يضرب المنشدون موعدا مع جمهورهم تزامنا وحلول شهر رمضان المعظم؛ إذ أعدّوا عدّتهم الفنية الروحية للمشاركة في البرنامج المسطر من القطاعات المعنية. وفي الوقت الذي اختار البعض التركيز في مواضيعهم الإنشادية على إحياء الأناشيد التراثية، فضّل آخرون ومنهم زهير فارس الإمام والمنشد ابن مدينة الورود، أن يتغنى بالقضية الفلسطينية لمواصلة النضال؛ لنصرة القضايا العادلة بأسمى وأرقى طريقة، وهي الإنشاد، لتظل القضية الفلسطينية حاضرة في القلوب لا تغيب. وحول برنامجه المسطر وسر اهتمامه بالتغني بالقضية الفلسطينية كان هذا اللقاء. ❊ المساء: بداية، من هو زهير فارس؟ ❊ المنشد زهير فارس: هو ابن مدينة الورود، وتحديدا من بلدية وادي العلايق. إمام، ومنشد، ونائب برلماني. التحقت بعد البكالوريا بكلية العلوم السياسية والإعلام. وتخرجت منها تخصص العلاقات الدولية بعدها. كان اهتمامي بالدراسات الشرعية، حيث تعلمت بالجامعة العقيدة الإسلامية. وأحضّر لشهادة الدكتوراه في تخصص العلوم الإسلامية. مسيرتي الفنية حافلة بالكثير من الأناشيد. شاركت في العديد من المهرجانات والمحافل الدولية التي كان أهمها منشد الشارقة، فحصلت على المرتبة الثالثة عربيا، والتي فتحت لي الأبواب واسعا لدخول عالم الإنشاد. قمت بالعديد من الحفلات. وفي رصيدي ألبومان مع فرقة "نسمات العلا"، وألبوم كمنشد منفرد. ولاأزال أتطلع لوضع بصمة أصيلة، أزاوج فيها بين الطابع الجزائري والعربي. ❊ حدثنا عن برنامجك المسطر لإحياء السهرات الرمضانية ؟ ❊ ككل سنة، أقوم بالتحضير لإحياء السهرات الرمضانية بناء على ما أستقبله من دعوات. ولكن لا أخفيكم أن الدعوات تراجعت مقارنة بالسنوات الماضية؛ بسبب النشاط السياسي؛ فإلى جانب أني إمام ومنشد أنا نائب برلماني. ولعل هذا النشاط أثر إلى حد كبير، على نشاطي الفني كمنشد. ولكن مع هذا أحاول دائما أن أكون حاضرا خلال الشهر الفضيل؛ من خلال استضافة المشايخ، وإقامة صلاة التراويح، وإحياء بعض الحفلات الإنشادية التي يتم تنظيمها خلال السهرات الرمضانية. ❊ قلت إن نشاطك السياسي كبرلماني أثر على نشاطك الفني؛ كيف ذلك؟ ❊ التأثير بالنسبة لي شخصيا ظهر من خلال قلّة الوقت؛ فلم يعد لديّ الكثير من الوقت لأتفرغ للإنشاد نتيجة اهتمامنا بحل وإيصال انشغالات المواطنين. ولكن أكثر ما يمكن التأكيد عليه أن المهتمين بتنشيط مثل هذه التظاهرات والفعاليات الفنية، غيّروا نظرتهم إلى فارس المنشد؛ فأصبحت النظرة إليه كشخصية سياسية أكثر منها فنية رغم أن التجربة الميدانية أبانت أن النشاط السياسي لا يتعارض مع النشاط الفني؛ لذا أعتقد أن هذا أثر كثيرا على ظهوري كمنشد في مختلف التظاهرات. ❊ ما الذي حضّره المنشد زهير للشهر الفضيل؟ ❊ بالنسبة للمواضيع التي أختار الإنشاد فيها فهي مختلفة ومتنوعة، تنطلق دائما من الواقع المعيش. ولكن منذ انطلاق طوفان الأقصى تغيّر توجهي في مجال التلحين والغناء، نحو كل ما يتعلق بنصرة القضية الفلسطينية؛ حيث كنت من الأوائل في العالم الإسلامي الذين تغنوا بطوفان الأقصى، فغنيت " نحن الطوفان" للشاعرة أمينة حزمون. ولحنتها في العاشر من أكتوبر في اليوم الثالث من انطلاق الطوفان. بعدها أطلقت إنشادا آخر بعنوان "حلم شهيد "، يتحدث عن شهيد من شهداء الثورة التحريرية الذي يقف متأسفا على ما يحدث لفلسطين، ويتمنى أن يعود ليشارك في الثورة الفلسطينية. والأغنية كتبها الشاعر الأستاذ عبد المالك قرين. أنشودة أخرى عنوانها "من بحر غزة " للشاعر الأردني الدكتور أيمن العتوم. أنشدتها ولحنتها وأطلقتها على مواقع التواصل الاجتماعي. وآخرها كان الإنشاد للشهيد الفذ يحيى السنوار؛ إذ لحنت قصيدة للشاعر الجزائري عبد الحميد سالمي، تم تسجيلها بفيديو مصوّر. كل هذه الأناشيد على موعد يتجدد مع الشهر الفضيل إلى جانب باقة أخرى من التراث الإسلامي، والتغني بخصال الرسول صلى الله عليه وسلم. ❊ كلمة أخيرة؟ ❊ الإنشاد والصوت الحسن والأذن الموسيقية موهبة منّ الله عليَّ بها. ويمكنني القول بأن سر اهتمامي به هو والدتي رحمها الله التي ربتني على سماع المستوى الرفيع من الفن الإنشادي. كل هذا ساهم في التأسيس لمنشد صال وجال منذ نعومة أظافره، بين الولايات والدول. واليوم أعتز بهذا الإنشاد، الذي سمح لي بالمشاركة في دعم القضايا العادلة، والتغني بالقضية الفلسطينية؛ للمساهمة في نصرتها، وإعلاء رايتها.