قدم الوزير الاول المالي، ديانغو سيسوكو، تقريره النهائي للرئيس ديونكوندا تراوري، عقب الجولة التي قادته الى كل من بوركينافسو وكوديفوار والبنين واختتمها بالسنغال، حيث بحث سبل التوصل الى حل نهائي للازمة، يقوم على الحوار السياسي كخطوة اولى، والعمل على تجهيز الجيش المالي لاي تدخل عسكري.وحصل ديانغو سيسوكو، خلال جولة استمرت يومين ونصف اليوم، على الدعم اللامشروط من طرف رؤساء البلدان المجاورة للسلطة الانتقالية في مالي، لانجاح المهمتين الرئيسيتين، وهما استعادة وحدتها الترابية و الوطنية، وتنظيم انتخابات حرة ونزيهة، وكشفت الجولة عن ارتقاء ملحوظ في الاداء السياسي لبامكو، من خلال تنويع الخطاب والتركيز على كل الحلول المطروحة من طرف الشركاء الدوليين والاقليميين، فانتقال الوزير الاول المالي الى العاصمة البوركينابية واغادوغو حيث التقى بالرئيس ووسيط الايكواس بليس كومباري، كان للوقوف على المسافة التي قطعتها جهود الحوار ونتائج الوساطة التي قام بها في الايام الماضية بين الحكومة المالية وحركتي انصار الدين وتحرير ازواد. وتطرق الوزير الاول سيسوكو، مع رئيس كوت ديفوار ومجموعة الايكواس، الحسن وتارا، الى كيفية الاعداد الى التدخل السعكري الذي رخص له مجلس الأمن والذي يمر عبر تجهيز وإعادة بناء الجيش المالي الذي سيكون محور العملية الأمنية التي تستهدف الجماعات الإرهابية و عصابات الجريمة المنظمة المسيطر على ثلاثة مدن في شمال البلاد، وهي نفس النقاط التي تطرق اليها تقريبا مع رئيس البنين والاتحاد الافريقي، والذي ركز على الاسراع في التحضير للعمل العسكري، ولم يكشف بعد عن توقيت هذه العملية. ومن أهم ما خلصت اليه هذه الجولة الخاطفة، التي انتهت اول امس السبت، هو الاتفاق مع وسيط الأزمة بليس كومباري على تسريع عملية التفاوض مع الحركتان الممثلتان لشعب الازواد، استكمالا للقاء الاولي الذي جرى الشهر الماضي في واغادوغو، اين تم الاتفاق على التفاوضي الملزم باحترام الخطوط الحمراء، المتمثلة في الوحدة الترابية لجمهورية مالي وعلمانيتها، واستجابت لها الجماعتان. وسيكون استكمال مسار التفاوض أكثر جدية مقارنة باللقاءت الماضية، بعد رحيل رئيس الوزراء السابق شيخ مديبو ديارا المدافع عن التدخل العسكري، والرافض لأي حوار، وسيتعزز هذا المسار دون شك باتفاق الجزائر بين جماعة أنصار الدين وحركة تحرير أزواد الذي زاد من عزلة التنظيمات الإرهابية.