السلف الصالح كان لهم اجتهاد عجيب.. إنْ لم نقرأ ختمة أو نسمعها في شّهر القرآن.. فمتى؟! * أبو اسماعيل خليفة أيها المباركون: تعتبر صلاة التراويح من العبادات التي يقوم بها المسلمون في ليالي شهر رمضان ويحرص الجميع على أدائها بالطريقة الصحيحة والتراويح جمع ترويحة وسبب تسميتها بذلك هو أنّ المسلمين عندما يصلونها يستريحون بين كل ركعتين بعد التسليم. ولكم تهاون كثير في هذه الأزمنة المتأخرة في أداء صلاة التراويح بحجة أنها سنة وليست واجبة فترى الرجل ربما أضاع وقته في المجالس أو الأسواق أو أمام الشاشة أو غير ذلك مما ضرره أكثر من نفعه ويفرِّط في هذه السُنَّة العظيمة مع علمه بما ورد في فضل قيام رمضان إيماناً واحتساباً ولا شك أن ذلك من الغبن والحرمان والذي ينبغي على المسلم أن يصلي التراويح كاملة مع الإمام حتى ينصرف ليُكتب له أجر قيام ليلة. ولقد كان للسلف الصالح رحمهم الله اجتهاد عجيب في قراءة القرآن في رمضان بل لم يكونوا يشتغلون فيه بغيره وكانت لهم مجاهدات من كثرة الختمات رواها الأئمة الثقات الأثبات رحمهم الله. وكان ذلك إلى زمن مما توارثته الأجيال عن أسلافها في تالد الأزمان بل طارفها وحديثها تتابع الأجداد على ختم القرآن في شهر رمضان.. ولقد جاء ذكر تقليد الأسلاف مذموما إن خالف الشريعة في القرآن الكريم لكن من مليح المعاني في صدق التعبد لله ما كان عليه أجدادنا من تعظيم القرآن وتقديس القيام في رمضان لله الواحد الديّان. ولكن للأسف اندثر هذا في زماننا أو يكاد ولحقت هذه الصلاة المباركة مبتدعات فأفسدت المقصود منها: كتخفيفها قراءة وركوعا وسجودا.. حتى أنك لتجد الإمامين يتناوبان في صلاة التراويح والمقروء في الليلة الواحدة حزب فلا يكاد ينجلي همّي من هوان هذه الشعيرة من قلوب العامة بل وبالمقابل يشنّع بالفعال والمقال على من درج على الإجتهاد وإطالة القيام بالحزبين. فإن لم نقرأ ختمة كاملة من القرآن الكريم أو نسمعها في شّهر القرآن فمتى؟!. هذا الشّهر الذي قال الله جلّ وعزّ فيه: شَهْرُ رَمَضَانَ الذِي أُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَات مِنَ الهُدَى وَالفُرْقَانِ . البقرة:185. وقد جرى في الأمثال السائرة قولهم: شرف العلم بشرف ما تعلَّق به فكيف إذا تعلّقت القرآن بشهر القرآن؟. فالله الله في تعظيم قدر الصلاة في قلوب العامة.. فإن كان الختم في الصلاة لا يتعدى النَّدب والإستحباب فإن تفويته لغير عذر ضربٌ من الحرمان والتَّاب!. فهل للنفس إقبال؟. وهل للقلب اشتياق؟. وهل نملأ شهر القرآن بتلاوة القرآن؟. وبعد فإنها نفثة قلب متحسّر على ما آل إليه أكثر الناس.. والمشتكى إلى الله ولا حول ولا قوّة إلا به وهو المستعان.. فاتقوا الله تعالى واشكروه على ما أنعم به عليكم من مواسم الخير والبركات وما حباكم به من الفضائل والكرامات وعظموا هذه المواسم وقدروها قدرها في الطاعات والقربات فإنها ما جعلت إلا لتكفير سيئاتكم وزيادة حسناتكم ورفعة درجاتكم . أسأل الله أن يبارك لنا في شهرنا هذا وفي بقية عمرنا وأن يجعلنا ممن يستعمل أيامه وأوقاته في الطاعات والكف عن المحرمات وأن يجعلنا ممن يصومه ويقومه إيماناً واحتسابا ويجعلنا فيه من العتقاء من النار. هو المستعان ولا حول ولا قوة إلا به.