تحديات كبيرة تنتظر المجالس الشعبية المنتخبة المنبثقة عن الانتخابات المحلية الأخيرة بولاية سكيكدة، يفرضها الواقع الكارثي والمتردي الذي تعيشه العديد من بلديات الولاية، وإفرازات العهدة السابقة التي تركت إرثا ثقيلا من الملفات والقضايا الشائكة ليس من السهل على المنتخبين الجدد تجاوزها ومعالجتها، وغيرها من المشاكل المتراكمة.لقد شكلت العملية التنموية من تهيئة وفتح الطرق والربط بشبكات المياه والصرف الصحي وبناء المدارس والهياكل الصحية وتوفير الشغل من أبرز اهتمامات المواطن، فمعظم بلديات الولاية خصوصا منها الجبلية والنائية تعاني من عزلة تامة نظرا لوضعية الطرقات، ألاف العائلات بلا ماء ولا كهرباء ولا شبكات للصرف الصحي ولا غاز. يطالب سكان العديد من أحياء بلدية سكيكدة تجسيد المشاريع التي كانت مبرمجة خلال العهدة المنقضية لتحسين إطارهم المعيشي، خاصة ما تعلق منها بالطرقات وقنوات الصرف الصحي، انعدام الإنارة العمومية، الغاز الطبيعي والنفايات المنتشرة هنا وهناك، وصرح بعض السكان في حديثهم لجريدة “الشعب"، بأنهم يأملون من المجالس القادمة تجسيد هذه المشاريع لإنهاء المتاعب التي يعيشونها منذ سنوات، ونفس الأمر بمختلف البلديات والمجمعات السكنية، فبالرغم من اختلاف المطالب إلا أنها اشتركت في المعاناة. يطالب سكان بلدية عاصمة الولاية، من المجالس المنتخبة، العمل على إزالة العديد من النقاط السوداء الموجودة بمختلف أحياء المدينة، وفي مقدمتها اهتراء الطرقات الداخلية، مما يتسبب في شل حركة المرور سواء تعلق الأمر بالراجلين أو المركبات، ويشكو السكان من انتشار البرك والمستنقعات أمام مساكنهم، والاهتمام بالأحياء المعزولة التي لم تمسها مشاريع التهيئة مند أمد بعيد. وأكدت شهادات السكان الذين التقيناهم بمختلف أحياء المدنة، أن السلطات المحلية تقوم بحفر الطرقات على أساس الشروع في عمليات التعبيد، لكن سرعان ما تتوقف المشاريع وتتحول الطرقات إلى حفر وبرك كبيرة تغمرها المياه، واصفين ذلك ب البريكولاج ودائما يبرمج ذلك في آخر العهدة الانتخابية، وعدم احترام معايير الإنجاز التي تكشف في كل مرة عن المستور، كما أن طرقا أخرى لم تشملها عملية التعبيد منذ سنين خلت، كالشوارع الداخلية. وإضافة إلى الأوحال التي أغرقت الأحياء، أكد المواطنون أن النفايات التي يخلفها الباعة الفوضويون تتسبب في انتشار الروائح الكريهة، لاسيما عندما تتبلل بمياه الأمطار، مما يجعل وسط المدينة وبالأحياء القديمة، في حالة لا تحسد عليها، نتيجة الإهمال وعدم مبالاة السلطات المحلية التي لم تستجب لطلبهم بإزالة التجارة الفوضوية. أزمة نقل، لا سيارة إسعاف، ولا غاز بعين الزويت وحسب المعلومات التي تحصلنا عليها، فإن بلدية عين الزويت تواجه أزمة نقل حادة، بعد أن هجرتها وسائل النقل بحجة تدهور الطريق الربط بين البلدية ومنطقة سيدي زرزور، وصعوبة الطريق لانحداره الشديد في المقطع بين واد موقال إلى غاية حي بولقرود بسكيكدة. ويعد الغاز الطبيعي من أهم المطالب التي يرفعها السكان بحكم أن منطقتهم تقع وسط سلسلة جبلية صعبة المسالك ومعروفة ببردها القارص، حيث يجد سكانها صعوبة كبيرة للتزود بقارورات غاز البوتان، فأغلبهم لا يزالون يستعملون الحطب للتدفئة. ورغم الشكاوي المتكررة لدى المسؤولين المتعاقبين على تسيير أمور بلدية عين الزويت، إلا أن انشغالات سكان القرى المتفرقة لا تزال قائمة، الذين يأملون من المنتخبين الجدد أن يجدوا لها حلا يخلصهم من متاعب أرقتهم على مدار سنوات طويلة. وقد تفاءل سكان بلدية بوشطاطة محمود خيرا بالمجلس المنتخب الجديد، ويعلقون عليه آمالا كبيرة للتكفل بانشغالاتهم التي لم تتجسد خلال العهدة السابقة، ويستبشرون خيرا بالوجوه الجديدة التي أفرزتها الانتخابات والتي أكدوا أنهم ينتظرون منها أن تحسّن الإطار المعيشي للسكان، ويعلقون آمالا كبرى على بعض الوجود التي ترشحت وفازت بالعضوية بالبلدية. وفي لقائنا مع سكان البلدية ذكروا لنا أنهم يطمحون في تعزيز الجانب الأمني، على مستوى البلدية، حيث يطالب السكان بإنجاز مقر للأمن، حيث صارت الكثير من الأحياء المعزولة مرتعا للمنحرفين وممارسة الممنوعات، وهو ما لم يتم تجسيده خلال العهدة السابقة، بالرغم من مطالب السكان الملحة، حيث تفتقر البلدية لتواجد الدرك والشرطة، كما يأمل السكان في استدراك بعض النقائص، المتعلقة بالسكن والعمل والتجارة، والعديد من المطالب الضرورية لحياة مستقرة. ويأمل مواطنو أعالي بين الويدان كسكان قرية عين رويبح من رئيس البلدية المنتخب لعهدة جديدة بعد ما أنصفه المواطنين من مقصلة العدالة والتهم التي وجهت إليه بالعهدة السابقة، أن يلتفت إلى معاناتهم المتجددة . فيعيش سكان قرية عين رويبح، التي لا تبعد عن مقر بلدية بين الويدان، حياة بدائية قاسية تطبعها العزلة والعطش، حيث لا يزالون يحتطبون من أجل التدفئة ويستعملون الحمير والبغال لنقل الماء الشروب إلى منازلهم. فقد كشفت جولتنا الاستطلاعية إلى قرية عين رويبح، خلال الأيام الأخيرة، عن مدى معاناة سكانها، حيث لا يزال غالبيتهم يستعملون الحطب للتدفئة والحمير والبغال للتزود بالماء الشروب، حسب ما قاله لنا أحد السكان التقيناه بالقرية المعنية.