30 شخصا من أبناء أشقائه وشقيقاته ممنوعين من زيارته ولا يعرفونه إلا عن طريق الصور تقرير/ علي سمودي الأسير محمد خالد حسن عامودي ، اتهم بالضلوع في عملية فدائية، فحوكم بالسجن المؤبد 11 مرة، إضافة إلى 20 عاماً، لذلك يعتبر يوم الأسير مختلفاً في حياة عائلته، ففيه تتفتح الجراح وتستعيد شريط ذكريات الوجع والألم المستمرة منذ اعتقاله خاصة عند رحيل والديه قبل أن تتحقق أمنيتهما برؤيته حراً والفرح بزفافه. غياب الوالدة .. غيّب الموت الوالدة أمينة العامودي عن فعالية الاعتصام التضامني مع الأسرى بمناسبة يوم 17-4. ويقول خالد شقيق الأسير محمد ” في مثل هذا اليوم، كانت والدتي تتقدم صفوف المعتصمين، فمنذ اعتقال ابنها المدلل والأحب إلى قلبها خاصة لكونه آخر العنقود، لم تتأخر يوماً عن الاعتصام والمسيرات وخيام التضامن، تنهض مبكراً وتغادر منزلنا في برقين حتى خلال الفعاليات الليلة، تحمل صور محمد وتردد اسمه والدعوات لرب العالمين ليكرمه بالحرية “، ويضيف ” اعتقال وغياب أخي سبب الحزن والمعاناة المريرة للوالدين، لكنهما ورغم الحكم القاسي عاشا على أمل تنسمه الحرية، لكنهما توفيا وفي قلوبهما غصة وعمر أخي يضيع خلف القضبان”. ويكمل “الصليب الأحمر وبوابات السجون وخيام التضامن شاهدة على صلابة وقوة والدتي وعزيمتها ومعنوياتها العالية، قاومت المرض ورابطت على بوابات السجون ولم تتأخر يوماً عن زيارة، ونتألم أكثر في يوم الأسير باستمرار اعتقال محمد الذي يدخل عامه ال-14 خلف القضبان وغياب والدتي ووالدي، فمتى تنتهي أوجاعنا ويجتمع شملنا مع شقيقنا”. من حياته .. قبل 38 عاماً، أبصر محمد النور في بلدة برقين بمحافظة جنين، ليكون آخر العنقود في عائلته المكونة من 6 أنفار بينهم شقيقتان، ويقول شقيقه خالد “نشأ وعاش في بلدتنا التي تعلم بمدرسها حتى الصف الأول ثانوي، كان المدلل والمقرب لدى الوالدين لما تميز به من سمات الأخلاق العالية والحنان وبر الوالدين وطاعتهما، الشجاعة والإيثار والتضحية وحب الناس ومساعدتهم، إضافة للشهامة والعطاء والكرم “، ويضيف ” لحبه لعائلته، ضحى بمستقبله وتحمل المسؤولية فلم يعرف طعم مرحلة الطفولة والشباب بعدما كرس حياته للعمل والكفاح في عدة مهن منها الزراعة والخياطة “. ويكمل “كان شاباً طموحاً وملتزماً دينياً ولديه روح وطنية ونضالية عالية لكن لم نكن نعلم بدوره ونشاطه خلال انتفاضة الأقصى وانتماءئ لسرايا القدس حتى اعتقاله”. الاعتقال والتحقيق .. يروي خالد أنه بتاريخ 17 /4 /2006، سمعنا من وسائل الإعلام نبأ اعتقال شقيقي محمد، ويقول ” أول من سمع الخبر والدتي، فشعرت بخوف وقلق على حياته بسبب الروايات المتضاربة التي نشرها الإعلام العبري، وبعد بحث وانتظار علمنا أنه اعتقل من مدينة تل ابيب من موقع العملية التي نفذها الشهيد سامر حماد من قرية العرقة “، ويضيف ” كان المصدر الوحيد للأخبار الاحتلال الذي قال إن أخي كان مرافق لحماد خلال العملية التي أدت لمقتل 11 جنديا إسرائيليا، وجرى نقله للتحقيق بينما فشلت كافة الجهود والتحركات لمعرفة مكان اعتقاله “. ويكمل ” بعد فترة من القلق والمعاناة، علمنا أن محمد محتجز رهن التحقيق في سجن الجلمة، وبعد 3 شهور من التعذيب والعزل وانقطاع أخباره نقلوه لزنازين التحقيق في سجن المسكوبية لعدة أشهر”. توزيع الحلوى .. بعد التحقيق تعرض محمد للعقوبات والعزل والنقل بين السجون، وعاشت عائلته معاناة مريرة على مدار عامين بين المحاكم، حتى قرّر القضاة العسكريين الحكم عليه بالسجن المؤبد 11 مرة، إضافة إلى 20 عاماَ، ومثلما وقف محمد بشموخ وصلابة رافضا الاعتذار وإبداء الندم على دوره في المقاومة، فإن والدته أم منذر استقبلت الخبر بالأهازيج، وقفت أمام القضاة والسجانين تردد الأهازيج ثم وزعت الحلوى، وهي تردد ” لا تقلق إن الله معنا، الحكم لرب العالمين ولن يغلق سجن بابه على أحد”، ويقول خالد “صمود وصلابة أخي ومعنويات وشموخ والدتي التي عبرت