في أحدث جهد لكسر الجمود السياسي واستعادة الاستقرار في ليبيا، يعكف الاتحاد الافريقي، على تحديد مكان وموعد عقد المؤتمر الوطني للمصالحة، وذلك بالعمل مع مختلف الأطراف المعنية بالأزمة. قرر الاتحاد الأفريقي تنظيم مؤتمر حول المصالحة الوطنية في ليبيا، حسب ما كشف عنه رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي، وأضاف أن المؤتمر سيلتئم «برعاية لجنة رفيعة المستوى من الاتحاد الأفريقي» يترأسها الرئيس الكونغولي دنيس ساسو نغيسو. وقال فقي في مؤتمر صحافي في ختام أشغال القمة الافريقية السادسة والثلاثين، التي استمرت يومين: «لقد التقينا مع مختلف الأطراف ونحن بصدد العمل معهم لتحديد موعد ومكان عقد المؤتمر الوطني»، في محاولة لإنهاء الأزمة وإعادة الأمن والسلام إلى بلد قسمته الخلافات السياسية. وكان المجلس الرئاسي في ليبيا نظم منتصف جانفي الماضي ندوة تحضيرية للمؤتمر الجامع المقرر شهر مارس، حسب ما أورده البيان الختامي، الذي قال أن المؤتمر سيعقد خلال شهرين من تاريخ الندوة التحضيرية. ومنذ تعيين بعثة جديدة للدعم في ليبيا، حققت البلاد تقدما ملحوظا في المسار السياسي رغم استمرار وجود حكومتين، إحداهما معترف بها دوليا، وأخرى عينها مجلس النواب لا تتمتع بأي اعتراف دولي. وقد تجاوزت ليبيا بعض مسببات الخلاف التي حالت دون تنظيم انتخابات رئاسية كانت مقررة في 24 ديسمبر 2021، وعلى رأسها القاعدة الدستورية، حيث قدم مجلس النواب تعديلا بشأنها، وعقد المجلس الأعلى للدولة يوم 18و19 فيفري جلسة لمناقشة المقترح، وكان نائب رئيس مجلس الدولة أكد في وقت سابق أن الهيئة ستوافق على التعديل بنسبة كبيرة. وأجلت المسائل الخلافية سيما ما تعلق بشروط الترشح لمنصب رئيس الجمهورية، لتبث فيها لجنة مشتركة مختصة في حال لم يتم الاتفاق عليها. وقطعت اللجنة العسكرية المشتركة 5(+5) شوطا آخر فيما خص ترحيل المرتزقة بالاتفاق مع دول الجوار الأفريقي «السودان والنيجر وتشاد «على آلية لتبادل المعلومات حول المرتزقة لترحيلهم لبلدانهم. ووجّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة دعوة جديدة للانسحاب الكامل للمقاتلين والمرتزقة الأجانب، وقال إن الانتخابات هي «المسار الوحيد الموثوق به لحكم شرعي وموحد». وقدرت الأممالمتحدة عدد المقاتلين الاجانب في ليبيا بنحو عشرين ألفا.