عقب الإعلان عن فوز مرشح الديمقراطيين في الإنتخابات الرئاسية بالولايات المتحدةالأمريكية، السيد باراك أوباما، في سابقة هي الأولى من نوعها، تفاعلت الأسواق المالية والنفطية ايجابيا مع هذا الفوز الذي وصف ب ''المتألق''، حيث ارتفع مؤشر البورصات العالمية ومعها أسعار النفط لتتجاوز حدود 71 دولارا للبرميل بعد أن كانت قد فقدت قبل ذلك أزيد من أربع دولارات للبرميل. هذا التفاعل الإيجابي المؤقت، لم يدم طويلا، إذ سرعان ما خيّم التشاؤم بعد صدور بيانات تشير إلى توقعات بشأن استمرار حالة الركود إلى غاية العام القادم، فانهارت بعدها البورصات المالية في أمريكا وأوروبا والخليج وحتى اليابان الذي شهد في الساعات الأولى التي أعقبت الإعلان عن فوز باراك أوباما إرتفاعا هاما في مؤشر بورصة طوكيو ب7٪، وعبّر خلالها اليابانيون عن تفاؤلهم بصعود الرجل الأسود إلى البيت الأبيض وما يتميز به من حنكة قد تساهم في وضع آليات لحل الأزمة المالية العالمية، لكن ما لبثت عدوى الإنهيارات تمسّ بورصتهم التي سجلت خسائر ليست بالهيّنة. وبسبب مخاوف الركود والقلق من الوضع الاقتصادي في العالم، إنهارت الأسعار مجددا ليفقد سعر الخام الأمريكي أربع دولارات أخرى في بداية التعاملات ليوم أمس وينزل إلى ما دون 60 دولارا للبرميل، بينما سجلت سلة خامات أوبك مستوى يقدر ب94,58 دولارا للبرميل مرتفعا أول أمس ب77,1 دولارا. إنهار الأسعار مجددا جاء متأثرا بانخفاضات هامة في أسهم بورصات كل من نيويورك وطوكيو ب7٪ بالنسبة لهذه الأخيرة، كما أعلن عن دخول بريطانيا في دورة الكساد، وتمارس ضغوطات متزايدة على بنوكها لتخفيض معدلات الفائدة في محاولة لإنعاش الإقراض وهو ما يتم حاليا، بعد أن أعلنت بنوك أوروبية عن اعتماد نفس مخطط التخفيض في أسعار الفائدة. تحدث هذه الإنهيارات وسط توقعات بارتفاع أسعار النفط لتصل مجددا إلى سقف 100 دولار في العام القادم، حسب الوكالة الدولية للطاقة، بينما يتوقع صندوق النقد الدولي أن يرتفع مستوى الإنكماش الاقتصادي ب3,0 ٪ العام القادم، وذلك في اقتصاديات الدول المتطورة. وبين هذا وذاك، فإن رئيس منظمة أوبك ووزير الطاقة والمناجم السيد شكيب خليل، لا يزال يصرّ ويعتقد أن الأسعار المنهارة على المدى القصير ستعرف إنتعاشا على المدى المتوسط قد تتجاوز ال100 دولار، في حين أن الاعتقاد السائد حاليا في أسواق النفط، وخاصة على مستوى الشركات النفطية العالمية، أنه من الصعب التكهن بالأسعار والتخطيط للمشاريع ضمن عدم وضوح الرؤية، بسبب تذبذب أسعار النفط عالميا، رغم ما يشاع عن احتمال توقع زيادة في الأسعار العام القادم، لكن لن تتجاوز 90 دولارا للبرميل على حدّ اعتقادهم. يذكر أن دول أوبك بدأت في تنفيذ قرار الخفض في انتهاجها بمليون ونصف مليون برميل في اليوم منذ بداية نوفمبر الجاري، وما عدا القرار الرسمي الذي اتخذته الجزائر وأعلنت عنه حول تخفيض الحصة المقررة لها، فإن الدول الأخرى الأعضاء في المنظمة تبقى ملتزمة الصمت ولم تؤكد أو تنفي تنفيذ ما عليها، خاصة العربية السعودية التي أخذت نصيبا هاما من الخفض بالنظر إلى مستوى انتاجها في المنظمة المقدر بأزيد من 9 ملايين برميل في اليوم، علما أن شبكة أرامكو السعودية أعلنت عن رفع طاقتها الإنتاجية لتصل إلى 12 مليون ب/ ي حسب ما تناقلته بعض وسائل الإعلام. ------------------------------------------------------------------------