يأمل المستفيدون من السكن بالقطب الحضري سيدي سرحان في إنهاء المشاكل المعقدة التي منعتهم من شغل سكناتهم، وهذا بعد مضي قرابة خمسة أشهر من بداية توزيعها من قبل الوكالة الوطنية لتحسين السكن وتطويره. وبغية حل هذه المشاكل، التقى ممثلون عن السكان الأوائل وبعض المستفيدين مع الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية بوعينان، أثناء جولة عمل قام بها إلى القطب، وقدموا له انشغالاتهم ومطالبهم التي وعد بالاستجابة لها في أقرب الآجال. وألحً السكان خلال حديثهم مع الوالي، على ضرورة توفير حافلات النقل لدى المؤسسة العمومية للنقل الحضري، نظرا لتضاريس الموقع الجبلية التي تستدعي مركبات نقل ذي محُركات قوية للصعود إلى قمة الجبل، وهو المطلب الذي تمت دراسته أيضا في الدورة الرابعة العادية للمجلس الشعبي الولائي قبل أسبوعين. وبالإضافة إلى انعدام النقل بالقطب الذي يقع في مكان شبه منعزل لا تمر به حافلات الخواص عكس أحياء المدينة الجديدة بوعينان، فإن المستفيدين لم يشغلوا سكناتهم لعدم توفر المرافق في مقدمتها المدارس وكذا الأمن، بحسب تصريحاتهم للوالي. وكانت مديرية التجهيزات العمومية لولاية البليدة قد أطلقت مجموعة مشاريع مؤسسات تربوية ومقرا للأمن الحضري بموقع 5000 مسكن، وقامت بتنصيب ورشاتها، ويفترض أن تُسلم أغلبيتها عشية انطلاق الموسم الدراسي المقبل. ولم ينطلق أي مشروع لمدرسة بموقع 2000 مسكن، ولهذا ألحّ المجتمعون مع الوالي رفع كل العراقيل التي تعيق مشروع ابتدائية ومتوسطة بجانب المقبرة، واعتبروه مشروعا استعجاليا وجب تجسيده في أقرب وقت، مع العلم أنه عرف وضع حجر الأساس له في شهر جوان الماضي، وانجازه لم يتجاوز عملية الحفر. وشكا هؤلاء الممثلون للوالي المنتدب من مشاكل التموين بالماء الشروب الذي يعاني منه السكان الأوائل الذي يضطرون إلى شراء صهاريج المياه للتزود بهذه المادة الحيوية رغم توفرها بمصدرها، أي المجمع المائي الواقع في منطقة «مقطع لزرق». ومنذ أسابيع، تقوم الشركة المناولة التي تعمل لفائدة «عدل» بإصلاح الأعطاب في شبكة الماء، لكن تعذر عليها التحكم في ضغط المياه الذي يستدعي الإسراع في إنجاز خزان للماء بموقع 1200 أسفل القطب، ويتوجب على الشركة الصينية صاحبة المشروع إصلاح أنابيب المياه داخل العمارات لتفادي التسربات الكبيرة. وفيما يخصّ الكهرباء فقد طفت المشكلة إلى السطح، وهي أن كوابل هذه الطاقة تم تمريرها بالمحلات التجارية أسفل العمارات، ولهذا طلب ممثل «سونلغاز» بضرورة إلحاق أحد المحلات للشركة التي ينتمي إليها، ليكون متاحا للتدخل في حالة حدوث مشاكل مستقبلا. وعلمنا في هذا الصدد، أن متطوعين من السكان الأوائل راسلوا والي ولاية البليدة، وكذا شركة « سونلغاز» وطالبوها بإعادة النظر في أشغال وضع الكوابل الكهربائية، حيث أبدوا مخاوفهم من حدوث شرارات كهربائية وتسببها في اندلاع حرائق. وفيما يخص شبكة الغاز، فقد بذلت جهودا كبيرة لتوصيل هذه الطاقة إلى القطب، غير أن أشغال الربط على مستوى العمارات لم تكتمل، لذا يطالب السكان بتسريع وتيرتها من أجل التزود بهذه الطاقة الضرورية لمجابهة البرودة الشديدة التي تميز المنطقة. والتقت عضو المجلس الشعبي الوطني، سمية بلقاسم، السكان الأوائل بسيدي سرحان، حيث أصغت إليهم وأخذت فكرة شاملة عن معاناتهم، وكان لها حديث مع المدير التقني للقطب الذي أكد بأنه سيولي عناية كبيرة للأماكن المشتركة مثل مصاعد العمارات. وناقشت ممثلة «الشعب» مع المكتتبين مشكلة عدم تشييد أي مرفق عمومي بموقع 1200 مسكن، وقامت بجولة تفقدية لمعاينة قطع أرضية محاذية لهذا الموقع، على أمل اختيارها للبناء مدارس وفضاء للألعاب وموقف للسيارات. للتذكير يضم القطب الحضري سيدي سرحان 7000 وحدة سكنية بصيغة البيع بالإيجار موزعة على موقع 2000 الذي تم توزيعه بالكامل، وينقسم إلى 1200 و800، وموقع 5000 مسكن التي وُزع منها قرابة النصف منه.