خلال 20 جلسة محاكمة مدد الاحتلال توقيفه وما زال مغيباً عنا خلف القضبان ،فما هو ذنب حفيدي ليعيش محروماً من والده الذي ما زال موقوفاً ".. قالت المواطنة أم صهيب من مخيم جنين ، خلال حديثها عن معاناتها وأسرتها خاصة خلال شهر رمضان المبارك في ظل غياب بكرها الأسير صهيب ربيع مرعي ، 26 عاماً ، القابع في سجن " جلبوع " الاسرائيلي ، وأضافت " تفاقمت معاناتنا خلال شهر رمضان المبارك ، فحتى زيارته ممنوعة بسبب فيروس كورونا ، فكيف لا نحزن ونتوجع لغيابه عن موائدنا وفي ظل قلقنا على حياته وباقي الأسرى ؟".في مخيم جنين ، ولد الأسير صهيب باكورة الابناء في عائلته المكونة من 7 انفار، وتقول والدته " عاش ونشأ في المخيم ، تميز ببر الوالدين والطيبة والمحبة والوفاء ، ملتزم دينياً وبقراءة وحفظ القران الكريم ، ضحى كثيراً لمساعدتنا في ظل ظروف الحياة الصعبة "، وتضيف " تعلم صهيب في مدارس وكالة الغوث الدولية في المخيم حتى أنهى الثانوية العامة بنجاح ، وقرر أن يتحمل المسؤولية في وقت مبكر ، فعمل كبائع خضار في حسبة المدينة ، لم يكن له انتماء سياسي وكرس حياته لاسرته خاصة بعدما تزوج ". تروي الوالدة ، أن صهيب ، تعرض للاعتقال في المرة الاولى مطلع عام 2016 ، وعانى الكثير خلف قضبان الاحتلال خلال مرحلة التحقيق والتنقل بين السجون حتى أنهى كامل محكوميته البالغة عام ونصف ، وتقول " بعد تحرره ، عاد للعمل والكفاح والاعتماد على نفسه في بناء حياته ، فتزوج ، \واكمل حياه بشكل طبيعي وتزوج ورزق بطفله الوحيد حمزة ، فعاش الفرحة وبدأ يخطط لحياته ومستقبله "، وتضيف " فجر تاريخ 19/9/2019 ، حاصرت قوات الاحتلال منزلنا الذي اقتحمه عشرات الجنود ، عزلونا واحتجزونا في أحد الغرف حتى انتهت عملية التفتيش والتخريب التي تخللها مصادرة اجهزتنا الخلوية "، وتكمل " خلال العملية ، هاجم الجنود صهيب وابني قصي ، واعتدوا عليهما بالضرب داخل المنزل وأمامنا ، كجزء من الضغط النفسي والعقاب غير المبرر ، لكن كانت صدمتنا الكبرى بانتزاع صهيب من بيننا واعتقاله وحرمانه من وداع طفله الذي تركه بعمر عام ".بحزن والم تقول أم صهيب " منذ اللحظات الاولى ، بدات رحلة معاناتنا المريرة ، فقد اقتادوه لاقبية التحقيق في سجن الجلمة ، وتعرض للعزل والصلب وكافة انواع الضعوطات وعلى مدار 49 يوماً انقطعت أخباره ولم يسمح للمحامي بزيارته "، وتكمل " بكيت وتألمت وفقدت القدرة على النوم لخوفي وقلقي على مصير صهيب حتى بدأت محاكمته بعد نقله الى سجن مجدو "، وتضيف " حتى اليوم ، عرض على المحكمة العسكرية في سالم ، 20 مرة ، وفي كل جلسة تخضع المحكمة لطلب النيابة وتمدد توقيفه حتى اصبحت المحاكم محطات عذاب وقلق مستمر "، وتكمل " رفضوا طلب المحامي باطلاق سراحه ، وما زال موقوفاً ونحن ننتظر محاكمته على احر من الجمر ، فقد تعبنا كثيراً من التأجيلات والتمديد " منذ بداية شهر رمضان ، لم تجف دموع الوالدة أم صهيب ، وتقول " لم نعد نشعر بالفرح ، فقد تحولت كل لحظة بحياتنا لغصة وألم خاصة عندما نجتمع على موائد رمضان ، انهار لان مكانه ما زال فارغاً ، واستعيد الذكريات والصور "، وتضيف " لا نملك سوى الصبر والدعاء لرب العالمين ، ليكرمنا بحريته وكل الأسرى وأن يحميهم من فيروس كورونا خاصة بعدما سحبا ادارة السجون حقوقهم ، وحرمتهم من الكانتين ، وترفض تزويدهم بوسائل الحماية "، وتكمل " اشتقت لاطلالته البهية وكلماته وكل شيء فيه ، وماساتنا كاهالي الغاء الزيارات والمحاكم ، لكن رسالتي لابني وكل الأسرى ، بالصبر والثبات والتمسك بصلتهم برب العالمين ليرعاهم ويفرج كربهم "، وتتابع " أمنيتي كل لحظة ، عودة صهيب لاحضاني وعائلته وطفله حمزة حتى يتابعه ويرعاه ويعيش في كنفه ويمنحه حنان الابوة ، ونسأل رب العالمين اجتماع الشمل في العيد القادم.