يعيش سكان قرية أولاد الخامس، التي تبعد بحوالي 17 كلم عن مقر بلدية بيضاء برج بأقصى جنوب ولاية سطيف، حياة بدائية قاسية تطبعها العزلة والعطش، حيث لايزالون يحتطبون من أجل التدفئة ويستعملون الحمير والبغال لنقل الماء الشروب إلى منازلهم. كشفت جولتنا الاستطلاعية إلى قرية أولاد الخامس، خلال هذه الأيام الباردة، عن مدى معاناة سكانها، حيث لايزال غالبيتهم يستعملون الحطب للتدفئة والحمير والبغال للتزود بالماء الشروب، حسبما قاله لنا أحدهم التقيناه بمدخل القرية. وفي هذا السياق، استفادت القرية من مشروع إنجاز نقب بعد زيارة الوالي السابق للمنطقة خلال الخماسي المنصرم، حيث استفادت المنطقة من نقب وخزان، لكن المشروع لم يكتمل ولم تصل شبكة المياه إلى منازل السكان، وتوقفت عند مدخل القرية و اكتفت السلطات المحلية سوى بإنجاز 3 حنفيات يتزود بها السكان بهذه المادة الضرورة للحياة، والتي يتم إيصالها إلى منازلهم بواسطة القوارير والدلاء ينقلونها على ظهور الحمير في مشهد يوحي بالعيش حياة بدائية. أما بخصوص النقل فقد قال لنا بعضهم “من الصعب علينا الوصول إلى مقر بلدية بيضاء برج، إذ يتحتم علينا قطع مسافة 5 كلم مشيا على الأقدام وسط ظروف مناخية قاسية للوصول إلى التجمع السكني زراية، التي نجد بها موقف للحافلات المتجهة إلى مقر البلدية”. أزمة نقل.. لا طرق ولاغاز ؟ وحسب المعلومات التي تحصلنا عليها فإن قرية أولاد الخامس تواجه أزمة نقل حادة، حيث خصصت لها البلدية إلا خطا واحدا غير أن الحافلة المخصصة لها تتوقف بقرية زراية ولا تصل إلى قرية أولاد الخامس، وهو ما يجبر السكان على قطع باقي المسافة مشيا على الأقدام. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد فقد طرح السكان مشكل غياب المسالك والطرقات الفرعية التي تربط منازلهم بالطريق الرئيسي، حيث يجدون صعوبات كبيرة للتنقل ويلجأ أغلبهم إلى استعمال الحمير والبغال بسبب غياب الطرقات الفرعية. وبقطاع الصحة استغرب السكان العيادة الطبية التي حولت إلى سكن وظيفي، حيث استفادت من عيادة صحية أنجزت خلال سنوات التسعينيات ولم تفتح أبوابها بحكم الظروف الأمنية التي مرت عليها المنطقة، بسبب رفض الأطباء والممرضين التنقل إلى هذه القرية المعزولة لكن منذ خلال السنوات الأخيرة تم تحويلها إلى سكن وظيفي تابع للمدرسة الابتدائية. ويعد الغاز الطبيعي من أهم المطالب التي يرفعها السكان بحكم أن منطقتهم تقع وسط سلسلة جبلية صعبة المسالك ومعروفة ببردها القارص، حيث يجد سكانها صعوبة كبيرة للتزود بقارورات غاز البوتان، خاصة حينما تتساقط الثلوج، فأغلبهم لايزالون يستعملون الحطب للتدفئة. ورغم الشكاوي المتكررة لدى المسؤولين المتعاقبين على تسيير أمور بلدية بيضاء برج، إلا أن انشغالات سكان قرية اولاد الخامس لاتزال قائمة، الذين يأملون من المنتخبين الجدد أن يجدوا لها حلا يخلصهم من متاعب أرقتهم على مدار سنوات طويلة.