أصبح التعثر ممنوعا على شباب بلوزداد إن أراد الظفر بتاشيرة التأهل لربع نهائي رابطة ابطال افريقيا عقب خسارته غير المنتظرة أمام المريخ السوداني، الذي نجح في العودة من بعيد وافتك مكانة مهمة ضمن الأندية المرشحة لبلوغ الدور المقبل، حيث سيكون على الشباب ضرورة الفوز في المواجهتين المقبلتين على أرضه وأمام جمهوره. ازدادت وضعية شباب بلوزداد تعقيدا وهو الذي بدأ المنافسة القارية بقوة من خلال العودة بانتصار تاريخي من مصر خلال مواجهة الزمالك، إلا أن سقط مرتين أمام الترجي التونسي والمريخ السوداني، وهو ما جعل الفريق يعود إلى نقطة الصفر، حيث أصبح الآن يتواجد في مركز غير مؤهل لربع النهائي. الخسارة أمام المريخ كانت غير منتظرة بحكم أنّ الفريق قدم مستوى مميزا خلال مواجهة الزمالك وفي خسارته أمام الترجي، وهو ما جعل الجميع يعتقد أنّ زملاء بوشار قادرون على تحقيق الانتصار في ليبيا أمام المريخ السوداني ولكن الفريق فشل حتى في العودة بنقطة. ظهر شباب بلوزداد بوجه شاحب خلال المباراة عكس المستوى الفني المميز الذي قدمه خلال مواجهتي الزمالك والترجي، حيث كان الفريق غائبا واللاعبون لم يقدموا ما يشفع لهم من أجل الفوز، حيث كان المنافس أكثر اصرارا ورغبة في تحقيق الانتصار لأنه كان أمام آخر فرصة له للدفاع عن حظوظه في التأهل. موازاة مع انعاش المريخ حظوظه في التأهل تقلصت حظوظ شباب بلوزداد حيث لم تعد أمامه خيارات كثيرة والخيار الوحيد هو الفوز، حيث يمكن القول أنّ الفريق محظوظ بما أنه سيستقبل على مرتين متتاليتين كلّ من المريخ في الجولة المقبلة والزمالك المصري بعدها. الفوز في هاتين المواجهتين سيسمح للفريق بالتأهل بنسبة كبيرة، خصوصا أنه سيكون أمام فرصة مواصلة المغامرة خلال مواجهة الجولة الأخيرة أمام الترجي سواء بالتعادل أو الفوز. تأثر اللاعبون بانتصار الزمالك حيث ذهب العديد منهم للحديث عن التتويج باللقب وهو ما سارت عليه ادارة الفريق حين صرح الرئيس رابحي لاحدى القنوات المصرية أن هدف الفريق هو المنافسة على اللقب. اصطدم الشباب بعدها بواقع الميدان من خلال مواجهة "متمرس" في المنافسة القارية وهو الترجي التونسي الذي أعاد الشباب إلى الواقع وأيقض اللاعبين من حلم التتويج باللقب إلى "اللهث" وراء تأشيرة التأهل التي أصبحت الآن صعبة والضغط سيزداد كثيرا على اللاعبين بما أنهم لا يملكون خيارا آخر خلال الجولة المقبلة غير الانتصار. التقني التونسي نبيل الكوكي كان له النصيب الأكبر من انتقادات أنصار شباب بلوزداد، حيث أثبت محدوديته الكبيرة حين يواجه مدربين كبار من طينة نبيل معلول أو البرازيلي ريكاردو مدرب المريخ الذي أغلق كل الأبواب أمام التقني التونسي الذي وقف عاجزا رفقة لاعبيه في مواجهة فريق منظم ويقوده مدرب "مخضرم". الفعالية الهجومية هي الأخرى غابت في ظل افتقاد الفريق إلى هداف حقيقي بعد رحيل عريبي ورغم تواجد وامبا، إلا أنّ هذا الأخير لا يمتلك مستوى لاعب قادر على قيادة فريقه إلى الأدوار المتقدمة من المنافسة القارية، حيث أثبت عجزه رغم أنه نال الكثير من الفرص من طرف المدرب. المدرب المميز هو من يجد الحلول ولا يراهن على لاعب غير قادر على تقديم الإضافة، حيث سيكون عليه خلال مواجهة المريخ تفادي اللعب بنفس الطريقة التي واجه بها الترجي، خاصة أنّ المريخ سيلعب بطريقة دفاعية بحتة عكس الترجي الذي فتح اللعب وصنع لاعبوه العديد من الفرص الخطيرة. الأكيد أنّ حظوظ الفريق مازالت قائمة، إلا أنّ الدخول إلى المباريات المقبلة سيكون بشعار "التعثر ممنوع" وهذا بالنظر إلى وضعية الفريق الذي كانت تأشيرة التأهل بين يديه، إلا أنه فرط فيها مؤقتا ويتمنى الأنصار أن لا يندم اللاعبون على تضييع النقاط أمام الترجي والمريخ.