قال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، إنّ المبعوث الأممي لدى ليبيا، عبد الله باتيلي، يحاول أن يتواصل مع كافة الأطراف بهدف الوصول إلى حلّ، مع نهاية الشهر الجاري. داعيا الأطراف الداخلية إلى مزيد من التعاون. أوضح فرحان حق، في لقاء تلفزيوني، أنّ مساعي باتيلي تدور حول إجراء الانتخابات والأسس الدستورية، مضيفا أنّ الأممالمتحدة لا ترى بديلا عن الانتخابات في ليبيا. وأفاد حق بأنّ باتيلي بحاجة إلى دعم أممي في ملفات مهمة تتعلق بالأمن في ليبيا، والمصالحة الوطنية، وإجراء الانتخابات، إضافة إلى سحب المرتزقة. وأكد المسؤول الأممي أنّ تحقيق التقدم يتطلب وجود الرغبة الحسنة لدى كافة الأطراف السياسية في ليبيا، معقّبا أنّه ثمّة دول مستفيدة من الانقسام في ليبيا. وأضاف حق بأنّ التقدم الذي حققته الأممالمتحدة جدير بالبناء عليه، مجدّدا دعوته الأطراف الداخلية إلى العمل بالهدف ذاته. وحول الأنباء عن الآليات والحلول البديلة، قال أنّه في حال فشل المساعي الحالية في معالجة الأزمة في ليبيا، فإنّه سوف تُطرح آليات بديلة في وقت لاحق. ونفى أن يكون هناك تراجع في الاهتمام الأممي بالشأن الليبي، مضيفا أنّ كثرة النزاعات وطول أمدها قد يكون عاملا مؤثرا بعض الشيء في تركيزهم. وأضاف أنّ لديهم إلماما بكافة المبادرات التي تطرح من قبل المجلس الرئاسي أو الأجسام السياسية الأخرى، موضحا أنهم يسعون إلى دعم ما من شأنه معالجة الأزمة في ليبيا. وتدفع الأممالمتحدة نحو إنهاء النزاع الذي دخل عامه 12 قبل أيام، وكلف ليبيا خسائر بشرية ومادية، امتدت تداعياتها إلى دول مجاورة، وتجاوزتها إلى الضفة الشمالية للبحر المتوسط. وبفضل الإرادة السياسية الداخلية، نجحت أطراف النزاع بدعم دولي من تحقيق إنجازات مهمة، على رأسها وقف الاقتتال الداخلي، الذي مكن من تهدئة الأجواء، وفتح المجال أمام التحاور بلغة السياسة بدل لغة السلاح، في وقت يتواصل الضغط الدولي على الأطراف الداخلية التي ترفض الانخراط في مسار إعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا، بهدف الانصياع إلى خطة سلام داخلية يرسمها الليبيون أنفسهم بمساعدة أممية. قدم رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، التحية للجهود التي يبذلها أصدقاء ليبيا والبعثة الأممية، من أجل الدفع لإنجاز الانتخابات الوطنية النزيهة والعادلة. وقال الدبيبة في تغريدة له بموقع «تويتر» «أحيّي كلّ الجهود التي يبذلها أصدقاء ليبيا والبعثة الأممية، من أجل الدفع لإنجاز الانتخابات الوطنية النزيهة والعادلة، اتساقًا مع مطلبنا في إنهاء المراحل الانتقالية؛ مواصلين تقديم الخدمات لكلّ أبناء شعبنا، ومحافظين على السلام وإنجاز الانتخابات». وكان الدبيبة قال، في وقت سابق، إنّه لا خيار أمام الليبيين إلاّ الانتخابات، وأنّ ما يعطلها هو عدم وجود قانون انتخابات عادل ينبثق على أساس دستوري. وأضاف الدبيبة خلال الندوة العلمية «تجارب مراقبة الإنتخابات والدروس المستفادة» أنّ الحكومة قامت بكلّ التزاماتها المنوطة بها في الانتخابات، وأنّ حكومته منفتحة للاستماع لأيّ مبادرة أو مقترح يعزّز الثقة في عملية تأمين الانتخابات، حتى نقطع الطريق أمام من يسعى لمرحلة انتقالية جديدة. وأعرب الدبيبة عن دعمه بقوة لجهود المبعوث الأممي عبد الله باتيلي التي تهدف للإيفاء بالتزامات خارطة الطريق، والتي تنصّ على أنّنا في آخر مرحلة انتقالية، مشيرا إلى الضغط الإيجابي الذي يبذله باتيلي على كلّ الأطراف لإصدار الأساس القانوني لإجراء الانتخابات.