عن اعتزازها بابنها أثار غضب الاحتلال، فعاقب محمد بالعزل والنقل بين السجون، بينما وفي إحدى المرات وخلال زيارة والدتي للسجن، اعتقلوها لمدة 15 يوماً “، ويضيف “صبرت رغم معاناتها وتحدت الاحتلال الذي استمر باعتقالها رغم سنها ومرضها وفبرك لها تهمة محاولة تهريب جهاز خلوي “. الإهمال الصحي .. قبل اعتقاله لم يعاني محمد من أية أمراض ومشاكل صحية، ويقول شقيقه ” تمتع طوال حياته بصحة ممتازة، لكن بسبب الاعتقال وأثار التحقيق أصبح يعاني من عدة مشاكل خاصة التهاب في الأذن، وقدم عشرات الطلبات لعرضه على طبيب مختص وعلاجه لكن دون جدوى “، ويضيف ” إلى غاية اليوم لازالت عيادة السجون والإدارة تماطل في علاجه، وتقديم الدواء المناسب لوضعه الصحي، وعاقبته بالعزل والنقل والحرمان من الزيارة، فالى متى سيبقى أبطالنا الأسرى يعانون ولا يحرك أحد ساكنا لنصرتهم وإنقاذ حياتهم “، ويكمل ” نطالب المؤسسات الانسانية والدولية بالتحرك العملي ومتابعة ما يتعرض له أسرانا من ظلم وقهر وحرمان حتى من حقهم في العلاج والتعليم الذي كفلته كافة الأعراف والقوانين الدولية “، ويتابع ” يتعرض أسرانا للاعدام والقتل ببطء في ظل انتهاك الاحتلال لكافة حقوقهم، فإلى متى الصمت على الجرائم اليومية بحقم من مداهمات وقمع وعزل وعقاب يومي؟”. رحيل الوالدين .. رغم معاناة الوالدة الستينية ام منذر من الأمراض، حافظت على صلتها وزياراتها لمحمد، ولم يختلف حال والده الذي عانى من مرض السرطان، ويقول خالد ” حتى في ذروة المرض، لم تكن والدتي تتأخر عن مواعيد الزيارة، قضت سنوات عمرها الأخيرة على بوابات السجون عدا عن الاعتصامات والمسيرات التضامنية ولتبقى قضية الأسرى حية “، ويضيف ” الوالدان، كانت تختفي اوجاعهما مع موعد الزيارة، ودوماً كان يرددا اسمه محمد ولديهما أمل بادراج اسمه ضمن الصفقات وتحرره، لكنهما رحلا واحداً تلو الاخر ولم تتحقق أمنياتهما وحرما الفرح بحريته وزفافه”. صور الالم بحزن والم، يقول خالد ” في كل المناسبات، خيمت اجواء الحزن والالم بحياتنا ومنزلنا، امي حرمت الافراح على نفسها ما دام محمد في السجن، بكت في الاعياد وخلال رمضان، ولم تعيش مشاعرها كوالدة عندما تزوجنا جميعاً وأخي مقيد وبعيد عني، فالاحتلال سرق فرحتها “، ويضيف ” ليل نهار لا يغيب اسم محمد عن لسانها، تقف امام صوره وتتحدث معه كانه أمامها، وحتى عندما رزقنا بالابناء واصبحت جدة لم تفرح لانه لا يوجد أحد في العالم يعوضها ويسد مكان حبيب قلبها محمد “، ويكمل ” المنا الاشد ووجعنا المستمر، حرمان شقيقي من رؤية ابنائنا، فقد اصبح عماً وخالا ل30 طفل محرومين من زيارته ولا يعرفهم حتى اليوم إلا من خلال الصور، فأي شريعة وقانون في العالم يجيز ذلك ؟”. ظلم مستمر .. لكن عقاب وظلم الاحتلال لا يقتصر على ذلك، فبعد رحيل الوالدين، أصبح شقيقه منذر ممنوع أمنياً ولم يزوره منذ 4 سنوات، أما الشقيق خالد العامودي، فقد رفض الاحتلال منحه تصريح على مدار 5 سنوات، ولم يتمكن من زيارته سوى مرة واحدة في شهر سبتمبر من العام الماضي، ويقول ” يتفنن الاحتلال بعقاب الأسرى وذويهم والانتقام منهم، والمنع الأمني أقسى وأصعب من السجن والحكم، ورغم الشكاوى ما زال الاحتلال يحرمنا وأطفالنا من زيارة محمد الصامد والشامخ بمعنويات عالية “، ويضيف ” على مدار 13 عاماً، لم يبقى سجن إلا واعتقل وعانى فيه، وقبل شهر تعرض للقمع والعقاب والنفي من سجن ريمون إلى هداريم الذي يستقبل فيه عامه الرابع عشر في يوم الأسير الفلسطيني “، ويضيف ” في هذا اليوم كعائلة نفتخر بأسرانا ونتمنى أن يكون الفرج قريب لمحمد وجميع الأسرى، وبإذن الله سيتحررون، وفي مقدمتهم أصحاب الأحكام العالية، فهذا الحكم سينكسر ويتحرر ويتنسم الحرية ويكون قريباً بيننا وبين أبناء شعبه قريبا”، ويكمل ” نطالب الرئيس محمود عباس وكافة الجهات المعنية بالأسرى العمل على إدراج اسم شقيقنا محمد ضمن الصفقات القادمة ولم شملنا قريباً “.