مصداقية الجزائر تؤهلها للوساطة في الأزمة الأوكرانية زيارة روسيا في ماي بدعوة من الرئيس بوتين مازالت قائمة إسبانيا انحازت في ملف الصحراء الغربية بتصرفات سرية لا تعفيها من مسؤولياتها العلاقات الجزائرية - المغربية وصلت إلى نقطة اللاّعودة وموقفنا هو ردة فعل علاقاتنا مع فرنسا متذبذبة.. والسفير الجزائري سيعود إلى باريس قريبا إيطاليا لم تستفد من القطيعة مع إسبانيا.. والجزائر ملتزمة بتزويد الشعب الإسباني بالطاقة القضية الفلسطينية هي القضية الأم وتكاد تكون قضية داخلية في الجزائر أكد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، أن الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار بحتة وأن الجزائر تناضل من أجل حرية الشعوب وتساند حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير. شدد الرئيس تبون في لقاء مع قناة «الجزيرة»، بثّ أمس الأربعاء، على أن الصحراء الغربية هي قضية تصفية استعمار بحتة، وهي متواجدة على مستوى لجنة تصفية الاستعمار بالأمم المتحدة، مضيفا «أننا ناضلنا من أجلها، ومازلنا نناضل من أجل حرية الشعوب، ونساند حق الشعب الصحراوي في الاستفتاء، ونحن ندعم خياره أيّا كان». وتابع بهذا الصدد قائلا: «هناك فلكلور دبلوماسي» بخصوص فتح القنصليات في الأراضي الصحراوية المحتلة، مذكرا بالعدد الهائل من الدول حول العالم التي تعترف بالجمهورية الصحراوية، والتي هي عضو مؤسس في الاتحاد الافريقي». وفي سياق حديثه عن ما أثير من مزايدات ومغالطات حول موقف الجزائر إزاء القضية الصحراوية، كشف رئيس الجمهورية أن حكومة فرانكو الإسبانية اقترحت الصحراء الغربية على الجزائر سنة 1964، إلا أن الرئيس الراحل أحمد بن بلة رفض ذلك. وعن إمكانية تغيّر موقف الجزائر من إسبانيا في حال تغيرت الحكومة الإسبانية، ردّ قائلا: «في حال تغيرت الحكومة الإسبانية سيتغير ما قاله رئيس الحكومة بيدرو سانشيز (حول الصحراء الغربية)، فما قام به إجحاف في حق الشعب الصحراوي، وخرق للأعراف الدولية والقانون الدولي». وطمأن رئيس الجمهورية، الشعب الإسباني بأن تزويده بالغاز الطبيعي سيتواصل، «فالغاز يستفيد منه الشعب وليس سانشيز، بل كانت هناك زيادة في التموين بهذه المادة، كوننا نفكر في مستقبل الشعوب». وذكر السيد تبون، أن الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، نائب رئيس المفوضية الأوروبية، جوزيب بوريل، حاول التوسط لإيجاد حل للأزمة بين الجزائر وإسبانيا، «غير أنني شرحت له أنه من الصعب على سانشيز التراجع، سياسيا، عما صدر عنه»، مضيفا أنه كان ينتظر أن تتخذ إسبانيا «موقفا مشابها لموقف الاتحاد الأوروبي، وقد تفهم بوريل موقفنا». وأعرب الرئيس تبون عن اعتقاده بأن الحكومة الإسبانية «خرقت» معاهدة حسن الجوار والتعاون التي كانت تربطها بالجزائر، مشددا على أن إسبانيا تبقى دولة صديقة وتربط بينهما علاقة «طيبة جدا ولم تتغير مع الأجهزة الاسبانية والشعب والقصر الملكي». ولفت رئيس الجمهورية إلى أن الحكومة الاسبانية تناست أنها القوة المديرة للصحراء الغربية، وهو الأمر الذي يؤكده القانون الدولي والأعراف الدولية، مشيرا إلى أنه كان من المفروض أن تبقى اسبانيا على الحياد «إلا أنها انحازت بتصرفات لا تعفيها من مسؤوليتها، وكانت تصرفات سرية». وذكر الرئيس تبون، بأن ملك اسبانيا ووزراء الحكومة وحتى البرلمان الاسباني لم يكونوا على علم بموقف سانشيز، مردفا «وقد اعتبرناه موقفا فرديا ويصعب التعامل معه». وأوضح بأن التبادلات التجارية مع اسبانيا لم تنقطع، وأن هناك بعض العقود التجارية التي مازالت سارية المفعول بين الخواص، إلا أنه أكد أن التبادلات التجارية «انخفضت كثيرا، لأن المتعاملين الجزائريين شعروا بما شعرت به الدولة الجزائرية، كون