سجّلت مصالح قطاع التكوين المهني لمعسكر، إقبالا واسعا للشباب الباحث عن العمل، وتسجيلهم في 6 تخصصات مهنية جديدة، استحدثت لتلبية احتياجات سوق الشغل على المستوى المحلي وتتوافق مع رغبات فئة الشباب. نجحت مصالح التكوين المهني لمعسكر، في استقطاب المئات من خريجي الجامعات، وفئة الشباب من دون مؤهل علمي أو مهني، بعد فتح 6 تخصّصات جديدة، أبرزها تخصّص تقني في الكيمياء، عامل مخبر ميكانيك التربة، تسيير وفرز النفايات، إضافة إلى الفندقة، وهو تخصّص جديد معتمد في نمط التكوين عن طريق التمهين، استحدث بالموازاة مع توسّع الحظيرة الفندقية للولاية. وتحصي مصالح التكوين المهني لمعسكر، 7030 منصب بيداغوجي خاص بدورة فيفري 2023، موزع على 14 مركز تكوين مهني، و4 معاهد وطنية متخصصة، يتابع 14200 متمهن بها تكوينه البيداغوجي في 19 تخصصا مهنيا- إضافة إلى التخصصات الستة المستحدثة، والمناصب البيداغوجية المفتوحة تحسبا لدورة فيفري. ويعتبر مركز التكوين المهني والتمهين درعي محمد بمعسكر، من بين المؤسسات التكوينية البارزة، التي سخّرت إمكانياتها البشرية لاستقطاب العشرات من خريجي الجامعات والمعاهد العليا، من خلال التحسيس والتوعية، للتسجيل في تخصّصات مهنية وحرفية مغرية، تفتح أمام الشباب فرصا واسعة في سوق الشغل، حيث يحصي مركز التكوين المهني درعي محمد في حي قاضي مراح بمدينة معسكر، 806 طالب متمهن، موزعين على 7 تخصّصات في التكوين الإقامة المتوّج بشهادة و20 تخصصا في التكوين عن طريق التمهين. كما يوفر المركز تخصصات للمرأة الماكثة في البيت والمرأة الريفية، بمبادرة قيّمة من إدارة المركز، من خلال اجتهادها في فتح أفواج منتدبة بمناطق نائية خارج إقليم دائرة معسكر، وبالضبط في مناطق بعيدة عن مرافق التكوين المهني ويتعذّر على النساء الماكثات في البيت التنقل إليها، على غرار بلدية عين أفكان التي تتوفر حاليا على فوج منتدب لتأهيل النساء الريفيات في تخصّصات الطبخ والخياطة والحلاقة. أما بالنسبة للتخصّصات التي وفرها المركز المهني بداية الموسم، فلم تستقطب فقط الشريحة التي لفظتها المدارس والمؤسسات التربوية، واحتاجت التوجيه إلى الحياة المهنية، إنما تخصّصات ألهمت خريجي الجامعات والمعاهد العليا، المالكين لتصور استثنائي لا يرتبط بتحصيلهم العلمي وشهاداتهم الجامعية، على غرار شباب حاملين لشهادات جامعية، اختاروا تخصص الترصيص الصحي وتركيب أنابيب الغاز، وتخصص تركيب الألواح الشمسية، وتركيب النظارات الطبية، حتى يتمكنوا مستقبلا من تأسيس مؤسساتهم الخاصة، سواء كانت مؤسسة ناشئة في مجال الخدمات، أو كلاسيكية ( مؤسسة مصغرة) في إطار المقاولاتية. ويوفر مركز التكوين المهني والتمهين بحي قاضي مراح، تخصصات أخرى استقطبت العديد من الشباب حاملي أفكار المشاريع ونظرة مستقبلية لمصيرهم المهني، منها تخصصات يحتاجها سوق الشغل ومنها تخصصات مطلوبة بشدة، على غرار تخصص رسكلة النفايات، الذي يوحي برنامجه البيداغوجي والتطبيقي، أنك تتلقى دروسا كتلك التي يتلقاها طلبة الجامعات والمعاهد العليا. وفي هذا الجانب، قال مدير المركز، محمد رقايبية، أن التكوين المهني في الجزائر مكسب جليل لمواجهة البطالة وصقل الكفاءات العلمية والمهنية، وأكثر من ذلك مجانية التكوين وجودته، في ظروف تميزها جهود الدولة لدعم سياسة التكوين والتشجيع عليه تماشيا مع المتطلبات الاقتصادية والاجتماعية، في وقت أضحى فيه الحصول على وظيفة في مؤسسة اقتصادية أو إنشاء مؤسسة خاصة، يقتضي الحصول على تدريب وتأهيل مهني. ولفت مسؤول المركز إلى أن الإقبال على التخصصات التي يتيحها المركز، لم يعد مقتصرا على الشباب ذوي المستوى العلمي الضئيل، إنما خريجي الجامعات الواعين بالوضع الاقتصادي وبأهمية الحصول على حرفة من خلال إنشاء مؤسساتهم الخاصة مستقبلا، وهي الفكرة التي تنتقل تلقائيا إلى زملائهم في الأفواج البيداغوجية وخارج أسوار المركز المهني من خلال الاحتكاك الاجتماعي.