نغّص الاحتلال فرحة عائلة إبراهيم بخطوبة ابنها إبراهيم، باعتقال ابنها وشقيقه الشاب محمد أحمد إبراهيم، عندما كانوا متوجّهين في جاهة كبيرة لمدينة سلفيت، لإتمام مراسم الخطوبة، فتحوّلت تلك اللحظة لحزن كبير، أما الوالدة الخمسينية أسهمان «أم أدهم»، فما زالت تبكي لشدة حزنها على فراقه واستمرار اعتقاله وتوقيفه حتى اليوم. في بلدة جلبون شرق جنين، ولد الأسير محمد قبل 21 عاماً، ليكون السادس في عائلته المكونة من 9 أفراد، ويقول شقيقه إبراهيم: «منذ صغره، كان مهتم بدراسته وتأسيس مستقبل وحياة جميلة، أنهى تعليمه في مدارس جلبون، وبعد نجاحه بالثانوية العام، انتسب لكلية الاستقلال العسكرية، وتخرّج بشهادته في تخصص رياضة عسكرية، وحصل على وظيفة مباشرة كعسكري في جهاز مكافحة المخدرات». ويضيف: «رغم التزامه بوظيفته ومهامه، تعرّض للاعتقال الأول خلال شهر رمضان المبارك، عندما اقتحمت قوات الاحتلال منزلنا أثناء وجبة السحور بتاريخ 25/4/2021، دون معرفة الأسباب، انتزعوه من وسط أسرتنا، واقتادوه لأقبية التحقيق في سجن الجلمة، ثم حوكم بالسجن الفعلي 11 شهرًا وغرامة مالية بقيمة 5 آلاف شيكل، قضاها وتحرر». عاد محمد لدوامه، لكن الاحتلال كان له بالمرصاد، وأعاد اعتقاله مرة ثانية بتاريخ 26/11/2022، اليوم المحدد لخطوبة شقيقه إبراهيم الذي قال: «خلال توجه الجاهة من قريتنا جلبون إلى مدينة سلفيت للاحتفال بخطبتي، وأثناء مرورنا عن حاجز قرب كفر قاسم، أوقفنا الجنود وفتشوا المركبة التي كان يستقلها محمد وإخواني». ويضيف: «قام الجنود بتفتيشها بشكل دقيق لمدة 5 ساعات، وتمّ احتجاز محمد منذ تلك الساعة ولغاية اليوم، لا زال موقوفاً لدى سلطات الاحتلال في أقبية مركز الجلمة في التحقيق، والمحكمة مددت توقيفه 7 مرات، ورفضت طلب المحامي بالإفراج عنه، وهو محروم من زيارة العائلة». ويكمل: «شكّل اعتقاله صدمة كبيرة خاصةً لوالدتي التي تأثرت كثيرًا، وتفتقده صباحاً ومساء، ولم تعد تعرف طعم النوم أو الراحة، بسبب عدم وجود ابنها بيننا، وبسبب الحزن والقهر أصيبت بمرض السكري الذي لم تعاني منه أبداً». يؤكد إبراهيم، أن زج شقيقه في غياهب السجون تعسفي وظالم، ويقول: «حتى اليوم، ما زلنا نجهل سبب اعتقاله والتهم الموجهة اليه، لم تصلنا معلومات حول أوضاعه مما يثير قلقنا، خاصةً أن شقيقي لا يتدخل بالسياسة، وهو ملتزم بوظيفته ودوامه، وما يتعرض له جزء من سياسة القمع والعقاب التي يمارسها الاحتلال لتدمير حياة ومستقبل شبابنا». ويكمل: «نتمنى أن يتحرر محمد الذي اعتقل يوم خطبتي، فتحول من لحظات الفرح ليوم مأساوي ومؤلم ومحزن، فانقلب الفرح لبكاء ودموع العائلة، وخاصة والدتي التي نشاطرها الدعاء لرب العالمين بالفرج القريب إن شاء الله له ولكافة الأسرى».