التصرف الاسباني لم يكن في مستوى الثقة والصداقة التي كانت بيننا». العلاقات الجزائرية - الإيطالية مبنية على صداقة عميقة وشفافة كما أكد رئيس الجمهورية، أن العلاقات «الاستراتيجية» التي تجمع بين الجزائروإيطاليا مبنية على صداقة «عميقة» و»شفافة» تعود إلى الثورة التحريرية وتستمر إلى غاية اليوم. وتطرق رئيس الجمهورية إلى الروابط الجزائرية - الإيطالية التي وصفها ب «المتينة» والتي تعود إلى الثورة التحريرية واستمرت بعدها حتى في الفترات الحالكة التي مرت بها الجزائر كالعشرية السوداء والعجز المالي الذي شهدته الجزائر بداية التسعينيات. وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت إيطاليا مستفيدة من برود العلاقات مع إسبانيا، أكد الرئيس تبون أن التعامل مع كلا البلدين يجري ب»شكل متوازن»، مضيفا أن إيطاليا «لم تستفد من القطيعة مع إسبانيا لكون العلاقات معها تشمل جانبا آخر من المعاهدات التي تعد أكثر استراتيجية». في هذا الإطار، توقف رئيس الجمهورية عند مشروع الأنبوب الجديد لنقل الغاز بين الجزائروإيطاليا والذي سيسمح أيضا للجزائر بتصدير الغاز والكهرباء وحتى الهيدروجين مستقبلا. وأوضح، بهذا الخصوص، أن هذا المشروع الذي جمد سابقا، تم بعثه من جديد، غير أنه «يبدو أن هناك صعوبات لتمويله من قبل الاتحاد الأوروبي»، مشيرا إلى إمكانية قيام الجزائروإيطاليا بذلك، في إطار الشراكة التي تجمعهما. الجزائر لن تتخلى عن تونس التي تشهد مؤامرة تحاك ضدها وشدد رئيس الجمهورية، على أن الجزائر «لن تتخلى» عن تونس التي تشهد حاليا مؤامرة تحاك ضدها من قبل عدة أطراف، مؤكدا أيضا دعمها للرئيس التونسي، السيد قيس سعيد، لكونه رئيسا منتخبا من قبل شعبه. وتطرق رئيس الجمهورية إلى العلاقات التي تجمع الجزائر بالشقيقة تونس، والتي أكد بشأنها قائلا: «نحن لن نتخلى عنها، أحب من أحب وكره من كره». ولفت الرئيس تبون إلى وجود مؤامرة تحاك حاليا ضد تونس من قبل عدة أطراف، حيث «تأزمت الأمور أكثر بعد استقبالها لرئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، إبراهيم غالي». في سياق ذي صلة، أكد رئيس الجمهورية أن دعم الجزائر للرئيس قيس سعيد يعود لكونه «الرمز الذي انتخبه الشعب»، فضلا عن كونه «لم يأت بالقوة أو نتيجة انقلاب». كما حرص على التأكيد، بالمقابل، على أن الجزائر لا تتدخل فيما يحدث في تونس، لأنها أمور داخلية. الزعم بوجود تضييق على الحريات مرتبط بمحاولات زرع البلبلة وأكد رئيس الجمهورية، أن الزعم بوجود تضييق على الحريات وعلى وسائل الإعلام في الجزائر، «مرتبط ارتباطا عضويا بمحاولات زرع البلبلة وعدم الاستقرار» في البلاد. وقال الرئيس تبون إن إثارة مسألة التضييق على الحريات في كل مرة، «مرتبط ارتباطا عضويا مع محاولات زرع البلبلة وعدم الاستقرار في الجزائر»، مشيرا إلى تعرض الجزائر «كل أربع أو خمس سنوات لمحاولات استهداف من قبل ما يسمى بالقوى الناعمة، وذلك من خلال استغلال أشخاص معينين ومساندتهم من الخارج». في ذات السياق، أوضح رئيس الجمهورية أنه يوجد في الجزائر «8500 صحفي و180 جريدة يومية و20 قناة خاصة، بالإضافة إلى وسائل إعلامية أخرى»، مشددا على أن الدولة «لم تقم يوما بممارسة التضييق عليها». واستطرد الرئيس قائلا، إن وسائل الإعلام هذه «تقوم بانتقاد الدولة»، معربا عن ترحيبه بأي «انتقاد أو معارضة من خلال تقديم أفكار بديلة وخطط اقتصادية مغايرة للخطة الاقتصادية التي تنتهجها الحكومة»، مشددا بالمقابل: «الشتم والدفاع عن المصالح الخارجية وتقاضي الأموال من الخارج في سبيل ذلك، هو أمر غير مقبول». في ذات الإطار، انتقد الرئيس تبون التقارير المغلوطة التي تصدرها منظمة العفو الدولية ضد الجزائر، داعيا إياها إلى توجيه جهودها لكشف