في زنازين التحقيق بسجن “الجلمة “، يقبع الصحفي الأسير يزن جعفر فوزي عبد الله ابو صلاح ، 23 عاماً ، منذ شهر وسط ظروف صعبة وقاسية ، ولا تكتفي سلطات الاحتلال بعزله ، فما زالت تمنع محاميه من زيارته وتمارس بحقه شتى اصناف الضغوط الجسدية والنفسية وتمديد اعتقاله دون السماح لعائلته ومحاميه بحضور محكمته ، وتقول والدته الناشطة النسوية منار أبو صلاح ” نشعر بقلق مستمر على حياة يزن ، فالاحتلال يفرض عليه عزله كاملة ، وفشلت كل محاولات المحامي لزيارته والاطمئنان على وضعه الصحي في ظل الظروف القاسية في مركز تحقيق الجلمة “، وتضيف ” الاحتلال يتكتم على اوضاع ابني الذي يمارس مهنة الصحافة ، ومنذ اعتقاله لم تصلنا أية أخبار عنه سوى التي تثير القلق بسبب استمرار التحقيق معه “. من حياته .. يعتبر الأسير يزن الثالث في عائلته المكونة من 8 أنفار ، ولد في بلدة عرابة وسط عائلة مناضلة ، فوالده الأسير المحرر جعفر أبو صلاح ، تعرض للاعتقال مرات عديدة ، وكذلك شقيقه البكر منتصر عاش تجربة الأسر ، وتقول الوالدة ام منتصر ” عاش وتربى في بلدتنا ، فكان مثال للشاب الخلوق والملتزم ، بار بوالديه ومحبه لعائلته ووطنه وشعبه ، اجتماعي ويحرص على المشاركة في الفعاليات والانشطة المجتمعية والانسانية والتطوعية “، وتضيف ” تعلم بمدارس عرابة حتى انهى الثانوية العامة بنجاح ، وحقق حلم حياته بدراسة تخصص الاعلام في الكلية العصرية برام الله ، فقد عاش وعانى من تجارب اعتقال والده وابناء شعبه ، وقرر ان ينتصر لهم ويكرس حياته للعمل الاعلامي لخدمة شعبه ووطنه “. الاعتقال والتحقيق .. لم يكن يزن مطلوباً ، وكان يمارس حياته وعمله الاعلامي الحر بشكل طبيعي حتى 22-1-2020 ، عندما قطع الاحتلال طريقه وحوله لأسير ، وتقول والدته ” خلال عودته من مدينة رام الله لبلدتنا عرابة ، احتجز الاحتلال المركبة التي تقله على حاجز زعترة ، فتشوه وبعد التدقيق في بطاقته الشخصية ، قيدوه واعتقلوه وصادروا الادوات التي يستخدمها في تغطية الاحداث ونقلوه لجهة مجهولة “، وتضيف ” بعد أيام من الترقب والمعاناة ، علمنا ان الاحتلال يحتجزه رهن التحقيق في اقبية سجن الجلمة التي طالما احتجز فيها والده وعانى من التعذيب وممارسات المخابرات ، فازداد خوفنا وقلقنا لمعرفتنا بابننا الذي لا يمارس أي نشاط سياسي ” ، وتكمل ” في محكمة الجلمة ودون حضور المحامي ، جرى تمديد توقيفه للمرة الخامسة على التوالي ، كما يواصل منعه من لقاء المحامي ورفض الاستئناف المقدم من محامي وزارة الاسرى من اجل زيارته والاطلاع على ظروف اعتقاله والتهم الموجه له” . استهداف العائلة .. تقول أم منتصر ” اعتقال الاحتلال لابني دون مراعاة كونه صحفي ، استمرار لسياسة استهداف عائلتنا ، واصبحنا نعيش كابوس مستمر مع السجون ، فالاحتلال لم يترك أحداً من عائلتنا إلا وتعرض للأسر “، وتضيف ” زوجي الأسير المحرر جعفر ، تعرض للاعتقال عدة مرات خلال الانتفاضتين ، وامضى اكثر من 10 سنوات خلف القضبان غالبيتها اعتقالات ادارية ، كما خاض العديد من الاضرابات عن الطعام من اجل الكرامة والحرية “، وتضيف ” ابني البكر منتصر تعرض للاعتقال لمدة 6 شهور للضغط على والده قبل أن يتحرر من خلف القضبان “، مناشدة كافة الجهات ذات الصله بحقوق الانسان ، التحرك ومتابعة قضية عزل ابنها المتعمدة والمقصوده بهدف كسر ارادته والنيل من عزيمته من خلال عزله عن العالم الخارجي .