شهدت زراعة فاكهة البطيخ بنوعيه الأحمر والأصفر بولاية الوادي، في السنوات الأخيرة، توسّعاً مضطرداً، وإقبالاً ملحوظاً من الفلاحين المستثمرين في مجال البيوت البلاستيكية المحمية ذات الحجم الكبير واحد هكتار. تعد زراعة البطيخ الأحمر «الدلاع» والأصفر «الشمان» قديمة في ربوع منطقة سوف، تطورت وتوسّعت بالعقدين المنقضيين بشكل ملفت، نتيجة لحداثة وسائل الإنتاج والتقنيات الزراعية، والتسهيلات والدّعم المقدم من طرف الدولة للقطاع لا سيما في مجال الكهرباء والمسالك الفلاحيين. وقد انطلق الفلاحون في حصاد المحصول المبكر -المحمي - منتصف شهر مارس الجاري، على أن يشرع باقي منتجي المساحات الحقلية في الجني بداية من شهر ماي المقبل، حيث بدأت بواكير هذه الفاكهة الشعبية تظهر بأسواق الولاية مع بداية شهر رمضان الفضيل. وفي هذا الصدد، أكّد رئيس مكتب الإتحاد الوطني للمهندسين الزراعيين بالوادي، بليمة العربي، أن زراعة البطيخ معروفة منذ القدم في الولاية، وسجّّلت طفرة إنتاجية بالأعوام الأخيرة، سواء في الحقول المكشوفة أو البيوت المحمية البلاستيكية بمردود كبير في الإنتاج يفوق 600 قنطار في الهكتار الواحد. وأبرز المهندس بليمة العربي، في حديث مع «الشعب»، أنّ عملية شتل البطيخ الحقلي - المكشوف - تبدأ من شهر فيفري، وتكون مغطاة بالبلاستيك - تينال - لحمايتها من الصقيع والرياح ثمّ ينزع الغطاء بعد نمو النبات وتفرّعه، أو ضمن الزراعات المحمية بالبيوت البلاستيكية ذات القباب ومتعددة القباب بداية من شهر جانفي من كل سنة، مع تسجيل إقبال على زراعة المنتوج المحمي المبكر بسبب تحقيقه أرباحا إضافية للفلاحين. وتابع بالقول: «يتطلّب محصول البطيخ بكل أنواعه كمية معتبرة من مياه السقي خاصة أثناء فترة نمو الثمار وارتفاع الحرارة، ويتعرض للآفات والأمراض الزراعية مثل باقي المحاصيل على غرار العفن الفطري والمن وغيرها من الآفات الشائعة بالشعبة». كما تبلغ مدة الدورة الحياتية لنبات البطيخ، حسب بليمة، من 100 يوم إلى 120 يوم حسب ظروف نموه الطبيعي ووضعية المناخ المحيطة، ويحتاج إلى تسميد آزوتي وفسفوري وبوتاسي وفقا لنوعية التربة ومراحل نمو المحصول. هذا ويعتبر فصل الصيف ذروة إنتاج واستهلاك البطيخ بمختلف أنواعه، نظرا إلى قيمته الغذائية الهامة ومقاومته للعطش والتعب أثناء فترات ارتفاع درجات الحرارة.