ما يحدث ضد الأطفال الفلسطينيين الذين يزج بهم الكيان الصهيوني في سجونه. الجزائر مؤهلة للعب دور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا أكد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، أن الجزائر مؤهلة للعب دور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا. وفي لقاء مع قناة «الجزيرة»، وردا عن سؤال حول ما إذا كانت الجزائر مؤهلة للعب دور الوساطة بين روسيا وأوكرانيا، قال السيد تبون «إنها مؤهلة لفعل ذلك، فهي من بين الدول التي لها مصداقية كافية لتكون وسيطا في الكثير من النزاعات، حتى تلك التي لا تخص القارة الافريقية، وقد فعلنا ذلك مرارا وتكرارا نظرا لثقل الدبلوماسية الجزائرية، ودوما ما كانت هناك نتيجة، والجزائر لا تتدخل أبدا في أي وساطة ان لم تضمن النتيجة الايجابية». وبشأن طلب الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، من الجزائر التوسط في الأزمة الأوكرانية، أجاب السيد تبون قائلا: «نتمنى أن يقبل طرفا النزاع الوساطة، وقد حاولنا سابقا على رأس وفد عربي، تترأسه الجامعة العربية، لكنها للأسف لم تمض بعيدا». وعما إذا كانت العلاقات التي تربط بين الجزائروروسيا لا تزعج الولاياتالمتحدةالأمريكية، رد الرئيس قائلا: «نحاول ان نشرح لهم بأن انتماءنا ليس عسكريا ولا انحيازا ايديولوجيا، فنحن دولة وسطية، ونعتبر أنفسنا اصدقاء للولايات المتحدةالأمريكية. عدم الانحياز هي سياستنا، نتعامل مع موسكو وواشنطن، فأكبر شركات النفط في الجزائر أمريكية، ولا يوجد هناك أي مشكل». وذكر بأن العلاقات التي تربط الجزائربروسيا «طيبة»، لافتا الى أنه بدعوة من الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الذي ألح على ذلك، فانه سيزور موسكو شهر مايو المقبل. وتوقف السيد تبون عند العلاقات الجزائرية - الصينية ووصفها هي الأخرى ب «الطيبة»، وهي تعود الى فترة ما قبل الاستقلال ولا تزال مستمرة الى غاية اليوم. علاقة الجزائر مع فرنسا متذبذبة وصف رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، العلاقة بين الجزائروفرنسا ب «العادية» والتي تعرف «تذبذبا» في بعض الفترات، مؤكدا أن عودة السفير الجزائري إلى العاصمة باريس «غير مستبعدة» في الفترة المقبلة. و قال الرئيس تبون أن «العلاقة مع فرنسا عادية ودائما يكون فيها تذبذب، نظرا للماضي الأليم الذي دام لمدة 132 سنة» من الاستعمار. وأضاف أن الفترة الاستعمارية شهدت «أمورا سيئة جدا»، مشددا على أن الشعب الجزائري «متمسك بذاكرته وبتاريخه ولن يتخلى عنهما وهو حريص على تسجيل كل المحطات التي يمر بها عبر التاريخ». وفي رده عن سؤال بخصوص احتمال عودة سفير الجزائر إلى باريس لمزاولة مهامه قريبا، أوضح رئيس الجمهورية أن هذا الأمر «غير مستبعد»، على اعتبار أن هناك جالية جزائرية كبيرة في فرنسا و»ينبغي القيام بالأعمال القنصلية» للتكفل بانشغالاتها. الرئيس يشيد بمستوى العلاقات مع قطر والسعودية أشاد رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، بمستوى العلاقات الثنائية التي تربط الجزائر بكل من دولة قطر والمملكة العربية السعودية. وأكد رئيس الجمهورية أن العلاقة مع قطر «أخوية وأكثر من طيبة ويعرفها الخاص والعام»، منوها بمستوى التقارب بين قيادتي البلدين. وبخصوص العلاقة مع المملكة العربية السعودية، أشار رئيس الجمهورية إلى أنها تعود إلى فترة الثورة التحريرية، حيث ثمن الموقف السعودي الداعم للثورة الجزائرية ونوه بالمواقف المشرفة للملك فيصل الذي اعتبره واحدا من «أكبر زعماء الأمة». وفي سياق ذي صلة، شدد الرئيس تبون على أن جودة العلاقات الجزائرية - السعودية «مستمرة»، مؤكدا مساندة الجزائر للمملكة السعودية ورفضها لأي مساس بها أو بأمنها.