تزين بهو قصر رياس البحر (حصن23) بأجمل الدمى اليابانية التي جاءت لتروي أسطورة اليابان العظيمة والحضارة المتوارثة عبر سنوات وقرون، لتختلجها روايات مختلفة للمرأة اليابانية الجميلة والرجل الياباني المعروف بالمثابرة في العمل الجدي والصارم، ويأتي هذا المعرض في اطار احتفالات الجزائر بخمسينية الاستقلال وكذا مرور 50 سنة على العلاقات الدبلوماسية التي جمعت بلادنا مع اليابان. كان سفير اليابانبالجزائر( تسوكاسا كاوادا) ضيف شرفي بالمعرض حيث قام بزيارة مختلف (الدويرات) التي جمعت أروع الدمى اليابانية- والتي تضم حوالي 69 دمية جاءت لتروي أساطير فنية لحضارة اليابان المتعاقبة عبر السنوات الغابرة. ويعتبر هذا المعرض الفني فسيفساء لمختلف التقاليد التي شهدتها اليابان خلال السنوات الماضية و تمتد الى القرون الوسطى، حيث جسدت الدمى الخشبية مراحل نمو العصرنة لليابان أما الدمى المصنوعة من القماش، فكانت عبارة عن قصص تروي حياة المرأة الريفية اليابانية وحتى المرأة العصرية التي جسدتها من خلال هندام أنيق يروي حياة السيدة اليابانية المتألقة بالاضافة الى الرقصات المختلفة التي تشتهر بها اليابان. المصارع الياباني حاضر بقوة... من جهة أخرى جاءت صورة الرجل الياباني المصارع سمة هذه العرائس وحتى الريفي الذي كرس حياته خدمة للارض كما كانت هذه الدمى صورة رائعة جلبت أنظار الزائرين الذين عبروا عن إعجابهم الكبير بهذه التقنية الحديثة لصناعة الدمى. ومن جانب آخر، ذكر السيد تسونا امالكو مرشد ياباني بالمعرض في تصريح خصّ به (الشعب) أن عادة تجميع الدمى تعد ثقافة أساسية حيث تقوم بها كل عائلة يابانية عن طريق تجميع الدمى العريقة والنادرة لتتباهى بعرضها في مهرجان الدمى الذي يقام بشكل فصلي باليابان. وقد رافق كل دمية بطاقات لشرح دورها ومعانيها، كما يعد مهرجان الدمى باليابان تظاهرة هامة خاصة التي تمثل أشخاصا، آلهة، حيوانات أو فصول السنة، وتنتمي كل مجموعة إلى نوع مسرحي وفترة زمنية معينة، فهناك مسرح الكوبيك، البيناكو، الناوو... وفي النوع الأخير ترتدي كل الدمى أقنعة رسمت عليها وجوه مبتسمة، إلا أنها في الحقيقة تجسد للمشاهد باقي المشاعر الإنسانية كالحزن والدهشة.. بحركات الجسد. شخصيات من المسرح الياباني المشهور ويضم المعرض شخصيات مستوحاة من المسرح الياباني المعروف (نو) والساموراي المحاربين من صنع فنانين معاصرين الذين أبرزوا تطور فن الدمية اليابانية. المتمعن في أصول صناعة الدمية اليابانية يكتشف بلغة بسيطة وخيال واسع تقنيات عالية الجودة في تكريس هذه الصناعة، حيث اجتمعت هذه الدمى لتروي بصوت خافت وتخاطب في نفوس الحضور مشاعر الطفولة، من خلال موادها التي تدرجت من السيراميك إلى الطين والأقمشة وخيطان الحرير وبأشكالها الخشبية والقماشية وألوانها ذات الإتقان العالي الى درجة تجعل الزائر يقف طويلا أمامها في محاولة لاكتشاف أساطير الزمن القديم و التي كان يشاهدها فقط في الافلام السينمائية وحتى الرسوم المتحركة التي أبدعت اليابان في تصويرها وجلب الأطفال إليها.