور التي شدت الرأي العام الرياضي تلك المتعلقة بمردود اللاعبين خلال هذه الفترة التي قضوها في الفريق الوطني وكانت لنا الفرصة لرؤيتهم في مناسبتين، حيث أنه في خانة الأمور المريحة، فقد أسعدنا برؤية قائد المنتخب الوطني عنتر يحيى يعود الى مستواه وبقوة، وكونه لعب بشكل مقنع أمام تونس واستعاد كل إمكانياته في المباراة الثانية.. فقد كان لاعب النصر السعودي أحسن لاعب للفريق الوطني.. رغم أنه مر بفترة صعبة في الأشهر الماضية، وتحمّل انتقاذات كبيرة بالنسبة لتدني مستواه بعد مباراة المغرب. وكان عنتر يحيى خلال الندوة الصحفية التي سبقت التربص، أشار الى أنه يعمل بجد للحفاظ على مكانته في المنتخب الوطني، والقرار الأخير يعود لهاليلوزيتش، فبفضل خبرته الكبيرة واسترجاعه لإمكانياته أعطى الثقة الكاملة للطاقم الفني لمواصلة مشواره بجد مع »الخضر«.. كما أن زميله في نادي السد القطري نذير بلحاج، ظهر بمردود طيب ومعنويات عالية بعد التتويج بكأس رابطة الأندية الآسيوية، ذلك أن هذا اللقب أعطاه ثقة أكبر لاسترجاع امكانياته، بعد »الندم« نوعا ما في أول الأمر عن تضييع فرصة مواصلة مشواره في أوروبا.. فمع مرور الوقت أعطى لكل المتتبعين الرؤية الواضحة لإختياره اللعب في البطولة القطرية.. وبالتالي، فإن مركز ظهير أيسر أصبح في الميزان مجددا بين مصباح وبلحاج. أما في وسط الميدان، فقد تمكن لاعب خيتافي مدحي لحسن من خطف الأضواء، حيث كان عنصرا مهما في خطة المدرب الوطني، أين اعطى لوحات جميلة من إمكانياته الكبيرة.. فالدور الذي قدم له أصبح منسجما مع امكانياته، كونه لا يكتفي باستعادة الكرة وإنما في الانطلاق في الحملات المعاكسة من خلال التمريرات الطويلة الى المهاجمين.. وهذا عكس ما كان عليه في السنة الماضية، أين تساءلنا كثيرا عن مردوده، رغم أنه يلعب في “الليغا الإسبانية”. سوداني.. مفتاح مهم!! في حين أن »المنتوج المحلي« كان إكتشاف هذا التربص، فإلى جانب سوداني الذي رأيناه لأول مرة في مباراة دولية كأساسي، أين صنع الفرجة والفعالية في نفس الوقت من خلال أدائه أمام تونس وتهديفه في المباراة التطبيقية، فإن الأضواء سلطت كثيرا على لاعب شباب باتنة بوشوك، الذي حجز مكانه في التعداد الموسع لهاليلوزيتش، وأعطى ثقة كبيرة للاعبين المحليين وقدراتهم.. ذلك أن اختيار المدرب الوطني لم يكن بدون نتائج.. فالمردود الطيب لهذا المهاجم سيزيد من المنافسة على المناصب في الخط الأمامي.. ومن جهة أخرى، كان اللاعب غيلاس في الأشهر الماضية خارج الحسابات، ولم تقدم له حتى الدعوة للمشاركة في التربصات، لكن عودته الى التهديف مع نادي ريسمس الفرنسي دفع المدرب الوطني الى إعادته للتشكيلة، وحسن إستغلاله في »الموقع« الذي نحتاجه فيه، وهو الهجومات المعاكسة والانطلاق بالكرة من بعيد للوصول الى الهدف، أو تمرير أوالتمركز الجيد في خطة الهجومات المرتدة التي صنعت في الماضي أفراح المنتخب الجزائري. تراجع بعض العناصر.. أمر مقلق!؟ وبالرغم من وجود العديد من الأشياء الايجابية، فإن الأمور التي لم تسر بشكل جيد، الى جانب عدم قدوم المنتخب الكاميروني، فإن بعض اللاعبين خيبوا الآمال التي وضعت فيهم على غرار حسان يبدة الذي ظهر بعيدا عن مستواه، وهذا بسبب الإصابات المتلاحقة والتي حرمته من التمتع بكل امكانياته، فهو الذي إلتحق بالفريق الوطني دون أن يلعب منذ مدة مع ناديه غرناطة الاسباني.. كما أن الثنائي بوقرة بوزيد ظهر بثقل كبير في الدفاع ولم يجد الوصفة الضرورية لكبح المحاولات السريعة التي كانت من طرف الفريق المنافس في المباراة التطبيقية، وهو ما يجعل هاليلوزيتش في »ورطة« كونه كان يعول على هذين العنصرين مستقبلا. ويمكن القول أن حتى الحارس مبولحي لم يظهر كعادته وكان غير مركزا على »الموضوع« حتى أنه تلقى أهدافا »سهلة« في فترة وجيزة، الأمر الذي يطرح عدة تساؤلات حول مستواه الحالي. ففي هذا »الموزاييك« تعد المنافسة كبيرة على المناصب، أين ينتظر أن ترى الأحسن من طرف اللاعب فغولي، الذي تأثر مستواه بسبب أرضية الميدان التي كانت كارثية، والمهم أن هاليلوزييتش لديه رؤية أحسن بالنسبة لجميع اللاعبين، وقد لا تكون مفاجآت بالنسبة للقائمة التي سوف يعدها في شهر فيفري، أي بعد حوالي(4) أشهر، والأمور قد تختلف كون العناصر الوطنية ستمر بمراحل أخرى في أنديتها!؟