فرضت إنتخابات المجالس البلدية التي تجري في ربوع سلطنة عمان اليوم، مكانة لها كحدث سياسي بارز لم تألفه دول المنطقة الخليجية. وكشفت مرة أخرى الخصوصية لدى السلطنة في مشاريع البناء والتطور ومواصلة تطبيق ما سطرته من إصلاحات لم تتوقف في المكان والزمان. على هذا الأساس احتلت الانتخابات المحلية الصدارة لدى الاعلام العماني والعربي الذي حضر لمتابعة أدق التفاصيل عن الاستحقاق الاستثنائي. وتحوّل المركز الصحفي بفندق «أنتركونتيننتال» الى فضاء إعلامي مفتوح يعّج بالمتوافدين بتغطية انتخابات المجالس من مختلف الدول العربية والأجنبية الذين يمثلون العديد من القنوات التلفزيونية والاذاعية ووكالات الأنباء والصحف في صدارتها يومية «الشعب». وشدد حمود بن فيصل البوسعيدي وزير الداخلية والدكتور عبد المنعم ابن منصور الحسني وزير الاعلام في زيارة الى المركز الاعلامي على أهمية الحدث الذي يحضر إليه منذ مدة. وقد اطلع الوزيران في الزيارة الخاطفة قبل الاقتراع على التجهيزات والمرافق التي زوّد بها المركز لخدمة الاعلاميين. وأكد وزير الاعلام على جاهزية المركز الاعلامي لاستقبال الاعلاميين القادمين من مختلف وسائل الاعلام العربية والعالمية لتغطية انتخابات المجالس البلدية. وقال الوزير إن الاعلاميين الذين قسموا الى أفواج يقومون بزيارات الى مراكز الانتخابات في مختلف ولايات السلطنة للاطلاع عن قرب على سير العملية الانتخابية. وتظهر قوة الاستحقاق الانتخابي وقيمته في المشهد السياسي العماني انفراد السلطنة باستخدام الآلية الالكترونية في عملية الاقتراع. وهي آلية اعتمدتها منذ مدة لإعطاء مصداقية للانتخابات وتجاوز أي هفوة وتزوير كاسبة بذلك حالة التمايز والاستثناء. ويجمع العمانيون في تصريح لنا بمسقط على أن السلطنة كانت الدولة العربية الأولى التي استخدمت نظام الفرز الإلكتروني في عمليات فرز الأصوات في انتخابات الفترة السابعة لمجلس الشورى (2011 - 2014 ) التي جرت في عام 2010، والتي كان لها أثرها الملموس في تسهيل عمليات الفرز والاسراع بها، فإن السلطنة تخطو هذه الأيام خطوة أخرى على صعيد الاستفادة بشكل أكبر من التقنيات الحديثة حيث ستكون السلطنة مرة أخرى أول من يستخدم التصويت الالكتروني في انتخابات المجالس البلدية التي ستجرى في مختلف المحافظات في الثاني والعشرين من الشهر الجاري. ويطمئنون بأن استخدام التصويت الالكتروني يضمن ويتحقق من هوية الشخص الذي يدلي بصوته من خلال البصمة الالكترونية له، كما أن خطوات عملية التصويت متتابعة وسهلة وتمكن الشخص من التحقق من المرشح الذي اختاره قبل أن يتم طبع استمارة الترشيح التي يوافق عليها. وبعد طباعة استمارة الترشيح التي سيضعها الناخب في صندوق الانتخابات، فإنه من غير الممكن أن يصوت مرة أخرى. ومن خلال هذه العملية من غير الممكن أن يتم تكرار عملية التصويت على أي نحو، كما أنه يتم اختصار عملية فرز الأصوات وإعلان النتائج سريعًا، والتأكد من سلامتها أيضًا.